لقد جاءوا خلفه.. لم يكن جينغ- تشا هو الوحيد الذي اجتاز الزمان والمكان باحثا عن الكاهن الأخير.. بل تبعه بعض رهبان الماهايانا ليشدوا من أزره.. لا يحتاج المرء لكثير ذكاء كي يدرك أننا محاصرون.. ربما البناية كلها محاصرة.. وهذا يعني أننا رهائن مسخرة للضغط على هن- تشو- كان كي يسلم الكتاب الثمين لهم ولقد لعبوا لعبتهم بذكاء حق.. أدركوا أن الكاهن الأخير لن يهزم.. وإذا هزم فلن يستسلم ولن يتكلم.. ولم تكن هناك سوى طريقة واحدة للضغط عليه تلك الطريقة التي فررت من شقتي كي لا أمنحها لجينغ-تشا وهي استخدام الآخرين.. الهاتف؟.. هل نسيت أنه معطل؟.. وأنهم عطلوه دون أدنى شك.. لقد فهم هؤلاء الأوغاد مفردات عصرنا وأهمية الهاتف بسرعة.. أسرع مما ينبغي في الواقع.. والآن.. أملنا الوحيد هو أن نغلق أبوابنا وأن نرجو التوفيق للكاهن الأخير في معركته المصيرية التي تدور فوق رؤوسنا.. ربما لو سلم لهم الكتاب تكون هنالك فرصة.. لكني أشك كثيرا في ميول هؤلاء السادة السلمية.. ولا أعتقد أنهم سيشكرونه ويوجهون لنا عبارات الاعتذار وينصرفون.. المصيبة الحقيقية هي أنني من جلب هذه المصيبة للبناية.. والآن تواجه عشر أسر ورطة لا مفر منها فيما يبدو..
********************
والآن حان الوقت كي أتمنى لكم ليلة سعيدة وأترككم.. أرى بعضكم يشد كمي.. وأسمع بعضكم يتساءل: وماذا حدث بعدها؟.. هل أنتم حقا مهتمون بذلك؟.. كنت أعتقد أنكم لن تجدوا ما يثير في حصار بعض البوذيين لسكان بناية بينما يتصارع كاهنان في إحدى الشقق.. ليكن لكم ما تريدون.. سأحكي ما حدث بالتفصيل.. لكنها قصة طويلة وقد قاربت الليلة على الانتهاء.. إن النوم شئ حيوي للشيوخ مثلي.. ربما في الليلة القادمة.. أو ربما ليلة أخرى أستكمل فيها القصة.. قصة العجلة الثمانية ومومياء شيان-قه الراقدة بين الثلوج ورقصة الموت..و..و..
لكن هذه قصة أخرى..
د.رفعت إسماعيل
القاهرة1993