كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 11- حلقة الرعب - الحلقة السادسة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

11- حلقة الرعب - الحلقة السادسة Empty
مُساهمةموضوع: 11- حلقة الرعب - الحلقة السادسة   11- حلقة الرعب - الحلقة السادسة Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 2:06 am

القصة السادسة .. حكاية ليلة واحدة .. يحكيها الأستاذ شكري..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضحكنا حتى أدمعت عيوننا بعد أن أنهت هويدا قصتها .. وقال د. سامي وقد استعاد حيويته تماما:
- ياله من طفل! .. وإنني لأتساءل عن السفاح الذي سيكونه حين يكبر .. إنه شخصية سايكوباثية -عدائية- بكل ما في الكلمة من معان وإن تكيفه مع أخلاقيات المجتمع فيما بعد لجدير بالدراسة .. إن أقسام العقل الباطن هي الهي والأنا والأنا العليا .. ويمثل القمسين الأخيرين ما نسميه الضمير .. والطفل عبارة عن هي خام بلا شوائب .. مجرد غرائز تتحرك بلا أدنى وازع من ضمير .. لهذا يتمتع الأطفال بالأنانية والشراهة والقسوة إلى أن يعلمهم المجتمع كيف يكبحون غرائزهم .. وتنمو الأنا في عقولهم ..
قال شكري في كياسة:
- لا أفهم كل كلماتك.. لكني أعتقد أن هذه قصة جيدة حقا وبها ذلك الرعب المتوتر النظيف الذي أصبو إليه.. هل لدى أحدكم اعتراض على أنها أفضل قصص الليلة..
- لم نسمع قصتك بعد..
نظر شكري لساعته فوجد أنها الرابعة والربع فجرا فهز رأسه في حيرة وتساءل:
- إنه الفجر.. لن يتسع الوقت..
- إنه الجمعة فلا داعي للاستعجال..
جلس شكري على أريكة واسعة وبدأ يسرد قصته..
*******************
قال شكري:
المستغيث من الرمضاء بالنار!.. هذا هو كابوس عمري.. الكابوس الذي نعرفه جميعا.. أن يكون رجل الشرطة الذي نستنجد به من القتلة هو القاتل!.. أن يكون البيت الوحيد الذي يختبئ به حسن من الذئب هو بيت الذئب!.. إن هذا الرعب لا يوصف.. لكنه كامن في شخصيتي منذ كنت شابا..
**********************
الملجأ..الملجأ.. العواصف تزأر من حولي وتلتهم أطراف معطفي.. في حين تنبح الكلاب في ديارها النائية.. والخيال!.. ما أقسى الخيال!.. حين يكشر عن أنيابه في عقل مريض مثل عقلي.. عقل يسره بالتأكيد أن يرسم لي عشرات الخيالات المريعة والأطياف المرعبة.. عبر الحقول المظلمة أمشي.. أنظر للوراء فأرى ظلاما.. أرنو للأمام فأجد ظلاما.. أنظر لقدمي فأبصر ظلاما.. كلما رفعت عيني لأعلى خيل لي أنني سمكة ستسقط في وعاء الدب الأكبر الذي ترسمه النجوم في السماء إذ تلتمع خلف أستار الغمام.. نجوم بكر ترسل ضوءا أوليا.. ولكنه ضوء وليد لم يتلوث بعد.. ذلك الضوء الذي سقط على وحوش ما قبل التاريخ.. وعلى يوليوس قيصر.. وعلى جند عمرو بن العاص.. وعلى بيتهوفن.. هو بعينه ذلك الضوء الخافت البكر.. حفيف النباتات تحتج على سحقها تحت قدمي.. بركة ماء ضحلة أخوضها هنا أو هناك.. الريح.. الريح قبل وبعد كل شئ.. إنني في حال سيئة.. ويجب أن أجد ملجأ ما في مكان ما..
******************
لا تسألوني كيف وصلت هناك.. ربما هو خلل في محرك سيارة وربما هو قطار تعطلت محركاته فوقف في الظلام كوحش مريض همد جسده وربما هو كابوس.. لا يهم.. المهم أنني كنت هناك.. وأنني يجب أن أصل إلى مكان ما.. حيث يعيش الآخرون.. يجب أن أجد نارا.. وأشم تبغا.. وأسمع كلمات آدمية وإلا جننت.. إن الخوف يتشكل من حولي.. أرى وجهه وعينيه وذراعيه مبتورتي الأصابع تمتدان نحوي.. أشم رائحته العطنة الملوثة بالعرق.. وأسمع أنفاسه اللاهثة المذعورة.. وأحس بزحفه الحثيث في اتجاهي.. ملجأ..ملجأ!
******************
ثم رأيت النار.. دائرة اللهب الحي الدافئ تحيط بالمكان.. وما دام هناك لهب فهناك بشر.. لقد قالوا قديما لا يوجد دخان دون نار وأقول أنا لا توجد نار دون بشر.. أصابتني العدوى فتسرب دفء النار إلى قلبي.. وهرعت متلاحق الأنفاس إلى هناك.. وعلى الضوء الذهبي المتراقص كانت هناك نار يعلوها إناء لصنع الشاي مرتكزا على ثلاثة أحجار أو كما يقول العرب (أثافي).. وكانت هناك بندقية عتيقة على الأرض خطت عليها أرقام بدهان أبيض مما دلني على أنها بندقية خفير.. وعلى بعد أمتار كان ذلك العجوز جالسا مدثرا في معطف أصفر من مخلفات الحرب وكان يرشف كوبا من الشاي الأسود.. كان وجهه كالنجوم خلف الغمام متسربلا بالظلال التي ألقاها الوهج على ما حوله.. لكني ميزت شاربه الأبيض الكث ولحيته غير الحليقة..
اقتربت في تؤدة حتى بلغت موضعه.. وكان قد اصطنع لنفسه سفينة صغيرة من أعواد الجريد تؤدي غرض حمايته من العواصف على الأقل بالنسبة للعواصف القادمة من خلفه..
- سلام عليكم يا حاج..
قلتها في كياسة وأنا أقترب منه..
- عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. اقترب يا بني..
كان صوته محشرجا غليظا.. وإذ دنوت منه كان وجهه الآن واضحا لعيني.. أرى الحاجبين الكثين الأشيبين والعينين الرماديتين اللتين أفسدت الشمس والغبار بياضهما منذ دهر حتى صار رماديا هو الآخر.. وكانت سحابة بيضاء تغطي تغطي إحدى الحدقتين.. أما أسنانه النخرة من تحت شاربه الكث فقالت لي إنه يفرط في تدخين المعسل.. وكان يرتدي بول أوفر قديما رثا تبرز شعيرات بيضاء من تحت ياقته العالية كأنها شعيرات من عنق ضبع عجوز..
- تشرب شايا؟..
قالها دون أن ينتظر ردي.. وفي يدي وجدت كوبا من الشاي الأسود تتسرب سخونته المحببة إلى كفي.. آه من صوت الرشفة الجائعة تبعث الحياة في أعصابي الواهنة!.. قال وهو يتأملني في اهتمام:
- غريب؟..
- هذا واضح.. أنت تعرف القرية كلها طبعا..
- بل أنا لا أعرف أحدا في القرية..
معلومة غريبة لكنني فسرتها لنفسي بأنه وافد حديثا إلى هذه المنطقة أو شئ من هذا القبيل.. أردف وهو يحسو الشاي:
- قلت لنفسي إن من يمشي هنا ليلا هو ولابد غريب..
ولم يفسر أكثر.. بل مد أنامله في النار دون أدنى خوف والتقط بضع قطع مشتعلة من الفحم ثم استدار للوراء والتقط شيئا ما عرفت أنه جوزة صغيرة.. وبدأ يعبئ المعسل بأنامله ثم رص الفحم فوقه وبدأ يمتص الدخان الأبيض ويطلقه من منخريه في حنكة كقاطرة عجوز وحيدة..
- هل لك فيها؟..
سألني وهو يقرب عصا الغاب مني فهززت كفي شاكرا أن لا.. بعد دقائق من الصمت الذي له رائحة التبغ عاد يتكلم:
- إنهم يخشون شاكر بك..
في حيرة سألته:
- هل هو.. قاطع طريق مثلا؟!..
انفجر يضحك..يضحك..يضحك.. وصدره العجوز يهتز بالسعال كأنه صندوق خشبي ملئ بالبلي.. يضحك ويسعل..ويسعل ويضحك.. ثم بصق بعيدا وقال:
- إن شاكر بك لا يوصف بكلمات.. لكنه موجود.. ويتحرك.. وكلهم رأوه ولزموا بيوتهم لأنهم يعرفون ما سيحدث في المرة القادمة..
- أعني.. هل هو شرير؟..
قال وهو يتأملني في هدوء:
- ليس شريرا.. المصيبة أنه ليس شريرا.. بل هو إلى الحزن أقرب.. لكنه ملعون.. وكل من رآه لم يعش يوما آخر..
تحفزت هوايتي لقصص الرعب ودنوت منه أكثر:
- هلا حكيت لي قصته..؟
- ستخاف جدا.. هل تفهم معنى هذا؟..
- إن الخوف.. مهنتي..
- إذن سأحكي لك كل شئ..
*******************

سأحاول هنا أن أحكي القصة التي حكاها لي العجوز بأسلوبي أنا لأنه بالطبع لم يكن يملك أية حاسة أدبية.. لقد وقعت القصة في ثلاثينات هذا القرن.. وبرغم أنني سأحكي القصة بشكل وتكنيك أكثر رقيا فإن سحرا خاصا لا يتكرر كان يغلف صوت العجوز المنهك وقرقرة الجوزة وقرقعة النيران والضوء الخافت والعاصفة.. إن هذا السحر لا تقدر على نقله سوى السينما ولا يقدر أديب على تصويره ولا رسام على رسمه مهما بلغا من موهبة.. لهذا.. سامحوني لأنني سأقتل نصف سحر القصة بأسلوبي الأعرج.. كان كمال باشا يملك قصرا في تلك المنطقة.. وكان طيب القلب إلا أن زوجته التركية المتغطرسة كانت تختلف عنه كثيرا ولم يتهمها أحد يوما بالرقة أو حسن معاملة الفلاحين.. لكنها لم تؤذ على الأقل أحدهم قط.. وكان لهما ابن يدعى شاكر.. ابنهما الوحيد الذي يملك بحكم الوراثة القريبة كل هذه الضياع والأراضي والبشر.. ككل العاطلين بالوراثة كان مستهترا فظا وحين كنت تراه وهو يمتطي صهوة جواده مرتديا قميصه الأبيض مفتوح الصدر تبرز منه خصلات شعره الأشقر وعضلاته تتشبث بلجام الجواد وعيناه الزرقاوان الشريرتان تلتمعان في وجهه الوسيم.. كنت تظن أن هذا هو الشيطان ذاته قادما ليملأ الأرض جورا.. وكان السوط في يده يتلوى كالأفعى باحثا عن ظهور ليمزقها.. أما الحمزاوي فهو أجير بسيط غلف كعباه بطبقة سميكة من القشف يضل فيه الثعبان طريقه بين الشروخ.. وفي عينيه اللتين أكل الرمد نورهما ترى نظرة قهر أزلية.. كان على النقيض من شاكر تماما.. ولم يكن ثمة مجال لأية مقارنة أصلا.. لكننا سنفهم كل شئ بعد قليل..
****************
في ذلك اليوم كان أطفال الحمزاوي يلهون قرب القصر.. حين لمحوا شاكر عائدا على صهوة جواده من سهرة حتى الفجر أمضاها عند المأمور.. وفي براءة أطلق أحد الصغار دعابة على شاكر.. مجرد دعابة طفولية من التي يتجاهلها أي شخص متزن.. لكن شاكر لم يكن متزنا.. كان ثملا تماما كعادته في ساعات الصباح الأولى.. لهذا لم ير الأمور كما ينبغي أن يراها.. يقول الشهود أنهم رأوا النيران كحقيقة لا مبالغة تنبعث من عينيه واحمر وجهه.. وارتجف شاربه الأشقر الجميل.. ثم إنه ركل بكعبه بطن الجواد.. فانطلق هذا بين صفوف الأطفال يدوس هذا ويركل ذاك على حين استخدم شاكر سوطه ليزيد من جرعة الإيذاء.. مأساة قصيرة لا داعي لها أبدا.. لكنها حين انتهت كانت هناك أربعة أجساد صغيرة محطمة تتلوى في الغبار.. وكان شاكر يلهث منهكا فوق صهوة جواده وقد بدأ يدرك للمرة الأولى بشاعة هذا الذي فعله.. وهرع الفلاحون ليروا ما حدث على صوت ولولة النسوة وكان من بينهم والد الأطفال.. الحمزاوي الذي احتاج لخمس دقائق كي يفهم ما حدث.. وكان القاتل قد ترجل من على صهوة الفرس.. ووقف مشوش الفكر لا يدري ما يفعل وكيف يفعله.. إن الأمر لم يكن يحتاج منه سوى الفرار إلى صديقه المأمور الذي سيصلح كل خطأ لكنه كما قلنا كان عاجزا عن التفكير.. في تؤدة اقترب منه الحمزاوي وعيناه في عينيه.. لم تكن هناك نظرة عتاب ولا لوم ولا غضب ولا شئ على الإطلاق.. فقط نظرة ثابتة لا تتزحزح.. وفي رزانة قال:
- ما كان يجب أن تفعل ذلك يا سعادة البيه!..
حتى في موقف كهذا لم ينس أن يبجل سيده!.. أما شاكر فكان يرتجف من الانفعال لكنه لم ينبس ببنت شفة..
- ما كان يجب ذلك..!!
إن الفأس في يده والقاتل أمامه.. لقد كان ما حدث متوقعا.. متوقعا أكثر من اللازم.. ولم يتدخل أحد لإنقاذ شاكر.. وحتى هو لم يحاول إنقاذ نفسه..
******************
أما ما حدث بعد ذلك فلا داعي لذكره.. مطاردة الأب المذعور المكلوم في الحقول.. وكلاب المأمور ورجال الشرطة.. والجياد الثائرة الغضبى.. كان مشهدا لا يوصف لما يمكن تسميته صيد الانسان.. ثم عادوا به مكبلا بالحبال ووجهه متورم من جراء كعوب البنادق والركلات وتطوع كل رجل من رجال الشرطة بإظهار حماسه لإرضاء المأمور بالمزيد من العنف.. وحوكم الحمزاوي وأعدم.. فلم تكن أمامه فرصة نجاة.. وكانت هذه نهاية القصة.. أم هل أقول بدايتها..؟
*****************
بعد ذلك بأعوام بدأت القرية تثرثر.. حكايات كثيرة عن شبح يجوب الحقول في الظلام.. جثة عبد الودود المذعورة التي وجدوها.. وجثة محمد الحمزاوي التي ارتسمت على وجهها أعتى علامات الهلع.. كل هذا ذكر الناس بالحادث خاصة والأخير هو شقيق الحمزاوي.. وبدأت الاشاعات تسري..
لقد كان شاكر بك يذكرهم بالشيطان أو على أقل تقدير بقوة شر كاسحة من دنيا ما وراء الطبيعة.. لهذا قالوا إنه عاد في صورة شبح كي ينتقم من القرية.. البعض قالوا إنه عاد في نفس صورته القديمة على صهوة جواده ليطارد الفلاحين البائسين بين الأحراش.. والبعض قالوا إنه يتخذ صورا أخرى خادعة.. كطفل ضل طريقه.. أو فتاة حسناء تطلب العون.. أو خفير ساهرا ينتظر.. (ألا تلاحظون شيئا غير عادي هنا؟!..).. عندئذ تكون نهايتهم.. وفي الصباح الباكر يجدون جثة مذعورة في حقل ما..
***************
وهنا يسأل البعض:
- كيف تصف الضحية صورة الشبح بعد أن ماتت؟!..
اسألوا عن ذلك أم فكري.. فهي كما تزعم أفلتت من ثلاث محاولات متلاحقة لقتلها من قبل الشبح وهي بالمناسبة أرملة الحمزاوي.. ولقد رأت فتاة جميلة وشابا وسيما وشيخا طاعن السن.. وكلهم طلبوا منها العون أو طلبت هي منهم العون ليلا.. وعندئذ.. كان ذلك الشخص أو الشئ ينتظر حتى تدنو منه ويبدأ في التحول إلى حقيقته المريعة.. لكنها كانت تتوقع الشر دائما.. وكانت أسرع انعكاسا في الفرار.. وأعلى صوتا في الصراخ.. ولهذا ظلت حية حتى اليوم..
*******************
دارت الأيام وجاءت الثورة والتأميم.. ورحلت الأسرة إلى أوروبا وبدأت في القرية قوانين جديدة وعلاقات طازجة وأسر أخرى لا تعرف شيئا عن هذه القصة.. لكن الرهبة ظلت حية في الأذهان.. إن الشبح لم يرحل مع عائلته بل استوطن القرية.. وظل يمارس هوايته القاسية مع الأهالي والغرباء.. بل وخاصة الغرباء الذين ترميهم حماقتهم في طريقه ليلا.. ولا داعي للقول إن الخروج ليلا صار نوعا من التابو المحرم في هذه القرية يتوارثه الأبناء ولا يدرون سببه.. فإن كان الخروج محتما فليكن ذلك في جماعة.. والدرس الأكثر أهمية هو: لا تثق في مسافر متعب.. أو امرأة تستغيث بك.. أو طفل ضال.. أو - وهذا للعلم - خفير ساهر لم تره في القرية قط..
***************
أنهى الخفير قصته وجذب أنفاسا متلاحقة من الجوزة وسعل ثلاث مرات.. ثم نظر لي منتظرا رد فعلي.. تبادر إلى ذهني سؤال هام جدا:
- قلت إنك لا تعرف أحدا في القرية؟
- بالفعل فأنا من عزبة قريبة..
- لكنك تعرف الأسطورة؟..
ضحك والمزيد من البلي يتدحرج في الصندوق الخشبي بصدره:
- بالطبع!.. هع هع!.. وكيف لا أعرفها وأنا.. أنا..
ثم لم يكمل عبارته ونظر للأفق وغمغم:
- اقترب الفجر..
- تبدو قلقا..
قال وهو يضع الجوزة جانبا:
- كل القصص السابقة حدثت قبيل الفجر..
- وأنت.. كيف لم يقابلك شاكر هذا بعد؟..
نظر لي في غموض وانعكاس اللهب يلتمع على أنفه ولم يرد.. عدت أسأله وأنا لا أشعر بالارتياح:
- ما سر كلمتك عن الحزن الذي يشعر به الشبح؟..
نظر لي مرة أخرى وغمغم:
- هل الشيطان سعيد؟.. لا أحسب ذلك يا بني..
أنا أفهم ذلك.. وأفهم كيف يشعر الشبح بالوحدة والذعر والحاجة إلى رفاق.. لكنه عاجز عن ذلك للأبد لأن مهمته هي أن يفزع الناس حتى الموت.. لكن الوقت ليس ملائما لهذه الأفكار.. لأن العجوز ينهض في تثاقل وينظر لي عبر ألسنة اللهب قائلا:
- لقد حان الوقت!..
****************

في الصباح وجدت جمهرة من الناس واقفين حيث كان الكوخ العشوائي الذي أمضينا فيه الأمسية.. اقتربت فسمعت أصواتا تردد:
- هو الخفير من عزبة النحال..
لقد مات!..
- وعلى وجهه علامات الذعر!..
وفي مركز الدائرة رأيت العجوز راقدا على ظهره وقد غطوا وجهه بمعطفه الأصفر المتآكل الذي هو من مخلفات الحرب.. عندئذ عرفت أنه لم ينج بحياته طيلة هذه الأعوام إلا ليقابل شاكر بك.. وليصير قصة أخرى يحكيها الفلاحون في ذعر لأبنائهم ولأبناء أبنائهم.. حقا إن حياة الأشباح لقاسية!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
11- حلقة الرعب - الحلقة السادسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 11- حلقة الرعب - الحلقة الرابعة
» 11- حلقة الرعب - الحلقة الخامسة
» 11- حلقة الرعب - الحلقة الأولى
» 11- حلقة الرعب - الحلقة الثانية
» 11- حلقة الرعب - الحلقة الثالثة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: