مقدمة..
ــــــــــــــــــــ
الدكتور رفعت إسماعيل أستاذ أمراض الدم المتقاعد وهاوي الأشباح يتحدث.. أنا الشيخ الوحيد المتهالك الذي يقضي أيامه الأخيرة مسترجعا ما كان في شبابه من أحداث والذي قضى ليلته جوار مومياء دراكيولا وصارع العساس في الصحراء وطاردته لعنة الفرعون أخيروم.. لقد ولى أحبائي جميعا.. وها هي ذي صفارة القطار تعللني أنهم جميعا قد ركبوا وأن عليّ أن ألحق بهم إلى عالم آخر.. لكني أتوسل لناظر المحطة -قلبي المتهالك- أن يتركني بضعة أعوام أخرى تكفي كي أفرغ ما بجعبتي من حكايات.. لكنه يقول لي في تململ وهو يجذب كمي:
- لكن حكاياتك هي في النهاية مجرد حكايات.. ليست نظريات علمية ولا قطوف حكمة فتتركها للقادمين من بعدك..
- لكنها مسلية أيها الرجل الطيب..مسلية!..وأقسم على هذا..
عندئذ أراه يفكر.. ثم يعقد ذراعيه على صدره ويغمغم:
- إذن احك قصة مسلية أخرى ولكن بسرعة..
ثم يهز إصبعه في وجهي محذرا:
- قلت لك أن تكون مسلية.. هه؟.. لقد أنذرتك..
فأهلل.. وأكاد ألثم يديه لولا تصلب عظام ظهري الذي يعوقني عن الانحناء.. وأبدأ على عجل في سرد قصة أخرى.. لقد وعدتكم أن أستكمل قصة هن- تشو- كان.. لكنني لم أحدد متى.. لذا دعونا نصغ لقصة البيت هذه المرة.. البيت.. يعرف كل شئ.. البيت يذكر كل شئ.. البيت ينتظرنا بعد كل هذه الأعوام.. وبوابته الصدئة مفتوحة من أجلنا.. فهل ندخل؟..