كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل السابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل السابع Empty
مُساهمةموضوع: 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل السابع   12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل السابع Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 2:32 am

7- إنه هنا!..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فيما بعد علمت أن الأخرس عاد أدراجه إلى دار السقا تحت أستار الظلام.. كان حائرا تائها في دهاليز هواجسه وأفكاره.. لقد بلبلت الصور التي أريتها له أية خطط مستقبلية لديه فهو واثق الآن من أن عالمه موجود ولم يتبدل كثيرا.. نفس الثلوج ونفس الرهبان وذات الأديرة كأنه لم يبرحه قط..
ولكن.. كيف يصل إلى هناك؟.. ما هي علاقته الجغرافية في هذه الأرض بعالمه القديم؟.. من هو ذلك الرجل الأصلع النحيل الذي أراه الصور؟.. ولماذا قادته الفتاة إليه؟.. إن أسلوب تعاملها يوحي بأن هذا الرجل ذا المنظار (يفهم في هذه الأمور).. ولكن أية أمور هي؟.. هل هو يفهم في النافاراي مثلا؟.. ولكنه بالتأكيد لم يسمع عنهم.. واضح فقط أنه يعرف شيئا عن البوذيين.. والأهم والأغرب هو هذه الطريقة العجيبة في حبس الحياة على الورق.. فلم يكن الفتى قد رأى صورة فوتوغرافية في حياته.. كانت العاشرة مساء حين دلف إلى المخزن.. وكانت الفئران صديقته تتواثب هنا وهناك.. حين نزع جلبابه وتأهب ليبدأ تدريبات المساء.. وهنا شعر بشئ غير عادي.. ثمة شئ على غير ما يرام في المكان.. انحنى على الأرض يتفحصها في توتر باحثا عن شئ يبرر ما يشعر به من نذير غامض وبإصبعين التقط الشئ الذي أثار ريبته.. الشئ الذي لم يتوقع أن يراه قط.. الشئ الذي يعني أن قدره كامن في مكان قريب ينتظر.. هذا الشئ هو قرط صغير ملقى وسط حبيبات الذرة.. ولم يكن قرطه.. هو يعرف جيدا هذا القرط ويعرف صاحبه.. أما الأسوأ فخصلة من الشعر الأسود الناعم ملقاة في إهمال على بعد خطوات.. طبعا لا داعي للتساؤل عن مغزى هذا.. لقد دفن هو مخلفاته بعناية وها هو ذا موضعها كما هو لم يمسه أحد.. ولم تنبشه الفئران.. إن هذه الأشياء تخص واحدا بعينه.. واحدا جاء باحثا عنه عبر الأزمان والمسافات.. واحدا عرف أنه هنا.. وعرف كيف يتخفى مثله.. وهذا الواحد قد وصل لهذا المكان منذ ساعات بينما كان جالسا مع الرجل الأصلع ذي المنظار.. إنه جينغ- تشا دون أدنى شك.. لقد نسي الكاهن الأخير الورقة التي تتحدث عن طريقة شانكين لأنه انتزعها من كتاب الشوكارا إذ حاول الهرب.. ولقد وجدها جينغ- تشا ومن معه وأدركوا أن هذا هو الطريق الذي فر منه وأدركوا أن كتاب الشوكارا الثمين معه.. من السهل إذن أن تتخيل ما حدث.. لقد عكفوا شهورا على دراسة الشانكين حتى توصل جينغ- تشا وربما آخرون إلى السفر عبر الأثير لاحقين به ومن المؤسف هنا أن هذه الطريقة اللعينة لا تقود إلا إلى مكان وزمان واحد كما يبدو.. وهم يأملون أن يجدوا طريقا ما للعودة بعد أن ينتهوا منه.. للمرة الأولى تحرك في أعماقه وأحشائه شعور جديد من نوعه لم يخبره من قبل.. الرعب!.. إن جينغ- تشا ليس بالخصم السهل.. هو يعرف كل أسرار النافاراي تقريبا.. وهو أستاذ في التفادي وبالطبع لديه خبرة لا بأس بها بالقتال الإيجابي سارايانا.. الأسوأ هو أنه ترعرع مع الكاهن الأخير ويفهم جيدا كيف يفكر وكيف يحلم وكيف يتصرف.. لن يسهل عليهم أخذ شئ من الكاهن الأخير وهم يعلمون ذلك.. لكن هب أنهم عذبوا أفراد هذه الأسرة الطيبة لإجباره على الكلام.. هذه الأسرة التي لا ذنب لها سوى أنها آوته.. هو لا يتحمل رؤية أعواد بامبو مدببة تحت أظفار سعدية أو ثعبان يلتف حول عنق أبيها.. إن للماهايانا أساليب تعذيب عبقرية تعلموها من الصينيين.. عندئذ لن يجد مفرا من الكلام بل والثرثرة.. ويوم يحصلون على الكتاب من يدري ما سيحدث بعدها؟.. المصيبة الحقيقية هي أن جينغ- تشا قد أخذ أهبته للتخفي والذوبان وسط أهالي القرية مثل هن- تشو- كان.. لهذا يتحتم أن يغادر القرية أو على الأقل يعرف مكان هذا الشيطان.. ولكن كيف؟.. من السهل أن تبحث عن وافد جديد على القرية.. وافد يتظاهر بالخرس وملامحه آسيوية.. هذا سهل.. سهل لو كنت تتكلم العربية.. قل لي بربك كيف تسأل حمقاء مثل سعدية عن شخص له هذه الصفات مستعملا لغة الايماءات؟!.. إن الأمر مستحيل أو هو أقرب ما يكون إلى الاستحالة.. وهنا بدأ هن- تشو- كان يفكر في شخصي المتواضع.. إن شيئا ما في ذلك الأحمق ذي المنظار يوحي بالثقة.. إن عينيه صادقتان فيهما شئ من الذكاء.. ثم هو قبل كل شئ يعرف التبت ويعرف رهبان الماهايانا.. وربما أكثر.. فلماذا لا تحاول مصارحته؟.. ولماذا لا تجرب طلب عونه؟.. ولماذا لا تلقى بعبء السر الذي يثقل كاهلك بعض الوقت؟..
*********************
ولهذا في الصباح الباكر أخبرتني أمي أن المعتوه الذي زارني ليلة أمس قد عاد يبغي مقابلتي..
=وهل سعدية معه؟..
- لا يا بني.. يبدو أن هذا الأبله قد أعجب بك!..
=إن كل بلهاء العالم يحبونني يا أماه ولا أدري سبب ذلك!..
ابتسمت في رقة وإن لم تفهم دعابتي تماما.. ثم إنها خرجت من الحجرة.. وبعد ثوان لمحت وجه الفتى إذ دخل من الباب وخطواته مليئة بالتردد والحيرة.. جلس كما طلبت منه على الكنبة الخشبية.. وشرع يعابث طرف القماش الرخيص الذي يغطيها باحثا عن بداية مناسبة لما ينوي أن يخبرني به.. بضع دقائق ثم همس بصوت غليظ:
- جينغ- تشا!..
=من؟..
- جينغ- تشا.. هنا!..
أشعلت سيجارة ورحت أجوب الغرفة جيئة وذهابا وأنا أغمغم كأنما أحدث نفسي:
=اسمعني يا بني.. لربما أبدو حكيما.. ولربما يوحي منظاري السميك بعلم لا أملكه.. أنا أعترف أنني أبدو أذكى مما أنا عليه.. ولكن..
وصرخت في غل مشيرا نحوه بطرف السيجارة:
=إذا ظننت أن علمي يصل إلى حد فهم ما تقول.. ومعرفة هذا الجينغ- تشا وما إذا كان اسما أو فعلا.. فأنت مخطئ!..
لم يتحرك ولم تختلج عضلة في وجهه فقلت بعد أن هدأت نوعا:
=أنا أمقت من يحدثونني وكأنني على علم بكل شئ.. أرجو أن تتحدث بشئ من التفصيل.. ومن بداية القصة..
لعق شفتيه بطرف لسانه وبدأ يتكلم.. وكانت هذه هي البداية.. بداية دوري أنا.. استغرق الحديث نهارا كاملا.. وكان أعجب حوار يمكن أن يدور بين رجلين.. لك أن تتخيل ذلك المزيج العجيب من العربية الرديئة والإيماءات التي تصل أحيانا إلى الوثب عبر الغرفة والإشارات ورسم الأشكال التوضيحية على بلوك نوت قديم بقلمي.. فهو مثلا لم يكن قادرا على شرح معنى كلمة نمر لي فكان يكشر عن أنيابه ويزأر ومن ثم كنت أرسم له أسدا كروكيا وأسأله:
=كهذا؟..
فيهز رأسه أن لا.. من ثم أرسم له كلبا وتمساحا ونمرا حتى أدرك أنه يعني الأخير.. وكنت أنا أيضا أزداد خبرة بمفردات لغته.. لكن بعض الألفاظ كانت عقبة حقيقية.. فمثلا الكاهن الأعظم لم يستطع التعبير عنها ولم أستطع فهمها.. إلى أن مد يده إلى صدر الجلباب وأخرج المجلة إياها وفتحها على صورة أحد رهبان التبت وفتح ذراعيه ليوحي لي بمعنى كبير جدا.. وهكذا فهمت أنه يعني الراهب الأكبر أو الكاهن الأعظم.. وحرصت على أن أتذكر كلمة ساكاسورانا حتى لا نعود لذات المشكلة مرة أخرى.. ساكاسورانا.. أدعو الله ألا أنساها.. وحين تحدث عن نفسه باعتباره ناجاسورانا أدركت أن سورانا معناها راهب أو كاهن أما ساكا فمعناها أعظم إذن فما معنى ناجا؟.. فهمت المعنى حين أشار لنفسه مرارا مؤكدا:
- بعد لا!.. بعد لا!..
=تعني أنك الأخير..؟
- نعم نعم.. أخير..
إذن ناجا معناها الأخير.. وهذا الفتى هو آخر سورانا على وجه الأرض.. أي أنه بالفعل هو الكاهن الأخير.. وهكذا بدأ جدار عدم الفهم يتهاوى.. أية لذة وأية نشوة غمرتني وأنا أرتاد هذا العالم البكر.. عالما لم أتخيل وجوده أبدا.. وسنوات نضرة خضراء من المعرفة تضاف لعمري أنا الذي طويت مئات الأميال والأزمان إلى أرض باردة تغطيها الثلوج ويحلق فيها الرهبان فوق الأرض.. إن الفتى لا يكذب.. فالصدق يشع من عينيه وصوته وخلجات يديه.. لكني لا أصدق حرفا.. وهذه مشكلتي وحدي.. إنها معادلة صعبة جوابها الوحيد أن يكون الفتى مخبولا.. أي أنه يخرف لكنه يؤمن تماما بهذا الخرف.. لكن الفتى عاقل تماما.. حدسي يخبرني بذلك.. وخبرتي الطبية التي وإن شككت فيها لن تعجز عن معرفة الجنون حين تراه.. يبقى إذن احتمال واحد.. أن يكون الفتى عاقلا وصادقا معا.. وعندئذ.. يكون النافاراي حقيقة لا غبار عليها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل السابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الرابع
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الخامس
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل السادس
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الثامن
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل التاسع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: