كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق Empty
مُساهمةموضوع: 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق   10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 1:51 am

10- أسطورة لعنة الفرعون - الفصل التاسع


9- يجب أن نتحرك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- سأرى هذه الصور غدا يا نادر.. أما الآن فلا تنس نصائحي..
وعدت إلى زوجتي وكانت قد غرقت في نعاس عميق بعد أن فسدت الأمسية تماما.. لقد تعكر مزاجنا لعدة أجيال.. سأعاود طلب د.رفعت في ضوء النهار أما الآن فلأنم.. ذكروني أن أشتري بعض سم الفئران غدا لأن صوت مخالبها يدوي عابثا في مصراع النافذة الخشبي.. فئران عملاقة كما هو واضح.. سأعنى بأمرها في الصباح.. أما الآن فأنا منهك.. منهك..
*******************
في الصباح وحوالي الساعة العاشرة استجاب د.رفعت لمحاولاتي المتكررة على الهاتف.. أخبرته بما حدث أمس في كياسة.. ونصحته نصيحتي لنادر إلا أنه قال في كبرياء:
=إن الحذر لا يمنع القدر..
ولم يسترسل في الحديث.. لكني لا ألومه كثيرا.. وأفهم إلى حد ما ما يشعر به.. أن يتهددك خطر لا يجدي معه إبلاغ البوليس ولا امتلاك سلاح ولا تربية كلب ولا تحصين النوافذ.. أليس هذا مريعا؟!.. بمناسبة النوافذ.. نسيتم أن تذكروني بفحص مصراع النافذة الذي أرجو ألا تكون الفئران قد التهمت منه جزءا.. كانت غرفة النوم تطل على شرفة تشترك مع غرفة أخرى تفتح عليها بباب وكانت الشرفة مرصعة بالبصل معلقا على عدة مسامير كأي بيت مصري يحترم نفسه.. كما كانت هناك جرة أو جرتان مليئتان بالعسل الذي أرسله لي أقاربي في الصعيد.. لهذا بدا غريبا أن تهاجم الفئران نافذة يحيطها البصل والمعروف أنها تنفر من رائحة هذا الأخير.. بل إن.. عسل وبصل..!.. أين يجتمع هذان العنصران؟.. في شرفتي بالطبع..و..أين؟.. وهنا تبادر الجواب إلى ذهني محدثا صدمة شبه كهربية: ((اخرج يا من تأتي في الظلام وتدخل خلسة)).. هكذا كانوا يعالجون الطفل ويحمونه ناسبين هذه التعويذة إلى إيزيس.. ((لقد حصنته منك بالبصل الذي يؤذيك وبالشهد الذي هو حلو المذاق في فم الأحياء ومر في فم الأموات)).. هذا هو الحل.. لم تكن الفئران هي التي تعابث نافذتي.. بل شئ آخر.. شئ ينفر من البصل والعسل.. شئ تحدث عنه الفراعنة وحصنوا أطفالهم منه.. هذا الشئ حاول اقتحام غرفتي.. وحماني البصل والشهد منه.. وارتجفت.. إذن أنا قد تبوأت موضعي في القائمة.. أنا الذي لم ألمس شيئا بيدي ولم أظهر في الصورة قط.. ولكن لماذا؟.. في دار نادر جلسنا نشاهد الفيلم الذي قام بتصويره لدكتور رفعت والمرحوم محمد رجب أثناء فحص المومياء.. كانت المشاهد تتتابع ونادر يشرح لي فحوى كل لقطة لأن الإضاءة لم تكن كافية وهو لم يكن معتادا على استعمال الكاميرا المحمولة باليد لهذا كانت يده ترتجف.. ترتجف حتى كادت الصورة تصيبني بالعمى..
- يكفي هذا يا نادر..
- صبرا.. ها هو ذا يفك طبقات الكفن..
وهنا أصبت بالذهول.. عشرات الشموس الصغيرة تضئ على الشاشة وتتناثر هنا وهناك.. ثم د.رفعت يمسك بعض هذه الشموس ويضعها في وريقة.. رجب يتناول بعضها ويفركها بين أنامله.. ثم يتحدثان ويسقط محمد رجب فاقد الوعي على حين ندخل نحن.. المشاهد تتأرجح.. ثم يسود الظلام الشاشة.. وينتهي الفيلم.. سألت نادر في دهشة:
- ما هي هذه الأجسام المضيئة؟..
فقال وهو يعيد الفيلم لعلبته:
- بللورات دقيقة جدا وجداها ولم يعرفا كنهها.. العجيب أنها كانت خامدة تماما في عالم الواقع.. أما بعد التصوير..
- لا أفهم..
- إنها مشعة.. مشعة بجسيمات خاصة تؤثر في الفيلم ولا تؤثر في عداد جايجر..
- وهل هي تشبه بللورات السكر إلى حد كبير؟..
- نوعا.. لكن ما هي؟.. إنني لم أر شيئا كهذا من زمن..
- ولا أنا.. لكننا دخلنا وحاولنا مساعدة الأستاذ المغشي عليه وبالتالي التصقت هذه البللورات كحبوب اللقاح بثيابنا ولابد أن رفعت قد نال نصيبه منها..
قال نادر في ثقة:
- لم يلمسها.. لكنه جمع بعضها في وريقة..
- وأين هي؟..
- دسها في علبة سجائره..!
- وأنت؟..
- لقد كنت بعيدا طيلة الوقت..
لقد فهمت..
*****************
لقد استخدم أخيروم أسلوبا معقدا كأسلوب البنوك في التعرف على اللصوص عن طريق مادة ملونة لا يمكن إزالتها توضع في بعض أوراق العملة التي يسرقها هؤلاء.. إن من يفتح المقبرة يلوث نفسه بهذه البللورات الدقيقة المشعة.. وبالتالي يصير هدفا واضحا محددا.. لمن؟.. لحارس المقبرة الشيطاني طبعا.. يجب إنذار رفعت فالله وحده يعلم أين وضع علبة سجائره.. أما مشكلتي أنا فهي أكثر تعقيدا.. لقد وجدت زوجتي البللورات على بدلتي ونظفتها بالفرشاة وتبعثرت على السجادة وفي كل مكان.. وهذا يعني أنه من المستحيل أن أتخلص من مطاردة الشيطان.. يجب أن أغادر شقتي.. على كل حال وكخطوة أولى سأخبر رفعت.. أدرت قرص الهاتف عدة مرات دون جدوى.. إن هذا الرجل لا يدخل داره إلا ليغادرها.. ظللت أحاول مرارا وزوجتي ترمقني بنظرات خرساء.. ثم إنها تأكدت من خبالي حين أمسكت بذراعها لآخذها لبيت أخيها.. قالت وهي تصعد درجات السلم:
- سيظن أنك طردتني..
- إن زوجة مطرودة لهي أحسن حالا من زوجة ميتة!..
- لا أفهم..
- ومن يفهم؟..
ثم إنني قدت سيارتي إلى مكتبي.. كانت الساعة تدنو من الحادية عشرة مساء حين دلفت للداخل يتبعني الخفير مذهولا وجلست على المكتب وطلبت مسئولا هاما في مصلحة الآثار.. وحكيت له القصة كاملة ولا داعي لأن أقول إنه اعتبرني مخرفا..
- وماذا تريد؟..
- التخلص من الأوعية الكانوبية وإعادة دفن المومياء..
- وهل هذا كاف؟..
- إنه الحل الوحيد الذي أعرفه..
- دعني أدرس الأمر..إنه الجمعة كما تعلم و..
- لم يكن الجمعة يوم إجازة عند الفراعنة.. ولن يجد حارس المومياء ما يمنعه من قتلنا جميعا في يوم جمعة..
- إذن دعني أفكر ساعتين..
وضعت السماعة وشرعت أتأمل أظفاري.. ثم بدأت أطلب رقم د.رفعت.. وفي هذه المرة رد على الهاتف وعرفت أنه كان في الاسكندرية مرة أخرى في يوم واحد!!فطلبت منه أن يأتي لمكتبي على الفور..
=ولماذا؟..
- ليس من أجل لعب الشطرنج طبعا.. الأمر خطير..
وحين وصل د.رفعت برائحة سجائره المقيتة جلسنا نحو ساعة أو أكثر نتبادل الخبرات.. بدأت أجزاء الصورة تتجمع.. وكانت تمثل أخيروم أحمر العينين مكشرا عن أنيابه مصمما على القضاء على خصومه.. فهم رفعت ذلك السر الذي حيره ليلة أمس في دار السينما.. لقد كان هناك شئ ما يراقبه وهذا الشئ لم يكن وهما.. والذي أثار دهشتي من رفعت هو أنه لم يكن يؤمن بالأساطير بل هو يرى في كل أسطورة أساسا علميا يفسر كل شئ.. فالقدماء كانوا يظنون البرق مخالب شيطان ثم اتضح أنه تفريغ شحنات كهربية.. القدماء تحدثوا عن مسوخ الذئاب غير عالمين أنه داء البروفيريا.. لكن رفعت اعترف بصدق بعض الأساطير.. كوحش لوخ نس والعساس ولربما هذه الأسطورة التي نحن بصددها.. وكان له مقياس لا يحيد عنه.. كل ما يتعارض مع الدين أولا والعلم ثانيا هو خرافة.. ولما كان العلم جنينا حديث الولادة فإن ما يتعارض مع العلم ويقره الدين كالحسد والسحر الأسود مثلا هو احتمال موجود وسيجد له العلم مقياسا يوما ما حين تتطور أدواته مثلا..
لهذا ولأن الأمر في حالتنا هذه يتعلق بالسحر الأسود كان رفعت على استعداد لمناقشته وتجريبه والاقتناع به إذا لم يجد سبيلا آخر لتفسيره.. في حين كانت أساطير مثل دراكيولا والزومبي وميدوسا لا تجد منه سوى الرفض لأنها تتعرض مع الدين بشكل صريح.. إن تفكيره ممنطق وأعتقد أنني كنت سأحب هذا الرجل لو كان أقل قبحا وسخرية وإفراطا في التدخين.. ما علينا.. مددت له يدي متسائلا:
- هل الوريقة معك؟..
=أية وريقة؟..
- التي وضعت بها البللورات.. الأثر الذي اقتفاه الحارس..
=بالطبع.. وضعتها في علبة السجائر..
- وأين هي؟..
بدت عليه علامات الحيرة.. شرع يتحسس جيوبه.. ستكون كارثة لو كان قد رمى العلبة في القمامة كما يحدث دائما.. أنا واثق أنه فعل ذلك.. ثم إنه قطب جبينه ومسح العرق من على منظاره..
=لحظة.. كانت معي أمس في الكافتيريا..و..
ثم داعب شفته السفلى في شرود:
=نعم.. نعم.. تذكرت.. أخذتها هويدا محاولة منعي من التدخين..
- ياللهول!..
ونهض في توتر وقد بدت عليه علامات الفهم..
=فهمت!.. لهذا كانت مغامرتها الشنيعة مع ذلك الشبح الذي طاردها أمس.. لقد كانت البائسة تحمل حكم إعدامها في حقيبة يدها ولا تعرف!!..
أشرت إلى الهاتف وقلت بخطورة:
- إذن اطلبها فورا..
بالطبع لن أصف لكم محاولاتنا الخرقاء للاتصال بالاسكندرية.. عشرات المحاولات الفاشلة حتى سمعنا ذلك الرنين الطويل.. وسمعنا صوت سماعة ترفع.. فصرخ رفعت في هستيريا:
=هويدا.. هل علبة سجائري بعد في حقيبتك؟..
ردت بصوت صارخ قائلة كلمات لم أفهمها فصرخ هو:
=أرجوك أن تسمعيني.. تخلصي من العلبة فورا.. ارميها من النافذة فلا وقت للشرح..
قالت شيئا ما جعل وجهه يكفهر وتساءل في حيرة:
=مع من؟!..
لم يتلق ردا فعاد يكرر كالملسوع:
=مع من يا هويدا؟.. مع من..؟!
اقتربت منه في فضول متسائلا:
- ماذا هنالك؟..
نظر لي بعينين زائغتين لا تريان وهمس:
=إنه هناك.. في غرفتها..!..
وثبت كالملسوع إلى السماعة والتقطتها وصرخت:
- اسمعيني يا آنسة.. هه؟.. أريد مدة أخرى بالطبع عليك اللعنة!.. كلا.. ليس هذا الكلام لك بل لعامل السنترال..!.. اسمعيني.. أحضري عسلا.. وبعض البصل من المطبخ.. أنا لست مجنونا.. أسرعي..!
يبدو أن صياحي أعاد لها انعكاساتها العصبية.. وسمعتها تجري.. وسمعت صوتا غريبا كأنه قفل باب يتهشم.. ثم سمعتها تلتقط السماعة لاهثة وتردد:
- أحضرته..أحضرته..
- إذن اسكبي العسل حول حدود دائرة وقفي داخلها أنت ومن معك حاملين البصل في أيديكم..أسرعي!..ورددي أية آيات قرآنية تحفظينها..هيا!..هيا!..
سمعت صوت ضوضاء.. وصوت رجل يتكلم.. وخرفشة أوراق بصل.. فعدت أصرخ:
- ضعي السماعة على أذنك.. جري الهاتف إلى قلب الدائرة لأعرف ما يحدث.. هه؟.. نعم مدة أخرى أيها الأحمق!..
كان هناك صوت خشب يتهشم.. العرق يتكاثف على جبيني ورفعت يرمقني كطفل صغير ضل الطريق إلى داره.. صوت صراخ.. صوت كزئير الأسود.. صوت طلقات نارية.. ثم ساد الصمت.. بعد لحظات سمعت صوتا رجوليا يمسك بالسماعة ويقول لاهثا:
- انتهى الأمر.. لقد مضى..
- حمدا لله..
- ولكن من أنت..؟.. وما معنى كل هذا؟..
- إنها قصة طويلة وسيحكيها لكم رفعت بالتفصيل..
وتناول رفعت السماعة وشرع يتساءل في لهفة:
=هل أنتم بخير جميعا؟.. كيف حال هويدا؟.. لقد كانت أمسية طويلة يا عادل.. طويلة حقا..
وحكى له كل شئ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: