كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل التاسع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل التاسع Empty
مُساهمةموضوع: 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل التاسع   12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل التاسع Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 2:36 am

9- جينغ- تشا..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الفرار.. الفرار.. تسلطت الفكرة على ذهني فلم أستطع إيجاد سبيل لمنطقة ما سمعت.. الفرار!.. إنه آت لداري أنا بالذات.. ذلك الكاهن الفاشل المتعصب المولع بالدماء والسلطة.. إنه قد أجاد لعبته.. فر بمجرد وصوله إلى القرية المجاورة وذاب هناك بين القرويين بأسلوب شبيه بأسلوب هن- تشو- كان ثم إنه بدأ يعمل على عربة لوري وحكى لسائقها قصته الحزينة عن أخيه الضائع بين القرى باحثا عن أخيه المتخلف عقليا ولم يملك السائق سوى أن يساعده وطبعا كانت كفر بدر هي المرشحة الأولى للبحث.. وها هو ذا قد وجد ضالته دون جهد.. وها هو ذا قد.. ترررررررررررررن!.. كأن جرس الباب قد أغلق دائرة كهربية تتصل بجهازي العصبي فأجفلت ووثبت لأعلى مترا.. ثم إنني استجمعت شجاعتي وانتظام ضربات قلبي.. ففعلت أول ما ينبغي عمله.. دسست قرصا من النيتروجلسرين تحت لساني كي لا تخذلني شراييني التاجية.. واتجهت للباب عالما أن القادم ليس سوى هن- تشو- كان الذي لم أعطه نسخة من مفتاح الشقة.. سأحكي له كل شئ فورا.. ولم يكن القادم هو هن- تشو- كان.. كان فلاحا مشعث الشعر تحت طاقية صوفية قذرة وكانت لحيته نامية وعلى جسده جلباب بال.. وقبل أن أسأله عن مرامه أدركت دون جهد أنه هو.. جينغ- تشا.. أعرف هاتين العينين الضيقتين والبشرة الصفراء والوجنتين البارزتين.. إن من يحمل هذه السمات لا يمكن إلا أن يكون آسيويا وبالتحديد من منطقة التبت.. وللدقة لابد أن يكون هو جينغ- تشا!.. من غيره؟!.. قبل أن أقرر ما أفعل لمحت عينيه الباردتين القاسيتين تنظران لوجهي في ثبات.. وفي صوت غليظ تساءل:
- داكتر ريفات؟!..
=نعم.. دكتور رفعت.. هذا أنا..
ومددت يدي لأغلق الباب في وجهه.. وهنا لا أذكر ما حدث.. لقد كانت انعكاسات هذا الفتى تفوق القدرة التحليلية لخلايا شبكيتي.. ولا يمكن فهم ما حدث إلا بتصوير المشهد بكاميرا سينمائية تدور بسرعة ألف كادر في الثانية يتم بعدها عرض الفيلم بسرعة أربعة وعشرين كادرا.. فجاة وجدت نفسي ملقى في ركن الصالة.. وكان هو قد دخل الشقة وأغلق الباب خلفه.. بل حطم منظاري.. لم أستشعر ألما لأن الذهول أضاع كل ألم.. ومضيت أراقبه في توجس وهو يدور في أركان الشقة باحثا في كل غرفة عن شئ ما ثم رأيته يعود لي ويقف أمامي ويصرخ بصوته الغليظ:
-هن- تشو- كان؟!..
لم أر فائدة من التظاهر بالجهل فقلت ململما أشلاء كبريائي المبعثرة:
=خرج..
نظر لي في ريبة بضع ثوان ثم قرر كما يبدو أن يعقد لي امتحانا سريعا.. فقال بتؤدة:
- شوكارا.. أين؟..
أدركت أنه شبه متأكد من أنني أجهل الموضوع فهو يتوقع وهذا حق أن الكاهن الأخير لم يصارحني بمكان الكتاب إن كان قد صارحني بوجوده أصلا.. وصممت أن أبدو بريئا وغبيا إلى أقصى حد.. إلا أنه انحنى إلى جواري.. والتقط بين إبهامه والسبابة بعض الشعيرات من سالفي وشدها.. آآآآآآآآآه!.. ياللألم!.. كأنه ينتزع جزءا من مخي.. كف عن هذا..
=اسمعني يا أسـ..آه!..أستاذ..أنت رجل متحـ..متحضر وابن ناس..ويمكننا أن نتفاااااااااهم!..آي..
- شوكارا أين؟..
غريب هذا.. هو واثق من أنني أجهل مكان الكتاب.. لكنه مصمم على تعذيبي إلى آخر درجة يكون بعدها واثقا تماما..
- شوكارا..أين؟..
آي..!.. كيف أخبر هذا المعتوه أن تعذيبه وصل للذروة وأن ما يتحمله النافاراي ليس هو ما يتحمله شيخ فان مثلي؟..
- شوكارا..أين؟..
تررررررررررررررن!.. جرس الباب!.. جاء في وقته لأنه أجفل وأطلق سراحي -الفتى وليس الجرس- وتفكر في الموقف هنيهة.. ثم إنه نهض واتجه للباب ووقف خلفه.. ثم مد يده ليفتحه مبتعدا عن مجال بصر من يدق الجرس..
انفتح الباب ودلف منه هن- تشو- كان وفي يده كيس ملئ بالبيض ابتاعه من السوق وعلى ثغره ابتسامة ظفر كطفل بعثته امه للسوق أول مرة وعاد موفقا.. وفي مرح التفت ليحدث من حسبه أنا.. ذلك الذي فتح الباب له.. وهنا التقت العينان وفهم كل شئ.. وانغلق الباب محدثا جلبة..
********************
ساد الصمت المكان فلا شئ سوى صمت أنفاسنا.. ثم إن جينغ- تشا اقترب في تؤدة من هن- تشو- كان وهو يبتسم في لزوجة.. وللمرة الأولى أرى الرعب في عيني الكاهن الأخير.. نظرة فأر وقع في المصيدة.. أو قط ترتفع حوله مياه الفيضان.. أو كلب تحيط به الأفاعي.. أو أفعى في جحر المانجوست.. أو أي رعب تتخيله.. بدأ جينغ- تشا يتكلم بلغة لا أعرفها.. كان صوته غليظا بطيئا مليئا بالسخرية والغرور والتوعد.. أما هن- تشو- كان فكان يرد بعصبية وتوتر بينما المقت يلتمع في عينيه.. كانا يتبادلان الاتهامات والسباب طبعا.. وهنا بدأت أستعيد صفاء ذهني.. حتما سيحدث صراع دموي هنا.. وليس لي أن أخشى شيئا على هن- تشو- كان لأنه الأفضل تدريبا.. لكن له نقطة ضعف واحدة.. هي أنا!.. نعم بالتأكيد سيحاول جينغ- تشا تهديد حياتي للضغط على خصمه وبالتالي لن يكون جبنا مني أن أحاول الانسحاب في صمت لأن وجودي سيزيد من متاعب الكاهن الأخير فقط.. وببطء شديد بدأت أزحف نحو باب الشقة.. كانت محادثتهما مستمرة لذا نسيا وجودي تماما.. وفجاة بدأ الاشتباك.. كنت عند منتصف الطريق إلى باب الشقة حين سمعت صوت سوط يشق الهواء فأدرت رأسي لأرى.. لم يكن سوطا بل هي ذراع جينغ- تشا التي امتدت تمزق الهواء تجاه بطن الكاهن الأخير وكانت أصابعه متخذة وضعا غريبا كالعنكبوت مما جعلني أرجح أنها إحدى قبضاتهم السرية.. وهنا أثار ذهولي ما حدث.. لقد تقوس هن- تشو- كان للأمام قدر استطاعته مبعدا تجويف بطنه عن القبضة ثم استعاد توازنه.. وتفادى ركلة شنيعة كادت تنسف رأسه.. كان يتفادى كأفضل ما يكون..
********************
لو أن لصا هاجم دارك فلن يمنعه التفادي من سرقتك.. لن يمنعه من إيذاء أمك العجوز.. لن يمنعه من تمزيق كتب صلواتك وسكب زيت الموقد..
*****************
- تشا سارايانا!..
صرخ هن- تشو- كان وهو يباعد ما بين ساقيه.. وهنا لمحت نظرة الذعر ترتسم على وجه جينغ- تشا..
- جوانغ سارايانا..
صرخ الكاهن الخير وهو يباعد ذراعيه عن جسده.. ثم أردف بالصيحة الأخيرة وهو يعيد رأسه للخلف (لقد صار هذا المشهد مملا):
- كيوا سارايانا..
واندفع كالسهم الذي تحرر من قوسه نحو خصمه الأزلي.. ما أروعه من مشهد!.. للمرة الأولى أرى قتال النافاراي يدور بين خصمين متكافئين.. لم يكن جينغ- تشا بالخصم السهل وبدا لي أنه يعرف مكان واتجاه كل ضربة ويعرف كيف يتفاداها قبل أن تلمسه.. مزهرية ثمينة تتهشم.. ثم أخرى.. صحت في هلع وانا أقف فيما بينهما:
=أتوسل لكما.. اصعدا إلى سطح البناية فهناك متسع للجميـ..
وهنا وجدت نفسي وقد طرت لأسقط على الأرض في ركن الصالة وكل عظامي تئن.. من ضربني؟.. ومتى؟.. وكيف؟.. لا أدري.. المهم أن الشخص العادي مثلي هو ذبابة إذا ما اشتبك مع هذه الوحوش ولربما كان الأوفق لي أن أبادر بالفرار من هذا السيرك.. ترررررررررررررررن.. جريت مترنحا لأفتح باب الشقة.. فوجدت جاري الأستاذ زكريا مدرس الجغرافيا الذي يسكن بالطابق الأسفل وكان يرتدي البيجامة وطاقية صوفية ووجهه محتقن كالطماطم ويصرخ:
- ماذا دهاك أيها المنحل؟.. هل جننت؟..
أدركت أن الجلبة التي أحدثها الصراع كادت تسقط السقف فوقه.. قلت له في رقة مفسرا:
=معذرة.. ولكن عندي كاهنين من النافاراي من القرن السادس عشر وهما يتصارعان الآن.. أنت تفهم هذه الأمور..
فتح فاه في ذهول ليقول شيئا.. وهنا فوجئ بجينغ- تشا يبرز من داخل الصالة حاملا كرسيا خشبيا ثقيلا وهو يعوي كالذئاب ويهوي به على رأس هن- تشو- كان الذي تلقى الكرسي على ساعديه فتهشم الخشب متناثرا في كل مكان..
- مجنون.. كلكم مجانين..
صاح في ذهول وهلع وهو يولي الأدبار قائلا كلاما كثيرا عن حياة العزاب وعن توقعه أن القيامة ستقوم في موعد أقصاه هذا الشهر وعن الحكومة التي تترك أمثال هؤلاء ينعمون بالحرية.. ولحقت أنا به وقد أدركت أن الوقت قد حان لذلك.. هبطت خلفه درجات السلم ومعه دخلت من باب شقته فما إن أدرك أنني وراءه حتى صرخ في عصبية:
- ماذا تريد أيها الأحمق؟..
ثم صرخ في ابنته الشابة التي هرعت بقميص النوم لترى ما هنالك:
- وأنت.. ادخلي غرفتك فورا..
صحت في توتر محاولا جعله يفهم الموقف:
=أستاذ زكريا.. صدقني.. ليس الوقت مناسبا لآرائك الخاصة في.. إن هذين الشابين في شقتي سيقتل أحدهما الآخر.. يجب أن نطلب الشرطة فورا..
كان دوي المعركة فوق رءوسنا مستمرا حين نظر لي الرجل في حيرة ثم غمغم:
- إذن هما ليسا من شلة السوء الخاصة بك؟..
ارتفع الدم إلى رأسي:
=أية شلة سوء؟!.. هل سبق أن عرفت لي أصدقاء؟!.. وأي سوء يرجى من كهل أصلع مصاب بالربو والذبحة الصدرية مثلي؟!.. هلم هات الهاتف قبل أن تغرق الدماء سلالم المبنى..
بدا كأنه اقتنع.. فهرع يحضر لي التليفون وهو ينظر للسقف في حيرة متوقعا أن ينهار بين لحظة وأخرى.. أدرت الرقم الرهيب والمطمئن برغم ذلك 1..2..2.. وانتظرت برهة دون جدوى.. لا حرارة على الاطلاق.. إن المصائب لا تأتي فرادى.. سأحاول طلب الشرطة من شقة اللواء محمد حليم إذن.. هرعت للباب على حين وقفت الفتيات الخمس بنات الأستاذ زكريا يرمقن المشهد في حيرة فصاح فيهن أن يدخلن حجراتهن كانه يهش ذبابا وعند الباب توقفت وتراجعت خطوة للوراء.. لقد أدركنا أننا في مأزق حقيقي.. كان هناك شاب آسيوي الملامح يرتدي قميصا وبنطلونا متسخين ويقف على باب الشقة حاملا نصلا كئيب الشكل.. وفي تؤدة أشار لي أن ألزم مكاني ولا أتحرك..!..
- ما هذا؟.. من هو؟..
تعالت الصيحات متسائلة.. أما أنا فأغلقت الباب وعدت إلى داخل الشقة وأشعلت سيجارة وأنا أجلس على الأريكة مفكك الأوصال.. إذن لم يأت وحده..
- د.رفعت.. من هذا الرجل؟.. ماذا يريد؟..
رفعت رأسي ببطء شديد وكأنني كنت أحلم.. وفي غموض همست:
=لقد جاءوا خلفه!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل التاسع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الثاني
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الثالث
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الرابع
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الخامس
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل السادس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: