كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الثاني Empty
مُساهمةموضوع: 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الثاني   12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الثاني Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 2:26 am

2- نافاراي..
ـــــــــــــــــــــــــ
عندما تغرب الشمس وتلطخ دماؤها ثوب المساء الأزرق..عندئذ يبدأ فجر النافاراي..
************************************
إنه المساء.. في صمت يتجه الرهبان إلى هضبة النمور لمزاولة تدريباتهم الشاقة على القتال.. ذلك ديدنهم منذ قرون.. قال الأخ ميانج لبطلنا هن- تشو- كان:
- فلسفة قتال النافاراي هي التحاشي..لا تدع العدو يلمسك.. لا تدعه يتمكن منك.. لكن لا تكيل له الضربات.. لا تؤذه.. وبعد قليل سيصيبه الإعياء أو الملل ويتركك..
قال وين بياو وهو يربت على ظهر الفتى:
- قتالنا ليس كقتال الديكة.. بل هو كقتال النمور.. تحرش واستعراض قوة وتحاشي للإشتباك أطول فترة ممكنة..
همس الفتى في رهبة وهو يلهث بردا وترقبا:
- وإذا كان خصمي هو الآخر حريصا على تفادي الضربات لا أكثر؟..
- عندئذ لن يكون خصمك!.. إن القتال لا ينشأ بين شخصين يحاولان تفاديه..
*******************************
وبدأت التدريبات.. في الأيام الأولى شعر هن- تشو- كان أن هناك خديعة ما في الأمر.. فلم يتجاوز ما يفعله طيلة ساعات النهار أن يلوح بذراعيه يمينا ويسارا ويحرك قدميه في خمسة أوضاع مرسومة كأنه راقصة.. وكان نظيره في التدريبات هو جينغ- تشا الذي ألحق بالدير في ظروف مماثلة.. إلا أن هذا الأخير كان من طينة أخرى.. فعيناه تلتمعان بالشراسة والوقاحة وجسده مشدود متوتر كالقوس وفي طبعه ميل للعنف لا يداريه.. والواقع أن الجميع أدرك أنه سيكون مصدر متاعب متجددة وأن تعليمه فن التفادي سيكون شاقا لأنه لا يملك أدنى ميل لذلك.. بعد أيام بدأت التدريبات تأخذ طابعا غريبا.. كان على الطلبة أن يمروا عبر طابور من الرهبان الذين يحملون عصيا ثقيلة يبغون أن يهووا بها على رؤوسهم وعلى الطلبة أن يتحاشوا هذه الضربات ولا تسلني كيف!.. لقد كان درسا مريرا.. عشرات الضربات العاتية انهالت فوق كتفي الفتى ورأسه ومعصميه.. وفي جزع أدرك أنه لا مزاح في الأمر وأن عليه بالفعل أن يبذل كل ما في وسعه كي ينجو من الألم.. الألم الممض الذي يمزق أعصابه ويبعثر كرامته الفتية المتقدة.. أخذ ينحني..يتلوى..يتمرغ في الغبار..ينثني حول نفسه.. وبرغم الألم كان يتقدم.. يتقدم.. وحين وصل أخيرا إلى نهاية الطابور كان قد نجا من عشرين ضربة قاتلة وفي أعماقه بدأ يفهم شعور السحلية التي تتملص من مطارديها دون أن تجرؤ على مهاجمتهم.. لكن الأخ ميانج كان بانتظاره وفي صرامة همس:
- عد للطابور..
- لكني خرجت منه لتوي..
- أطع..
فأطاع.. إلا أنه في هذه المرة كان أفضل وأكثر حذرا..
******************************
قال الأخ وين بياو للكاهن الأعظم:
- إن الزهرة الزرقاء في تحسن مطرد أيها الأب.. ولكن جينغ تشا ما زال شرسا كالذئب وحاول أكثر من مرة ضرب مهاجميه..
التمعت عينا الكاهن تحت حاجبيه الكثين:
- إن له روح نمر جريح لكننا سنروضها..
وأشعل الشمعة التي أمامه لتضئ صفحات كتاب بال قديم:
- غدا يدخلان قبو النيران الراقصة..
***************************
قبو النيران المتراقصة هو ذروة تدريبات النافاراي.. وبعده ينتهي صنع النافاراي الجديد وتبدأ مرحلة صقله.. لقد صار هن- تشو- كان شابا يافعا وسيما يقف بقامته الفارعة وضفيرته تتدلى على ظهره وثيابه الزرقاء المميزة.. جسده متوتر كمخالب القط.. وذقنه المربعة الحليقة توحي بقوة الشكيمة..
كان بالطبع قد سمع عن هذا القبو ويعلم إلى حد ما ما ينتظره بداخله.. لكنه لم يفشل قط في شئ تمناه حقا وهو يتمنى حقا أن يجتاز هذا الاختبار.. وكان يعرف أن الكاهن الأعظم سيراقبه من فتحة سرية.. قال الأخ ميانج في لطف غير معتاد يثير التوجس في النفس:
- هو ذا النفق.. وكلنا اجتزناه قبلك.. فليس الأمر مستحيلا..
وابتلع ريقه مردفا وهو يناوله قربة اللبن ليحسو منها:
- لا تدع نيران ذهنك تخبو ثانية واحدة.. بل أبقها مشتعلة ذكية لأن الثانية التي تخبو فيها ستكون الأخيرة..!!..
******************
تعالوا معي نرى هذا الكابوس.. ولا تخافوا ما دمت أقودكم بنفسي.. ما إن ينغلق الباب خلفك حتى يسود الظلام والصمت.. لا ترى سوى ضوء مشعل خافت في نهاية النفق.. ولا تسمع سوى دقات قلبك الذي تدعو الله ألا يتوقف الآن.. هل هذا صوت قعقعة؟.. نعم إنه كذلك!.. بل هو صوت سقالة عملاقة مشتعلة بالنيران تهوي فوق رأسك بالذات من أعلى.. ضوء النيران يملأ المكان.. عندئذ تثب للأمام.. ولكن مهلا!.. إلى أين؟.. إن الأرض تلتمع بنصال خناجر مشرعة لأعلى بانتظار من يسقط عليها!.. نعم هكذا اهبط بدقة على الموضع الوحيد الخالي من الخناجر على حين تسمع صوت الدوي المروع من خلفك إذ تتهشم السقالة ويتناثر الخشب المشتعل في كل مكان.. لا وقت لتتنفس الصعداء للأسف لأن عجلة ثمانية تهبط من السقف وهي تدور.. فتتناثر منها المشاعل الملتهبة تجاهك.. اجذب ساقك من بين الخناجر سريعا ودر حول نفسك في الهواء محاولا تحاشيها.. إن طرف سروالك يشتعل لكن الوقت لا يسمح بأن تحاول إطفاءه.. حاول الارتكاز على الجدار الجانبي.. لكن لا تفعل.. هل تسمع فحيح هذه الأفاعي الشريرة؟.. الأفاعي المتحفزة التي تحاول اقتناص طرف أناملك وتنتظرك دون ملل!.. إذن لا جدران جانبية!.. سهام مشتعلة تندفع من الحوائط نحوك..! مستحيل أن يكون هناك جحيم على الأرض بهذه البشاعة.. إنهم لا يدعون لك ثانية واحدة لتلتقط أنفاسك.. ثب فوق العجلة.. وخذ الحذر من موطئ قدميك لأن هذا السائل الفائر المنتشر في الأرض لا يمكن إلا أن يكون مادة حارقة.. لا تهبط.. تشبث بالحبال المعلقة في السقف.. وهكذا تمر السهام المشتعلة والعجلة من تحت قدميك.. والآن!.. اترك الحبل فورا!.. هل تسمعني؟.. اتركه فورا!.. ألا ترى الثعبان الملتف حوله وهو يزحف ببطء كي يلدغك؟.. "كلنا اجتزناه قبلك..ليس الأمر مستحيلا.." "لا تدع نيران ذهنك تخبو ثانية واحدة".. اترك الحبل واقفز إلى الأرض بين الخناجر التي تركوا وسطها أماكن ضيقة لا تكاد تكفي لقدم واحدة.. وبعيدا عن السائل الجهنمي.. أرجوحة ضخمة تتجه نحوك وهي مشتعلة.. انحن لتمر الأرجوحة فوق رأسك ثم انطلق سريعا بين الخناجر قبل أن تعود الأرجوحة إليك.. كم سهما ناريا تحاشيت؟.. كم ثعبانا كاد يلدغك؟.. كم كتلة نارية هوت فوقك؟.. لا تذكر.. لقد تداخلت الرؤوى والمشاهد لكنك امتزجت بسرعة الكون ذاته.. لم تكن أنت من يتحرك بل الشهب والأجرام والسدم والالكترونات في مداراتها الأبدية.. كنت لثوان تعيش بأعصاب القط الخائف ولثوان تعيش بتوتر الثعبان الغاضب ولثوان تفهم تماما مشاعر البعوضة التي تهوي نحوها كف فظة.. فقط تذكر أنك فعلتها.. وعند مخرج النفق خرجت متوترا زائغ العينين.. حتى أنك وثبت مترين إلى الخلف مفلتا من يد الأخ وين- بياو التي امتدت لك مصافحة مهنئة.. وتعالى صياح الرهبان احتفالا بالراهب الجديد.. ومعهم تمضي إلى الكاهن الأعظم ليخبرك أنك نجحت واجتزت أسوأ لحظاتك بنجاح.. وفي رقة يسألك أهم سؤال في الكون:
- لمَ لمْ تحرق الأفاعي بشعلة نار؟..
- لأنني نافاراي!..
- ألم تخش الموت؟..
- النافاراي لا يخش سوى موت الكائنات الحية الأخرى..
إنها من المرات القلائل التي شوهد فيها الكاهن الأعظم يبتسم في رضا.. وفي المساء عرف هن- تشو- كان أن جينغ- تشا قد عبر نفس النفق بنجاح.. وإن اضطر إلى إبعاد الأفاعي بجذوة نيران الأمر الذي وجده الكاهن الأعظم دليلا على ضيق الحيلة والعدوانية التي لا مبرر لها!.. أنا لا ألوم جينغ- تشا أبدا ولا أحسب أحدكم يلومه لأننا كنا جميعا سنفعل نفس الشئ لو لم نمت ذعرا في أول لحظة ندخل فيها ذلك النفق..
لكن الفارق هنا هو أن الاختبار ليس الغرض منه قتل الممتحن بل اختبار أخلاقياته وجدارته بأن يكون نافاراي.. لم يستطع جينغ- تشا أن يكون نافاراي لكنه لم يطرد من الدير.. وكان هذا تسامحا أحمق.. تسامحا لا مبرر له على الإطلاق..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل التاسع
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الأول
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الثالث
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الرابع
» 12- أسطورة الكاهن الأخير - الفصل الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: