كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق Empty
مُساهمةموضوع: 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق   10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 1:50 am

10- أسطورة لعنة الفرعون - الفصل الثامن

8- عودة الرعب..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ارتدى رفعت ثيابا سخيفة لكنها فعالة.. فوضع على أنفه قناعا واقيا من الغازات وعلى يديه قفازين.. ثم أحضر جهاز شفط غبار وعداد جايجر لقياس الاشعاعات التي يحتمل وجودها.. لقد كان حذرا والحق يقال لكنني أومن أن التفسير المادي العقلاني لهذه الأحداث غير وارد.. وهو أشبه بمحاولة منع الحسد باستعمال مرشح للأشعة تحت الحمراء!.. كان يحاول استبعاد كل احتمال آخر بحيث إذا أصابه مكروه غدا جليا لنا أن لعنة الفراعنة هي السبب.. وهو أسلوب علمي صحيح في التجريب يقوم على تثبيت كل العوامل عدا العامل المراد اختباره.. إن هذا الرجل يملك عقلا منتظما لكني لا أحبه كثيرا.. وهذا ذنبي لا ذنبه..
*******************
بعد دقائق من الانتظار المرعب سمعنا صوت جسد يسقط داخل القاعة ولم تكن عندنا تفسيرات عديدة.. كل ما هنالك أننا نسينا حذرنا واندفعنا لداخل القاعة لنجد محمد رجب ممددا على الأرض في حين كان د.رفعت -ذلك المخبول- يواصل وضع عيناته في حقيبته بلا مبالاة حقيقية.. بل إنه بدا مغتاظا من الموقف كله وقال إن كل ما هنالك مجرد حساسية مفرطة من محمد رجب.. وغادر المكان ونحن معه.. في مكتبي جاءني د.رفعت وأخبرني وهو يرشف القهوة أن المومياء بلا أحشاء.. أليس هذا عجيبا؟.. مومياء من الأسرة السادسة بلا أحشاء!.. ولم نكن قد وجدنا أية أوعية كانوبية في المقبرة وهذا يعني أنه لا تفسير هنالك.. كان التساؤل يدوي في دهاليز عقلي لكن د.رفعت غير المتخصص لم يعلق أهمية كبيرة على الموضوع واعتبره نوعا من التحذلق.. أمسكت بسماعة الهاتف وطلبت د.شاكر في معامل وزارة الصحة كي ينتظر العينات التي سنرسلها له من أجل فحصها بدقة وإجراء قائمة طويلة من البحوث التي طلبها د.رفعت إسماعيل.. وكان هذا الأخير يدخن بإفراط غير مبال بفداحة هذه الجراحة التي مارسها منذ دقائق.. لهذا حاولت أن أفزعه.. حدثته عن الأيام السوداء التي تنتظره وعن الرعب الذي يهون الموت معه.. لكنه لم ينفعل.. وانصرف لأنه ذاهب ليلقى خطيبته.. ما هي نفسية الرجل الذي يبدأ يومه باستفزاز شيطان فرعوني وينهيه بجلسة رومانسية مع خطيبته؟!.. إما أنه شجاع جدا.. أو أحمق جدا..
*****************
عدت لداري وجلست أشاهد التلفزيون مع زوجتي.. كنت أرمق الشاشة بنصف عين وأنا أقلب صفحات بعض مراجع المصريات علني أجد ما ينير لي الطريق ولو قليلا.. غريب هو شغف الفراعنة بالملينات واستعمال الحقن الشرجية تلك التي تعلموها من طائر أبو محجن الذي يمارس هذه العملية بانتظام مستعملا منقاره.. كانوا يؤمنون أن منبع الأمراض والأرواح الشريرة هو الأحشاء وأن عملية التخلص من الفضلات هي نوع من التطهر.. و.. "إن الذي يكمن الشر في أحشائه.." هذه هي العبارة المريعة التي وجدناها في القبر.. وهي ليست استعارة أدبية إذن بل هي الحقيقة.. ولهذا انتزعوا أحشاء ذلك الفرعون بعيدا عن مومياته لأنهم ظنوا او أدركوا أن الشر الذي حرك حياته كلها كان كامنا في أحشائه.. ولهذا لم نجد أية أوعية كانوبية في المقبرة لأنهم دفنوا الأحشاء بعيدا في الصحراء او أحرقوها أو رموها للتماسيح.. كانوا يمقتون الفرعون لكنهم لم يجرؤوا على التخلص من جثته لذا دفنوه كأجداده بطريقة محترمة.. فقط غطوا الشئ الوحيد الذي يحميهم منه ومن شره.. وإنني لأجسر على القول إنهم كانوا مخطئين.. فهذا الاحتياط لم يمنعه من قتل اللص والعلماء الخمسة.. لقد كان الفراعنة حريصين على حماية موتاهم لكنهم كانوا يفضلون طرقا أخرى غير الأساليب الشنيعة التي استخدمها ذلك الشرير.. كنت غارقا في هذه الخواطر حين دق جرس الهاتف فنهضت زوجتي لترد ثم عادت إلي حاملة بعض ثيابي لتنظفها بالفرشاة وقالت:
- يريدونك.. مكالمة لك..
نهضت لأرد متوقعا مصيبة ما.. لكن كان هذا هو صوت أحد مساعدي يبشرني بشئ جديد:
- وجدنا أوعيته الكانوبية!.. وهي قادمة الآن من الأقصر..
- أوعية من؟..
- أخيروم طبعا..
شعرت بالشعر ينتصب على مرفقي والثلج يتكاثف أسفل عمودي الفقري..
- كـ..كيف؟..
- قبر صغير جدا جوار القبر الأصلي وكان يحوي وعاءين عليهما نقوش عديدة وصور لـ(ست)وتحذيرات لا تنتهي ولعنات تنهال فوق رءوسنا..
- وهل فتحتم الوعاءين؟..
- لسنا من هواة هذه الأشياء..
- إذن لا تفتحوهما.. ممنوع.. تأكد من سلامتهما وبعدهما عن الشروخ..
- لك هذا.. ولكن لماذا؟..
- هي قصة طويلة.. فقط افعل ما أقول..
ثم وضعت السماعة وعدت لزوجتي طالبا منها إعداد ثياب الخروج حيث إنني قررت الذهاب فورا لرؤية هذين الوعاءين.. قالت وهي تنظف البدلة ملتقطة شيئا ما بين إبهامها والسبابة:
- هو ذا الدليل على أن لك زوجة ثانية دون علمي..
- حقا؟..
- وهي تعمل في مصنع سكر..
ووضعت ذلك الشئ في كفي.. مجرد بللورة صغيرة جدا كرقائق الثلج كانت عالقة بقماش البدلة الوبري وكان هناك الكثير منها.. لا أذكر أين وكيف التصقت هذه الأشياء بي لكنه لم يحدث حتما في مصنع سكر..
- ليكن.. والآن أعدي ثيابي لأني ذاهب للقاء زوجتي الثالثة التي تعمل في مدبغة..
شرعت تساعدني في ارتداء بذلتي ثم طلبت مني ألا أتأخر..
- لماذا؟..
- لأن الليلة عيد زواجنا..
**********************
- هل ستفتحه الآن..؟
قالها مساعدي وهو يتأمل أحد الوعاءين في شغف.. كأن الأحمق يتحدث عن جرة مليئة بالشوكولاتة.. لم أرد عليه برد لاذع لأني كنت مشغولا في تأمل النقوش باحثا عن الرمز إياه.. نعم.. هاهو ذا من جديد: الذي يكمن الشر في أحشائه سيفعل بكم كذا وكذا.. إن كهنة آمون والحق يقال لم يتركوا فرصة لكي يزعم أحدنا أنه لم يقرأ التحذير.. لقد أدوا واجبهم على خير صورة ومن يتجاهل التحذيرات بعد هذا إنما هو يفعل ذلك على مسئوليته الخاصة..
- هل نفتحها الآن؟..
كرر السؤال في إلحاح فهززت رأسي:
- ربما كان من الحكمة أن ننتظر رأي ذلك الطبيب هاوي الأشباح..
- لكنه مجرد مدع ولا يفقه شيئا في التاريخ الفرعوني..
قالها في اشمئزاز فرددت دون اقتناع بما أقول:
- ليس سيئا إلى هذا الحد..ثم إنه لا يعبأ كثيرا بالخوف من هذه الأشياء..
- لأنه لا يعرف ما نعرفه..
نظرت له في اهتمام ورددت عبارته مفكرا..
- نعم..هو لا يعرف ما نعرفه..
ولكن ما الذي نعرفه نحن؟.. ها هي ذي الشمعة يترقرق لهبها مع أنفاسنا حين جلست أنا وزوجتي أمام التورتة الصغيرة التي أعدتها لحفلنا المتواضع.. عامنا العاشر.. دون أطفال ودون أحداث هامة لكننا سعيدان.. ولم تزل شمعة الحب مشتعلة.. صحيح أنها لم تعد ذلك البركان الملتهب القديم لكنها غدت شعلة هادئة منتظمة تمنحنا الانتعاش والدفء.. في رقة همست حبيبتي الصغيرة رغم أنها اليوم في الأربعين من العمر:
- ألم تملني بعد؟..
- حين تمل الزهور زيارة الربيع.. سأملك أنا..
- لم أمنحك أطفالا..
- الشمس لا تنجب شموسا..
- لم أ......
رررررررررررررن.. اللعنة!.. جرس الهاتف يدوي ناخرا في طرف أعصابي فهرعت لأرد متأكدا هذه المرة أن في الأمر كارثة..
- لقد مات محمد رجب!!
لم أدر للحظة ما أقول وما أفعل ثم ابتعلت ريقي:
- من يتكلم؟..
- ياله من سؤال..! اللواء مراد طبعا..
- ومن مات؟..
- محمد رجب..منذ ساعتين..!
ثم إنه شرع يحكي لي القصة الكاملة وهي بالطبع تتلخص في أن امرأته غادرت الدار مع أطفاله للنزهة.. وتقول إنه كان بصحة جيدة.. لم يعان من إرهاق ولم يطلب كوب ماء كعادة المتوفين بل تركته يقهقه ضاحكا أمام التليفزيون يشاهد فيلما لإسماعيل ياسين.. وحين عادت كان جالسا في نفس المقعد ونفس الجلسة يحدق باهتمام في حوار ممل عن اقتصاد زامبيا في الستينات الأمر الذي أثار ريبتها.. وحين تفحصت حالته بدقة أدركت أنه لم يعد في عالمنا.. ومن السخف أن نفترض أنه مات من الملل أو من شدة مقته لزامبيا.. لقد تحرك الفرعون للمرة الثانية ولكن بسرعة غير عادية.. سرعة لم نتوقعها أبدا.. لقد كان هذا الفتى بيننا صباح اليوم يثرثر عن أخيروم ويعاون د.رفعت في فحص المومياء.. والكارثة أن هذا الأخير سيؤكد لي أن إغماء محمد رجب لم يكن نذيرا بوفاته.. وسيحدثني عن العصب الحائر ويرطن بعدة مصطلحات لاتينية لا أفهم منها شيئا.. ولن أجرؤ وقتها على اتهامه بالافتقار للبراعة.. ولكن.. بمناسبة رفعت.. هل هو على ما يرام؟.. أنا أعرف أنه يعيش وحيدا وهذا يعني أنه صيد سهل ثم هو المرشح رقم واحد في قائمة المطرودين من عالمنا.. أدرت القرص كالمعتوهين وانتظرت فلم أسمع سوى صوت رنين الجرس يدوي في شقته الخالية.. نسيت أنه مع خطيبته التي لم أكن أعرف أنها تعيش في الاسكندرية.. لهذا واصلت طلب الرقم.. التاسعة.. العاشرة.. الحادية عشرة.. وهنا تذكرت.. هناك شخص ثالث يتصدر القائمة.. صحيح أنه لم يقلق راحة الفرعون لكن من أدراني أن أخيروم عادل إلى هذا الحد؟.. طلبت رقم نادر وانتظرت في قلق بضع ثوان حتى سمعت صوته المبحوح يرد فقلت له في هلع:
- نادر.. لقد هلك الأستاذ رجب.. لا تبق وحيدا.. أرجوك ألا تبق وحيدا..
قال في هلع يفوق هلعي بمراحل:
- د.رمزي.. هناك أشياء لا أفهمها..!..
- نعم.. نعم.. كل هذا غامض..
- أنا أتحدث عن الفيلم.. الفيلم الذي قمت بتصويره..
- هل فسد؟..
- كلا.. لكنه أظهر أشياء غريبة..
وارتجف صوته:
- أشياء غريبة جدا..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثالث: الصديق
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: