كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 11- حلقة الرعب - النهاية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

11- حلقة الرعب - النهاية Empty
مُساهمةموضوع: 11- حلقة الرعب - النهاية   11- حلقة الرعب - النهاية Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 2:08 am

خاتمة الحلقة .. يحكيها د. رفعت ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت أضواء الفجر تتسرب من النافذة وكأنها دماء الليل المسفوح حين أنهى شكري قصته .. قلت وأنا أهشم علبة سجائري الخاوية:
=قصة سخيفة يا أستاذ شكري.. فهي تشبه عشرات القصص المشابهة التي تحكى في كل مكان من العالم .. وليس جديدا فيها سوى موت الخفير بعد أن ظنناه هو شاكر ..
قال د. سامي مبتسما وهو يتثاءب:
- هي مجرد تكرار لفكرة الرعب الموجه في اتجاه خاطئ .. وهي التي سمعناها في قصة د. محمد وقصة هويدا .. وبالتالي هي لا تستحق انتظارنا لها طول الأمسية ..
ابتسم شكري في غموض وقال وهو يعبث في جيبه:
- أنتم إذن لم تحسنوا فهم نهاية القصة ..
=أية نهاية؟ .. تقول إن الخفير قابل الشبح ..
ضحك وهو يتجه إلى هويدا ويغمغم:
- نعم .. ولكن متى؟ .. ولكن دعونا من هذا .. إن الفجر قد جاء وهو حتما لا يناسبني .. والآن أعتقد أن أفضل قصص الأمسية هي قصة الآنسة هويدا ما دامت قصتي لم ترق لكم .. هل لدى أحدكم اعتراض؟ .. لا؟ .. حسن .. ها هي ذي هديتك يا صغيرتي فلا تفتحيها إلا وأنت وحدك ..
وقدم لها علبة صغيرة مغلفة بالورق اللامع .. ثم ابتسم لصاحب وصاحبة الدار محييا:
- كانت أمسية رائعة وكنتم خير مضيفين .. لكني مضطر للانصراف فورا وأرجو ألا تكون هذه وقاحة مني ..
وقبل أن يتكلم أحدنا كان شكري قد غادر الفيللا ..
*******************
ما إن انصرف شكري حتى جلسنا صامتين هنيهة.. ثمة شعور عام بأن هناك شيئا غير مريح في كل ما حدث وقاله شكري في ختام الأمسية.. تمطى د.محمد في كسل وابتسم:
- أظن أن الوقت قد حان لكي ننصرف..
في لهفة صاحت مدام ثريا وكأنما أهينت:
- إن هذا لن يكون.. ليس قبل الإفطار!..
- سيدتي.. لا تقتلينا خجلا أرجوك.. كفانا أنكما لم تريا الفراش ليلة أمس..
أقسم د.سامي أغلظ الأيمان إنهما استمتعا بكل ثانية وإنهما لن ينسيا أبدا هذه الأمسية.. بل إنه رجانا أن نكررها!.. قلت وأنا أتمطى أنا الآخر:
=وهكذا تنتهي حلقة الرعب الأولى.. وإنني لأسائل نفسي عما سيبقى منها بعد أن ننام الظهيرة..
- حذار وإلا فاتتك صلاة الجمعة..
=ربنا يستر..
وبدأنا نحتشد للانصراف فلبس من خلع الحذاء حذاءه.. واصطحبت مدام ثريا السيدتين إلى حجرتها لتمشطا شعرهما الذي غدا نوعا من الليف بعد الأمسية.. كان الخدر اللذيذ - خدر السهر وبرد الفجر- يعابث كلماتنا وأفكارنا وكنا نتحرك كأنما نحن آليات مبرمجة.. هل تفهم هذا الشعور؟.. وبالطبع تكون أقل دعابة كافية لجعلك تنفجر ضحكا.. الدعابة التي ستندهش ظهرا من مدى سماجتها وسخفها.. سألني عادل:
- هل ستعود للقاهرة بحالتك هذه؟.. مستحيل!.. سنقرأ اسمك في صفحات الحوادث وصفحة الوفيات معا..
=إذن سأنام عندك حتى أفيق وأسافر بعد صلاة الجمعة..
- ليكن..
دنت مني هويدا وكان السهر قد لعب برأسها تماما حتى أنساها قناع الجلالة والرزانة الأنثوية فتثاءبت كفرس النهر واعتصرت ذراعي في قبضتها وقالت:
- قل لي.. ما هو الغريب في خاتمة قصة شكري؟..
=لا أدري حقا..
- ولماذا انصرف بهذا الأسلوب الدرامي..؟
=ربما لأن قصته كانت واهية ومملة.. وهو أدرك ذلك قبل أن نصارحه.. ولهذا لم يتحمل خيبة الأمل..
- قال شيئا عن الفجر..
=هل قال ذلك؟.. لا أذكر..
في الخارج كانت الطرقات غارقة في الماء والوحل وكان الهواء نديا مغسولا كأنه خلق لتوه وكان ضوء النهار الأزرق الباهت يرتمي في كسل على الطرقات.. لوح د.سامي وزوجته بأيديهما لنا إذ احتشدنا في سيارة عادل وسيارتي.. وانطلقنا إلى ديارنا بعد أمسية طويلة طويلة..
*******************
كان نوما بلا أحلام.. نوما أسود مغلقا بألف مفتاح.. كنت فقط أفتح عيني من حين لآخر وأتساءل أين أنا؟؟.. متوقعا أن الباب بالتأكيد عند قدمي والراديو على يساري.. ثم أجد كل شئ مختلفا فأجفل وأنهض.. وبعد جزء من الثانية أدرك أن هذه الستائر الزرقاء وهذا الدولاب الأبيض هي أجزاء من حجرة نوم الضيوف عند عادل.. من ثم أريح رأسي على الوسادة وأبتلع ريقي بصوت مسموع وأغيب عن الكون..
- رفعت..!..رفعت!..
هامسا أول الأمر ثم بعنف أكثر.. وفي النهاية جثم على صدري كالكابوس وشرع يهزني كأنما ينفض الروح من جسدي فهمست في وهن:
=عاد.. عادل.. مـ.. ماذا هناك؟..
شعرت بسماعة الهاتف الباردة تندس في أذني.. وسمعت عادل يهتف في عصبية:
- حدثه..
=مـ.. من هو؟..
- شكري طبعا أيها الأحمق!.. هو على التليفون..
=عادل.. أنت سمج.. أنا لم أنل كفايتي بعد.. أرجوك أن..
ولم أكمل العبارة لأني غبت عن الكون ثانية.. عادت الاهتزازات وسمعت صوتا معدنيا مألوفا يهتف من السماعة:
- صباح الخير يا دكتور!.. إنها الحادية عشرة..؟
=و.. و.. كيف صحوت أنت بعد سهرة البارحة..؟
- صحوت لأني لم أسهر معكم..!!
=ماذا تعني؟..
- أعني أنني لم أستطع الحضور لأني مريض بالانفلونزا ولم أستطع الاتصال بكم لأعتذر.. إنها الأمطار..!
وثبت من الفراش كالمجنون راميا الأغطية بعيدا..
=ماذا تقول؟!..
قال لي ما قاله مسبقا وهو يعطس..
=إذن من كان معنا أمس؟!..
- وهل كان هناك أحد معكم أمس؟..
نظرت إلى عادل في حيرة فهز رأسه.. وأشار لي أن أنهي المكالمة ثم أشعل سيجارة امتصها في قلق.. وضعت السماعة وأخذت منه سيجارة أخرى وهتفت في حنق:
=إن هذا المتحذلق يلهو بنا!!..
- هل تظن ذلك؟..
=إنه يحاول أن يخلق قصة سابعة!..
نفث عادل الدخان في فتور وغمغم مضيقا عينيه:
- يبدو صادقا..
=ماذا تعني؟..
- لا أدري حقا..
كنت قد نهضت من الفراش وشرعت أبحث عن نظارتي جوار المنبه الموجود على الكومودينو.. المنامة الشتوية ذات الخطوط وربطة العنق..
- ارتد ثيابك واغسل وجهك وتعال لتأكل شيئا..
وفي الصالة كان ابنه يلعب هنا وهناك في حين كانت سهام لم تصحو بعد وكان عادل قد أعد لنفسه وللطفل بعض البيض المحترق والخبز المتفحم والشاي الشبيه ببول مرضى السكر..
جلست متثاقلا على المائدة ألتهم بعض هذه الأشياء المفزعة وأرسم بوجهي تعبيرات سخيفة علها تضحك الطفل الذي وقف يراقبني في حيرة ورعب فاغر الفم متصلب الجسد..
=وجه ابنك يدلني على أنه مصاب باللحمية يا عادل..
- مرحى!..
ثم إنه قال في فتور وهو يحك ذقنه:
- هل تدري فيما أفكر؟.. إن الذي كان معنا ليلة أمس لم يكن شكري..!!
=ماذا تعني؟..هل سنعود لهذا؟..
اتسعت عيناه وحملق في وجهي:
- ألم تفهم نهاية القصة؟.. أنا رجل شرطة وحين تحدث جريمة قتل يكون أول سؤال تسأله هو: من آخر من رأى القتيل حيا؟.. ولقد مات الخفير في قصته.. ومتى؟.. عند الفجر.. عندما لم يعد هناك جزء باق من الليل كي يقابل الخفير قاتلا آخر.. هل تفهم هذا؟.. لقد حكى شكري قصته بعد أن حذف منها جزءا صغيرا لكنه لمح لنا بما حدث بدقة.. ونحن لا ننسى آخر كلماته الغامضة: (نعم.. لكن متى؟.. أنتم لم تحسنوا فهم القصة).. هل فهمت؟.. ثم فراره المذعور عند الفجر.. كل هذا يشير بإصبع الاتهام نحوه لكننا لم نكن على استعداد كي نفهم..
قلت في توتر وقد بدأت أفهم:
=ياللهول!.. إذن شكري هو..
- هو شاكر بك نفسه.. إن تشابه الاسمين واضح..
=ولماذا يفضح نفسه؟..
- لأنه يتسلى.. يلهو بنا.. وكان الفزع هو هدفه الوحيد!!..
=هذا الافتراض يصعب إثباته..
ابتسم في ثقة ونظر لي:
- بالعكس.. يمكننا إثبات أن شكري الحقيقي كان مريضا أمس ولم يغادر الفراش ويمكننا البحث عن القرية التي كان بها إقطاعي اسمه شاكر كمال قتله فلاح اسمه الحمزاوي وعن خفير من عزبة ال..ال..
=النحال.. إن هذا مفزع.. إذن فلتبحث وبسرعة..
- بقيت نقطة نسيناها..
=وما هي؟..
- الهدية التي قدمها لهويدا.. ماذا كان فيها؟!..
*********************
- فيها ساعة جيب ذهبية نقشت على ظهرها عبارة بالفرنسية.. ومعها بطاقة صغيرة..
قالتها هويدا وهي تمد يدها لنا بالعلبة التي أهداها لها شكري أو شاكر.. أمسكت بالساعة التي كانت نقوشها وأناقتها خير دليل على ثمنها.. وكانت رائحة العظمة الغابرة تفوح منها.. قلبتها في تؤدة وتأملت الحروف المنقوشة على ظهرها وبلغتي الفرنسية المتوسطة استطعت أن أقرأ العبارة التالية: صنعت في سويسرا خصيصا للسيد شاكر كمال.. لقد كان هذا الشاكر ثريا إلى درجة امتلاك ساعة عمولة من سويسرا عليها اسمه والحق يقال أنها كانت تنطق بالترف والفخامة.. حتى أنني شعرت بالغبطة لأنها ستكون لي يوم أتزوج هويدا!!.. أما البطاقة فكانت مكتوبة بالعربية وبخط أنيق للغاية:
"لم يكن الخوف معنا.. لأنه كان أحدنا!!".. ظللت أتأمل كل هذا في غباء.. فصاحت هويدا في براءة عذبة:
- ماذا يضايقك في كل هذا يا رفعت؟!..
=يضايقني كل هذا.. لقد كان شكري على حق.. إن قصته هي أكثر القصص رعبا في حلقة الرعب..!!
*********************
في الأيام التالية احتشدت علامات الاستفهام.. عادل اكتشف أن قصة شكري صحيحة وأن القرية مسرح الأحداث تقع قرب الاسكندرية ربما على مسافة أميال معدودة من الفيللا التي قضينا فيها أمسيتنا.. شكري أثبت يقينا أنه لم يكن معنا في تلك الأمسية.. وقال إنه كان يرغب في مشاركتنا حلقة الرعب لأنه كما قال يحب هذه الأشياء.. على أنه لم يصدق أبدا - ومن يلومه - قصة شبيهه الذي قضى معنا أمسية كاملة دون أن نشك فيه وهو مصر على أن الأمر كله دعابة حاولنا إقناعه بها لنسخر منه.. أما د.سامي فاكتشف أمرا أكثر طرافة..
هل تذكرون الصورة التي التقطتها لنا زوجته كنوع من اللعب بأعصابنا بعد روايته عن الزائرة؟.. هذه الصورة كانت تظهر وجوهنا المنبهرة جميعا في ضوء الفلاش لكنها لم تظهر شكري بتاتا!.. كان مكانه في الصورة فارغا برغم أنني أذكر جيدا أنه كان جالسا إلى يميني يحك لحيته في ضيق ويتمنى لو كانت الأمور أكثر وضوحا في قصة لميس.. كان في مركز الصورة.. لكنه لم يبد فيها..
***********************
لقد انتهت حلقة الرعب.. ولم يعد أمامي سوى أن أجمع أوراقي وأنام.. تسألونني عن رأيي في كل هذا.. أقول إنها مجرد انطباعات لا حقائق.. لا شك أنني سأبدو سخيفا إذا ما تحدثت عن الشبح الثري المستهتر الذي سئم حياة الأشباح وراح يفتش عن الصحبة.. وكانت هذه الصحبة هي نحن.. وكأي شبح يحترم نفسه كان يهوى الرعب.. هل تذكرون كيف بدأنا نحكي قصص الرعب؟.. ومن كان المحرك الذي دفعنا دفعا لهذه الأحاديث الرهيبة دون أن يكل أو يرهق.. وكلما سقط واحد منا فريسة النعاس كان هو يزداد نشاطا ويحركنا حيث يريد في سلاسة غير عادية.. لقد كان يلهو ويسلي نفسه.. وفي نهاية الأمسية أخبرنا من هو.. لكننا لم نفهم.. لم يكن الخوف معنا.. لأنه كان أحدنا!.. كان شكري هو الخوف البري غير المبرر ذاته وكان يحيا في كل قصة من القصص.. كان هو الشئ الغريب الذي شعرت به سهام يراقبها من المرآة.. وهو النذير الغامض الذي جعل قط د.محمد يرتجف.. وهو الذي جعل حشرات يوسف تتوحش.. وهو الذي كان يدخل فيللا د.سامي ليلا.. وهو الشئ غير المريح الذي أفزع هويدا في عيني الطفل.. وهو ذات الشئ الذي كان يفر منه بين الحقول.. كان شكري موجودا في كل هذا.. لأنه هو الخوف الأولي البكر.. وفي تلك الليلة لم نكن ثمانية.. بل كنا سبعة.. وكان الخوف ثامننا..
****************
وبعد.. كانت هذه هي حلقة الرعب الأولى التي ستحيا في ذاكرتنا ما حيينا.. ولا ريب أنها ستكون الأخيرة بالنسبة لأكثر من شاركوا فيها.. لأن الظروف لن تتكرر مرة أخرى وهم لن يتركوها تتكرر.. أما أنا..فالقارئ يعرفني جيدا.. ويعرف أنه لو كانت هناك حلقة رعب أخرى في أي مكان من الكون فأنا بلا جدال عضو فيها.. وكيف لي أن أعرف أن لقائي مع د.لوسيفر قريب.. وأنني سأدخل معه عالما آخر من القصص الكابوسية التي لا تنتهي وكيف كان لي أن أعرف أنني سأكون طرفا فيها جميعا؟.. ولكنني كما هي العادة كنت ساذجا.. ساذجا.. كانت أحداثا رهيبة.. ولسوف تشاطرني الرأي حين أحكيها لك..
لكن هذه حلقة أخرى..
د.رفعت إسماعيل..
القاهرة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
11- حلقة الرعب - النهاية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 11- حلقة الرعب
» 11- حلقة الرعب
» 11- حلقة الرعب - الحلقة الأولى
» 11- حلقة الرعب - الحلقة الثانية
» 11- حلقة الرعب - الحلقة الثالثة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: