كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 11- حلقة الرعب - الحلقة الأولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

11- حلقة الرعب - الحلقة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: 11- حلقة الرعب - الحلقة الأولى   11- حلقة الرعب - الحلقة الأولى Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 1:59 am

القصة الأولى .. انعكاس .. تحكيها: (سهام)..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت سهام وهي تخفض صوت المذياع:
- إن الغرام القديم بين الأنثى والمرآة معروف منذ الأزل .. ولئن كانت النساء يعرفن جيدا كيف يرين الشئ دون أن ينظرن إليه فإن الشئ الوحيد الذي تنظر له المرأة بإمعان هو المرآة ..
******************
أنتم تعرفون - وأقولها بكل شجاعة - إنني وعادل زوجي محدودا الدخل لكن المرأة الذكية لا تكف لحظة عن البحث عن متنفس لتجميل شقتها .. وقد وفقت إلى العثور على قطع أثاث في منتهى الأناقة بقروش عديدة .. عندئذ كانت بعض لمسات التجديد كفيلة بتحويلها إلى تحفة حقيقية .. وفي ذات يوم كنت أتسوق حين وجدت رجلا يبيع بعض الأشياء التي تحمل طراز العظمة الغابرة .. مقاعد صالون مذهبة تكومت كيفما اتفق فوق عربة يد .. ومرآة مزخرفة الإطار ملقاة بإهمال ما بين المقاعد لكن المدهش بالنسبة لي هو أن زجاجها كان سليما وصقيلا وبحال ممتازة.. ولما سألت الرجل عن ثمنها وأنا أتحسس جنيهاتي الخمس التي أطبقت عليها كفا ملوثة بالعرق كان رده أنه يريد خمسة جنيهات!..كان الإغراء قويا.. وأنا لست حمقاء.. هذه المرآة تفوق هذا السعر بمراحل ولم تستغرق الصفقة طويلا.. أربع جنيهات ونصف ثمن المرآة وربع جنيه كي يحملها صبي معه إلى داري.. وعدت للدار حاملة كنزي الصغير متسائلة في قلق عن رد فعل عادل إذ يرى ما جلبته.. إن الرجال لا يفهمون هذه الأشياء أبدا.. وسيكون من الصعب أن يفهم كيف اشتريت مرآة بالمبلغ الذي كنا سنأكل به طيلة الشهر.. كنا لم ننجب بعد.. لهذا لم أخش شيئا حين وضعت المرآة في صالة البيت وشرعت أتأملها.. كانت فاخرة بلا شك وإطارها المذهب الملئ بالزخارف يعكس عظمة غابرة لو تناسينا أكوام الغبار المحشورة بين هذه الزخارف.. وتساقط القشرة الذهبية في عدة مواضع أما المرآة ذاتها فكانت سليمة تماما بلا خدوش ولا عيوب في الطلاء.. لابد أن هذه المرآة كانت تزين بهوا في قصر أمير أو أحد بكوات ما قبل الثورة.. لكنني لم أفهم قط كيف وصلت ليد هذا البائع.. ولماذا باعها بهذا الثمن البخس؟.. أحضرت خرقة وزجاجة كحول وبعض الماء والصابون وصنعت مزيجا لا بأس به لتنظيف الإطار المتسخ.. وبدأت أعبث هنا وهناك بأطراف أناملي.. خطوة بخطوة بدأ الماء يستحيل للون الأسود لكن حال المرآة لم يتبدل كثيرا.. وهنا اصطدمت أناملي بشئ ما.. كان ثمة شئ محشور بدقة في أحد التجاويف على جدار المرآة الخارجي وحاولت إخراجه لكني فشلت.. تناولت مفكا وشرعت أعالج هذا الشئ حتى تمكنت من انتزاعه وبدأت أتفحصه.. كان ذلك الشئ وريقة صغيرة برمها أحدهم بشدة حول نفسها حتى غدت أقرب إلى المسمار وهكذا استطاع أن يدسها في الثقب.. ببطء وحذر فتحت الوريقة لكنها كانت مهترئة تماما وتمزقت بين أناملي قبل أن أتمكن من فتح جزء صغير منها.. من ثم كورتها ورميت بها أرضا وعدت أواصل عملي.. كنت أرى انعكاس وجهي في المرآة بزاوية عيني وأعتقد أنه كان واقعا في مجال ما يسميه الأطباء بالبقعة العمياء التي ترى فيها الشئ لكنك لا تميزه.. فقط أشعر ببقعة وردية هي وجهي حولها هالة سوداء هي شعري.. ولكن.. لا أدري.. للحظة خيل لي أن انعكاس وجهي في المرآة يلتفت للناحية الأخرى!!.. أنا لست مخبولة.. هذا هو ما شعرت به.. رفعت وجهي نحو المرآة سريعا فلم أر سوى وجهي المرتعب يرمقني في حيرة.. أخرجت لساني فأخرج وجهي لسانه.. قطبت فقطب وجهي.. لوحت بيدي اليمنى فلوح الانعكاس باليد اليسرى.. لا مشكلة هنالك.. هي مجرد مرآة بريئة أخرى.. لكن ما سر هذا الاحساس العصبي الذي ينتابني؟.. حين جاء عادل بعد انتهاء عمله كان واضحا جدا ومباشرا في رأيه الذي أبداه فيما يتعلق بهذه المرآة.. وبالطبع قال إنني مدللة وعابثة ولا أتحمل المسئولية وأنه بالتأكيد كان يتمنى لو كان متزوجا من واحدة أخرى لا تبدد ميزانية البيت في شراء المرايا..
- لكنها مرآة جميلة..
- وكذلك حمامات السباحة.. كلها جميلة.. لكننا لا نملك حمام سباحة في الصالون..
وبعصبية فك ربطة عنقه ودخل الحمام تاركا إياي واقفة في الصالة لا أدري ما أفعل ولا ما أقول.. وهنا استدرت عفوا تجاه المرآة فلمحت شيئا عجيبا.. كأن صورتي في المرآة كانت ترمق ظهري بحدة طيلة الوقت وحين التفت إليها نجحت بالكاد في استعادة مظهرها البرئ.. وعادت كما كانت مجرد انعكاس لي.. اقتربت منها وشرعت أتأملها.. بالطبع كان معنى هذا أنها تتأملني هي الأخرى.. كانت ككل صور المرايا تشبهني تماما لكني ولا أدري إن كنت واهمة أم لا تبينت نوعا من القسوة في شفتيها الرفيعتين.. بل إن ابتسامة ساخرة تلاعبت على ثغرها!..
أسمعكم تضحكون.. تقولون إنني رأيت انعكاسا لهواجسي وحالتي النفسية وأن من كان يضحك بقسوة هو أنا وليس الانعكاس.. لكني أقسم لكم إنني لم أكن أهذي.. أنا واثقة أن هذه الصورة كانت تختلف عني اختلافا طفيفا.. في هذه اللحظة دوى صوت باب الحمام ينفتح.. وبرز عادل ممسكا بمنشفة واتجه نحو غرفة النوم.. وسألني دون اكتراث:
- ماذا حدث يا هانم؟.. هل جننت؟..
كلا.. لن أصارحه بمخاوفي.. أولا لأن الارتباط بين الجنون وكثرة النظر في المرايا قوي في أذهاننا.. ثانيا لأنه سيعتبر أية ملاحظة أقولها على المرآة اعترافا مني بأنني خدعت وأضعت ماله هباء.. وثالثا لأن الأمر كله أسخف من أن يحكى.. وهكذا مضى اليوم.. لكنني لم أنس في كل لحظة أمر فيها أمام المرآة أن أفاجئها بنظرة صاعقة علني أفاجئ الأخرى وهي غير مستعدة لتقليدي.. لكن ظني خاب في كل مرة.. أخيرا منتصف الليل.. نام عادل كلوح الخشب في حين كان النوم يجافيني.. كان الطقس حارا ورطبا.. وقطرات العرق اللزج تحتشد على جبيني وفوق شفتي العليا وكان الظمأ يحرقني.. نهضت لاهثة إلى الصالة لأرشف جرعة ماء من الثلاجة الصغيرة.. وفي الضوء الخافت المنبعث من الثلاجة اختلست نظرة إلى المرآة التي كنت قد نسيت كل شئ عنها.. إن هذا غريب.. هذا المشهد لا يمت بصلة لصالة داري.. اقتربت في حذر من المرآة وكما توقعت لم أر أي انعكاس لي فيها.. لقد رحلت الأخرى.. أما ما رأيت فكان صورة كلاسيكية غريبة وضبابية.. كأنها امرأة.. نعم هي كذلك.. امرأة جميلة جدا تتزين وهي تنظر لي من الجانب الآخر للمرآة.. وكانت ترتدي ثيابا غريبة واسعة الأكمام مليئة بالدانتيللا.. وكانت الخلفية مزدانة هي الأخرى بستائر يبدو أنها ثمينة.. لم تكن الصورة واضحة لأن إضاءتها كانت تعتمد على ضوء الثلاجة الخافت ولابد أنني لبثت بعض الوقت ثابتة كالطود شاخصة البصر إلى الصورة التي لا أدري عنها أي شئ.. ثم بدأت أرى انعكاس صورتي من جديد.. ترى ما معنى هذا؟.. وما هو أصلا؟.. عدت إلى الفراش مشوشة الذهن حتى أنني نسيت أن أشرب.. وفي الظلام حاولت استرجاع المشهد مرارا.. حتى غلبني النعاس..
*********************
صارت الأيام التالية جحيما.. فلم تكن عيناي تبرحان المرآة قط.. وطيلة الوقت يعاودني ذلك الشعور المزعج أن هذه المرأة البادية ليست انعكاسا لي بل هي مخلوقة أخرى تعيش هناك وتمثل أنها انعكاسي.. كانت نظرتها الثابتة الساخرة تثير هلعي.. لكنني لم أجرؤ قط على أن أصارح عادل بهواجسي لأن الرجال يعتبرون النساء هستيريات حتى يثبت العكس.. بل إنني جرؤت ذات مرة أن ألمح له أن:
- تلك الصورة التي في المرآة تفزعني..
ابتسم في سخرية بركن فمه وقال:
- إن هذا ليس جديدا..
ترى ماذا كان يعني بهذا التعليق؟!.. بعد ستة أيام تكرر ما حدث في تلك الليلة وكان ذلك في الصباح بعد انصراف عادل.. مررت أمام المرآة شاردة الذهن فشعرت ذلك الشعور الغريب بأن هناك من يراقبني فنظرت للمرآة نظرة صاعقة فوجدت شيئا يختلف.. في المرآة كان هناك رجل.. رجل يرتدي بذلة وردية ويضع على رأسه طربوشا ويشذب شاربه الرفيع الجميل بمشط صغير.. كان ينظر لي في ثبات.. ثم بدأ يعدل وضع الطربوش منتقيا الوضع الأمثل.. ثم أخرج سيجارة رفيعة من علبة تبغ معدنية أشعلها وشرع يبتسم بخبث راضيا عن نفسه.. بدأت الصورة تذوب.. بينما هلعي يتشكل ويصحو.. وحين عاد انعكاسي القديم إلى السطح الزجاجي مددت يدا متشككة باردة كالثلج إلى المرآة وفي توجس أدرتها حول محورها الطولي.. إن هذه المرآة مسحورة.. أقسم على ذلك.. كأنها نافذة تطل على كون آخر لا أعرف عنه شيئا.. ثقب في حائط يفصلنا عن عالم مجهول.. إن هذه الرؤى ليست انعكاسا لحالتي النفسية وليست وهما.. لا يمكن أن يكون هناك وهم بهذه الدقة.. الدانتيللا في ثياب المرأة وستائر غرفتها وثياب الرجل المتحذلقة.. لم أسمع عن وهم تملؤه الدانتيللا من قبل.. والآن أمامي ثلاث خيارات.. إما أن أصارح عادل لعل عقلين هما أفضل من عقل واحد كما يقولون مع استعدادي التام لقبول الاتهام بالعته.. أو أن أتخلص من هذه المرآة بالبيع أو التحطيم أو التسريب لكنني لست حتما ممن يفقدون خمس جنيهات بهذه السهولة.. وإما أن أتجاهل الأمر كله متظاهرة أن المرايا المسحورة ليست من الأشياء المرعبة.. إن الخيار الأخير يناسبني لأسباب لا تخفى على أحد.. وكذا مرت أيام عدة والمرآة في موضعها.. إلى أن جاء ذلك اليوم..
قرع أحدهم الباب فذهبت لأفتحه.. وكانت هويدا شقيقتي ومعها هاني خطيـ " نست سهام هنا أن د.رفعت موجود وهو ثاني خطيب لهويدا.. كانت زلة لسان تداركتها سريعا لكنها ستكرر نفس الخطأ مرارا".. أعني أحد الأصدقاء.. وقد أشاعا جوا محببا من المرح في الدار.. وكان هناك الكثير من الثرثرة والضحك.. خاصة حين انفجرت زجاجة المياه الغازية في وجه هاني وأنا أفتحها.. ثم إن هذين الوديعين العزيزين فارقاني بعد أن أبديا إعجابهما الشديد بالمرآة.. ذلك الإعجاب الذي اعتدته من كل ضيوفي وكنت أتقبله في رضا تام.. وأرجوهم أن يرددوه على مسمع من زوجي.. كان هاني شابا وسيما هادئا كالنهر لا يكف عن الابتسام.. وكان يتقبل كلماتي القاسية ومداعباتي اللاذعة في رقة ملائكية حتى أنني كنت أقول لهويدا إنها مخطو.. أ.. صديقة لجثة!.. وكانت هي تضحك أولا رغما عنها ثم تقرر أن تغضب.. وتدمع عيناها وتوصي مرارا ألا أقول ذلك عنه.. ما علينا.. المهم أنهما انصرفا.. فنهضت أعيد للشقة رواءها وأنظف مطفأة السجائر وأعيد زجاجتي المياه الغازية للمطبخ و.. مرة أخرى تتكلم المرآة.. هذه المرة كان المشهد مألوفا.. نفس منظر الصالة الذي تعكسه دائما.. لكن كان هناك شئ غير عادي.. فبدلا من أن ارى نفسي حيث وقفت أمامها.. وجدت انعكاس هاني وهويدا واضحين تماما.. وكانا يضحكان.. وفي يدي كانت زجاجة المياه الغازية تبصق رغوتها.. ذات المشهد الذي حدث هنا منذ عشر دقائق.. لقد فهمت ما يحدث هنا.. هذه المرآة تختزن الصور التي تحدث أمامها لبعض الوقت ثم تعيد إخراجها في لحظات عشوائية غير متوقعة.. كأنها كاميرا تصوير تدون الصور على فيلم ثم تعيد عرض ذلك الفيلم في أوقات بعينها.. وهذه الأحداث قد تعود إلى الثلاثينات كما تدلني ثياب المرأة والرجل أو تعود إلى عشر دقائق مضت كما حدث الآن.. ولكن ما سر هذه المرأة الخبيثة التي تتظاهر إنها انعكاس صورتي؟.. لن أعرف أبدا.. لكني على كل حال أملك أعجب شئ رأيته في حياتي.. ولكم من مشاهد عرفت ولكم من أسرار فهمت هذه المرآة!.. كم من جيل مر أمامها وتجمل أمامها ثم ولى بعيدا.. إن هذه المرأة خطيرة.. لكنها فاتنة.. فاتنة إلى حد لا يصدق..
*********************
إن المرآة تراقبني.. لهذا أخذت واجب الحذر ولم أبد أمامها إلا في أحسن صورة.. فمن أدراني أن جيلا قادما لن يجلس أمام زجاجها يطالع أسراري في شغف؟!.. يجب أن أكون صريحة.. لقد كان الفضول أقوى مني.. كنت أجلس أمامها الساعات منتظرة سرا جديدا من أسرار ملاكها السابقين وكلي نهم.. كأنها دائرة تلفزيونية مغلقة تتجسس على هؤلاء الناس.. إن هذا ليس أخلاقيا تماما لكن التجسس على قوم عاشوا قبلي بعشرات الأعوام ولا أدري من هم هو تجسس لم يبد مشينا إلى هذا الحد.. رأيت مئات الصور لتلك الغرفة ذات الستائر التي عرفت أنها وردية.. شاهدت عشرات المرات تلك المرأة تثبت قرطا أو تطلي شفتيها.. لمحت أكثر من مرة ذلك الرجل والواضح أنه زوجها يمشط شاربه.. دعك طبعا من المرات العديدة التي رأيت فيها نفسي أفعل شيئا أو آخر.. أو أرمق المرآة في توجس.. والمرات العديدة التي رأيت فيها عادل يروح هنا وهناك مرتديا منامته الشهيرة ذات الخطوط الزرقاء الطولية.. لقد كان كل هذا ممتعا وأثار شغفي.. لم يكن جهاز التلفزيون منتشرا وقتها وبالتأكيد لم يكن لدينا واحد.. ولقد جعلتني هذه المرآة أفهم ما هو التلفزيون قبل أن أراه..
**********************
إلا أن عادل بدأ يرتاب في أمري.. وسألني أكثر من مرة إذا ما كنت أحاول تعلم التنويم المغناطيسي الذاتي ثم صارحني أنه يخشى على حالتي العقلية كثيرا من حملقتي المستمرة في هذا السطح الصقيل.. إلا أنني كنت مبهورة تماما حتى كدت أجتاز عالم المرآة كما يحدث في القصص الخيالية داخلة إلى ذك العالم المعكوس خلفها حيث اليمين يسار والعكس.. وحيث يتقدم المرء للأمام متى سار إلى الخلف!.. لم أفعل ذلك بل كدت.. وفي ذات مساء كنت جالسة وحدي أمامها حين رأيت مشهدا عجيبا.. رأيت هويدا وهاني ورأيت نفسي.. وكانت الوجوه ممتقعة كالحة والحركات عصبية.. أنا واثقة تماما أن هذا المشهد لم يحدث أمام المرآة قط.. فضلا عن أنني لا أملك ثوبا أزرق ياقته بيضاء وهويدا لا تملك معطفا أسود.. كان هاني يتحدث بشراسة غير عادية ويلوح بقبضته.. بينما هويدا تدفن رأسها بين كفيها وتبكي ثم ترفع رأسها محاولة إقناعه بشئ ما.. أما أنا فكنت ألعب دور المصلح ما بين الطرفين.. ثم.. بمنتهى القسوة رفع هاني كفه وصفعها فهببت كما هو متوقع صارخة محاولة إيقافه مرددة أشياء لابد أنها من قبيل (هل وصلت الأمور إلى هذا الحد؟..أتضرب أختي أمامي أيها السافل الوقح؟!!).. نعم لابد أنني كنت أقول ذلك.. إلا أنه دفعني دفعا بعيدا عنه.. وصاح مرددا شيئا ما ثم انصرف تاركا المرأتين الباكيتين.. وبدأت الصورة تذوب.. وهنا تقلصت أحشائي.. ما معنى هذا الذي رأيته؟.. إن هذا المشهد لم يحدث قط.. فهل هذه المرآة تتنبأ؟..
إن كل شئ يؤكد ذلك.. لكن كيف؟.. وكيف يتبدل الملاك الرقيق هاني إلى شيطان يضرب النساء؟.. ومتى سيحدث ذلك؟.. أنا واثقة أن المستقبل لا يمكن التنبؤ به.. لكن ما هذا الذي رأيته؟.. هل هو كابوس لا أكثر بسبب توتري وخشيتي على مستقبل أختي؟.. لن أدري أبدا.. لكن فكرة لا بأس بها خطرت لي.. سأعلق تقويما على الجدار المقابل للمرآة لتنعكس صورته على زجاجها.. وهكذا لو شاهدت مرة أخرى مشهدا مستقبليا أمكنني أن أعرف تاريخه التقريبي بمجرد نظرة إلى التقويم المعلق خلف ذلك المشهد.. حتى ولو كان الرقم مقلوبا لكنه مقروء.. أحضرت مسمارا ومطرقة وصعدت على مقعد لأعلق التقويم.. وهنا تذكرت شيئا مرعبا.. لقد كان شئ يشبه التقويم معلقا بالفعل على الحائط فوق رأس هويدا في المشهد الذي رأيته منذ دقائق.. لكني لم أعبأ به كثيرا.. أما الأغرب فحدث عندما عاد عادل من عمله.. لقد نال الترقية أخيرا إلى رتبة نقيب.. وكان سعيدا كالمهر الصغير.. وقد اشترى لي هدية لأنني كما قال زوجته الصابرة الباسلة.. - لم أكن أعرف مقاييسك لكن البائعة كانت تماثلك حجما وطولا لهذا طلبت منها أن تنتقي ثوبا يناسبها هي..
نظرت له في جزع.. وبشفتين مرتجفتين سألته:
- عادل.. هل هو ثوب أزرق ذو ياقة بيضاء؟..
تبدلت نظرته إلى دهشة لا حد لها وسألني:
- وكيف عرفت؟!..
***********************
عند هذا الجزء من القصة كان شكري قد وصل لقمة الاستثارة وشرع يشعل سيجارة تلو الأخرى في حين تصلبت هويدا في مقعدها وقد بدا واضحا أنها تسمع القصة للمرة الأولى برغم الدور الذي لعبته فيها ولم يفتني أن ألاحظ في خبث النظرة الجانبية التي اختلستها مدام ثريا للمرآة الكبيرة المعلقة في القاعة.. قال شكري وهو يعابث لحيته وقد اتسعت عيناه:
- إن هذه القصة تلعب على وترين.. الخوف الكامن في الانسان من المرايا.. ثم الخوف من الأشخاص الودودين أكثر من اللازم..
قالت سهام في ضجر:
- لم أفلسف الأمر مثلك وقتها.. كنت متوجسة فحسب..
- لكنك لمست معنى الرعب الحق..
قلت في كياسة:
=أستاذ شكري.. كلنا نعرف أنك إنسان ذكي ورائع.. فهلا تركتها تكمل القصة؟!..
نظر لي باحثا عن رد يخرسني ثم فضل السلامة وأشار لها في استسلام كي تكمل كلامها..
******************
قالت سهام:
صار الأمر شبه مؤكد بالنسبة لي خاصة حين علمت أن هويدا ابتاعت معطفا أسود بعد يومين من هذا الحادث.. أي أن الأمر صار ممهدا تماما للمشاجرة التي سيكشف فيها هاني عن أنياب شراسته.. هل أنذرها؟.. لا أدري.. أنا متأكدة من استحالة التنبؤ.. لكن كيف تحتشد كل هذه المصادفات؟.. إن رأسي يكاد ينفجر حقا.. وساعات أطول أقضيها أمام تلك المرآة اللعينة.. ذات مرة شاهدت تلك المرأة جالسة أمام المرآة.. وكانت تتزين كعادتها على الجانب الآخر من الجدار الزجاجي ثم رأيت الرجل يدخل ويقف خلفها وتدور بينهما محادثة شبه غامضة لم تدر رأسها نحوه لكني فهمت أنها تحدث انعكاسه في المرآة متعمدة تجاهله.. كان الرجل يلوح بخطاب معين ويزمجر.. وبدت هي مشدوهة لكنها تحاول التظاهر أنها أقوى.. ثم تصلبت عيناها.. ورأيت الرجل يمد يده إلى جيب بدلته ويخرج مسدسا صغيرا جميل الشكل ويصوبه نحو رأسها..و.. ذابت الصورة وعدت أرى انعكاس وجهي.. كان وجهي في المرآة يضحك بخبث.. ثم.. غمزة ماكرة بالعين اليسرى جعلتني أقفز مترا إلى الوراء!.. لم أكن أنا صاحبة الغمزة.. وإلا فأنا على حافة الجنون ولا أدري شيئا عن نفسي.. ما معنى هذا الذي رأيت؟.. لا جدال هنالك.. لقد رأيت شروعا في جريمة قتل حدث في مكان ما من أربعينات هذا القرن.. ولا يمكن أن تكون هذه الصورة وليدة عقلي الباطن.. ولكن من قتل من؟..
*******************


بعد أيام فوجئت بمشهد أكثر غرابة.. ذرات رمل وأحجار تملأ المشهد وتحيله ظلاما تاما.. لا شئ على الإطلاق يمكن تبينه أو استيضاحه.. فما معنى هذا؟.. ثم عادت الصورة تعكس وجهي ثانية.. وهنا دق جرس الباب.. لم يكن عادل في الدار بسبب استغراقه في إحدى المأموريات.. لذا ذهبت وفتحت الباب وكان القادمان هما هويدا وهاني.. هاني الوديع الرقيق الذي يتدفق حياء وبرغم هذا لم أستطع أن أستريح له.. لقد سممت هذه المرآة نظرتي له إلى الأبد.. لقد تحدث الأستاذ شكري ود.رفعت عن الأشخاص الودودين أكثر من اللازم.. وهذا الخوف موجود في قصص كثيرة.. إن الساحرة تدعو هانز وجريتل إلى تناول الفطائر لأنها تريد التهامهما.. ساحر علاء الدين يتظاهر بأنه أصدق أصدقاء أبيه.. علمونا هذا ونحن بعد أطفال.. لهذا كنت على استعداد تام لأن أمقت هذا الفتى.. الشئ الأسوأ هنا هو أن هويدا كانت ترتدي معطفها الأسود!!.. جلست هويدا تشكو لي مضايقات البحث عن شقة.. وبدأت تلوم هاني على تراخيه.. من ثم بدأ يحتد ويدافع عن نفسه بعصبية.. إلى هنا قلت لنفسي ليس الموقف موقف صفعات.. ولن يزيد على مشاجرة عادية.. لن يزيد عن ذلك أبدا.. وهنا قالت هويدا في حنق:
- دعينا من هذا البائس.. وحدثينا عن نفسك..
- أنا بائس؟!..
كان الغضب يلتمع في عينيه.. يالك من معتوهة يا هويدا.. إنها لا تعيره اهتماما.. بل وتقول لي محاولة تغيير الموضوع:
- أريد أن أرى الثوب الجديد الذي ابتاعه لك عادل..
- الـ..الثوب الأزرق..؟!
- نعم.. نعم.. ذو الياقة البيضاء!.. ارتديه وتعالي أراه عليك!!
- مسـ..مستحيل!!
كنت أدافع عن سعادة أختي وسعادتي.. لن يجرؤ مخلوق على إرغامي على ارتداء هذا الثوب.. ولولا أنه هدية من عادل لحرقته.. إنها تلح -الحمقاء- لأنها لا تعلم شيئا.. ولا تعلم أن هاني سيصفعها بعد دقائق.. وهنا لاحظت أن صورة المرآة تتبدل.. لقد صرت مدربة تماما على معرفة هذه اللحظات.. لم يلاحظا قط أنني أنظر إلى المرآة لأنني لم أكف عن الكلام وأنا أرمقها بطرف عيني:
- إنه مغسول.. ثم إنه..
رأيت صورة عادل يصيح في عصبية.. وأنا أردد شيئا ما في هلع وأحاول منعه.. ثم.. التقويم يشير إلى أن هذا سيحدث بعد أسبوع..
- ضيق جدا.. ولا يناسبني.. و..
عادل في المرآة يمد يده لجيبه ويخرج مسدسه ويصوبه نحوي..
- ولونه ليس..
وفقدت سيطرتي على أعصابي.. انفجرت أبكي في حرقة.. حتى عادل أيضا لن أثق فيه بعد اليوم.. وقد قالت المرآة أنه سيحاول قتلي.. هويدا وهاني يتساءلان في جزع عما دهاني ويطيبان خاطري.. إن المرأة التي تبكي حين تتحدث عن ثوب جديد هي دون شك مصابة بالعته.. حين انصرفا في النهاية كنت منهارة تماما.. وآليت أن أخبر عادل بكل شئ..
*******************
ما أرقك يا عادل!!.. ربما تتقلب بنا الأيام وتولد خلافات لم نتوقعها.. لكني سأظل مدينة لك أبدا بالبساطة والتلقائية وقابلية التصديق التي أبديتها نحو كلماتي.. لم يتهمك أحد قط بأنك مرهف الحس ولا أنك متفهم.. لكنك من أجلي فقط ارتكبت هذه الخطيئة: إظهار الحنان!.. نهض عادل إلى المرآة وتفحصها في شك ثم أشعل سيجارة وقال:
- أنت حمقاء يا سهام.. إذ أنني بالتأكيد أتوق إلى خنقك لكني لن أطلق عليك الرصاص لأي سبب..
ثم قلب إطار المرآة وتأمله:
- في البداية يجب أن نعرف ما إذا كانت هذه الرؤى خاصة بك أم أنني قادر أيضا على رؤيتها.. ثم نحاول معرفة مصدر هذه المرآة..
قلت في حذر محاولة ألا أبدو حمقاء:
- عادل.. لماذا لم تتهمني بالخرف.. وبأن بقائي وحيدة في الدار قد أنهك أعصابي؟..
- لأن هذا غير صحيح..
وهكذا مضت الساعات.. وعادل جالس في مقعده يتأمل المرآة حتى أنني بدأت أفهم شكه في حالتي العقلية حين كنت مكانه.. ساعة تلو ساعة يجلس في مقعده يدخن ويصغي للراديو.. ولابد أنها كانت الواحدة صباحا حين سمعت صوته الملهوف يناديني.. فهرعت حافية القدمين لأرى ما هنالك.. إلا أنني وجدت انعكاسا بريئا لوجهينا على الزجاج وقال عادل في ارتباك وهو يخشى ألا أصدقه:
- لقد حدث.. رأيت.. رأيت..
- نعم.. ماذا رأيت؟..
- رأيت فتاة شابة تنظر لي في ذهول وقد بدا أن الخوف يقتلها..
- وكيف كان طراز ثيابها؟..
- لا أدري.. مثل أفلام الخمسينات.. تقريبا..
- إذن هي مالكة المرآة بعد الرجل والمرأة..
نظر لي عادل بعينين زائغتين.. ثم قرر أن يواصل المشاهدة وأمرني أن أنام لأن سهرته ستمتد طويلا..
*********************
حين صحوت في الصباح وجدته ما زال جالسا.. كانت مطفأة السجائر طافحة بالأعقاب وفي عينيه لمحت نظرة غريبة.. نظرة شك لم أرها من قبل..
- عادل.. هل ثمة شئ جديد؟..
نظر لي في شرود.. ثم هز رأسه أن لا.. ونهض إلى غرفته ليرتدي ثيابه استعدادا للذهاب للعمل طالبا مني أن أعد له فنجان قهوة..
- ولن تتناول إفطارا؟..
- لا..
قالها في عصبية لا مبرر لها.. وانصرف تاركا إياي غارقة في أفكار سوداء عن سر تبدل أطواره.. إن الأمر يتعلق بالتأكيد بشئ رآه في المرآة في تلك الليلة.. فما هو؟.. أستطيع أن أجبره على الكلام فيما بعد.. أما الآن فإن الدار متسخة كحظيرة جياد.. وعليّ أن أنظف كل هذا.. وهنا أعترف فأقول أن تنظيف ما تحت السجاجيد ليس هواية محببة لدي ولربما فعلت ذلك كل شهرين مع الماء.. لكن الوقت قد حان لذلك الوقت.. بدأت بقلب جوانب السجادة كاشفة عما تحتها حين وجدت الوريقة.. الوريقة القديمة التي دسها أحدهم في إطار المرآة وعجزت أنا عن فتحها.. ترى ما الموجود فيها؟.. إن الأمر لم يثر اهتمامي يوم ابتعت المرآة أما اليوم فالفضول يقتلني.. أحضرت قطعتين من القطن وشرعت أحاول برفق فتح الورقة التي اهترأت تماما من محاولتي الخرقاء الأولى.. ها هو ذا شئ ما يتبدى لعيني.. كتابة بحروف لاتينية.. بلغة لا أعرفها (أنا لا أجيد سوى بعض الانجليزية وأعرف الفرنسية من منظرها فقط).. لهذا فردت الورقة ودسستها تحت زجاج البوفيه حتى يحضر عادل.. وهنا دوى صوت الباب ينفتح.. دخل عادل في عصبية وهز رأسه محييا وتساءل:
- وحدك؟.. حسنا.. إن معي بعض الزملاء.. أعدي لنا ثلاثة أكواب من الشاي الثقيل..
دخلت المطبخ لأشعل الموقد وأضع البراد حين سمعت صوت قرعات متتالية آتيا من الصالة فتسللت برأسي لأرى ما هنالك فوجدت رجلا ضخم الجثة واضح أنه مخبر يهوي فوق المرآة بمطرقة كبيرة محاولا تهشيمها.. إن أية مرآة تحترم نفسها تتهشم بعد ضربة واحدة أما هذه اللعينة فتحملت عشرات منها دون جدوى.. تبادل عادل نظرة ذات مغزى مع رجل أشيب الشعر يقف بجواره.. ثم أخرج مسدسه وركب شيئا طويلا على فوهته -كاتم صوت كي لا يفزع الجيران- وصوبه نحو المرآة.. دوت عدة طلقات مكتومة لكن شيئا لم يحدث.. ارتدت الطلقات متدحرجة على الأرض..
- ما رأيك يا د.سامي؟..
سأل الرجل الأشيب فهز رأسه في حيرة ثم قال بصوت رزين:
- أقترح دفنها في هوة سحيقة بالجبل..
وهنا صاح المخبر في هلع مشيرا إلى المرآة:
- إنها تضحك.. تضحك!..
خرجت من المطبخ لأرى ما هنالك.. كانت انعكاسات الوجوه في المرآة تشير لنا وتضحك في سخرية!.. إن فشلنا في تدميرها قد راق لها إلى أقصى حد.. حتى أنها لم تعد تخفي ذلك.. شرع المخبر يحوقل ويبسمل.. في حين ظل عادل يرمق المرآة في صرامة..
كانت لحيته نامية وإرهاق ليلة أمس مرتسما على تجاعيد وجهه.. إلا أنه كان قد وصل لقراره..
- بيومي.. احمل هذه المرآة وضعها في البوكس..
وهنا صدرت وسوسة بشفتي منادية عادل فهرع ليرى ما بي وقد بدا عليه شئ من الضيق لخروجي من المطبخ فقلت له هامسة:
- من هؤلاء؟..
- مخبر عندي وأستاذ أمراض نفسية من أصدقائي القدامى..
- وهل عرفت شيئا عن المرآة؟..
- وجدنا بائعك.. وعرفنا منه أنه ابتاع المرآة من مخلفات بيت مهندس ري.. وكان هذا قد ابتاعها من مزاد صودرت فيه أملاك أحد أعيان ما قبل الثورة.. والملاحظ هنا أنه..
- ماذا؟..
- كل من امتلكوا هذه المرآة قُتلوا أو انتحروا.. كلهم.. لقد جلبت هذه المرآة الخراب لبيوت عديدة..
- وهل رأيت شيئا أمس؟..
احمر وجهه وهمس في ضيق:
- أشياء مشينة.. بخصوصك.. إن هذه المرآة اللعينة كانت تبذر الشك في نفسي تجاهك طيلة الليل..
- ولهذا جئت على غير موعد وسألت إن كنت وحدي؟!..
نظر لي في حيرة ولم يرد.. ثم أدار ظهره ليلحق بالرجلين لولا أن ناديته مرة أخرى:
- عادل الورقة تحت زجاج البوفيه كانت في المرآة.. لا أدري بأية لغة كتبت..
اتجه على الفور ومد أظافره ليخرج الورقة.. ثم إنه نادى الرجل الأشيب وشرعا يتفحصانها.. هتف الرجل في ثقة وهو يتأمل الورقة:
- لغة لاتينية.. أنا أقرؤها إلى حدا ما.. فلنر ذلك.. الشيطان يسكن هـ.. هذه الـ.. هذه المرآة.. لا.. لا تصدقوا ما.. منه.. ترونه منه..
ثم رفع رأسه مرددا العبارة كاملة:
- إن الشيطان يسكن هذه المرآة فلا تصدقوا ما يريه لكم..
نظر له عادل في حيرة وهمس:
- ومن تظنه كتبها؟..
- لن نعرف أبدا.. لكنه كان صادقا.. هذه المرآة تعابث من يملكها وتريه أحدثا من الماضي وأحداثا كاذبة من المستقبل.. وبالتالي تختلط عليه الحقائق ويجن أو يؤذي أحباؤه.. على أنها كانت صادقة في نبوءة واحدة..
- وما هي؟..
- منظر الأحجار الذي ملأ صورتها.. كانت تعرف تماما أنها ستنتهي دفينة في الجبل بين الصخور.. وهو عقاب تستحقه تماما..
- إذن فلنسرع بإنهاء هذه المأساة..
وسمعت جلبتهم وهم ينصرفون.. وسمعت إنغلاق الباب.. فخرجت وحدي إلى الصالة إلى الركن الفارغ الذي احتلته المرآة لشهر كامل.. الركن الذي غدا بالتدريج أهم أركان البيت.. فشعرت بحنين لا يمكن تبريره.. هل أنا حقا عاطفية وحمقاء إلى هذا الحد؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
11- حلقة الرعب - الحلقة الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 11- حلقة الرعب - الحلقة الثانية
» 11- حلقة الرعب - الحلقة الثالثة
» 11- حلقة الرعب - الحلقة الرابعة
» 11- حلقة الرعب - الحلقة الخامسة
» 11- حلقة الرعب - الحلقة السادسة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: