كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة Empty
مُساهمةموضوع: 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة   10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة Emptyالخميس فبراير 01, 2018 12:37 pm

5- الهرب إلى لا مكان..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفق من إغمائك فإنك ستهزم الجميع.. لقد انتصر بتاح على خصومك فلا وجود لهم..
*************************
شرعت أجد السير بخطوات واسعة فوق الأسفلت.. كنت أستطيع الجري لكنني كنت أخشاه كما خشيت الصراخ من قبل لأنه سيستهلك قواي الجسدية والعصبية ويشعرني بذعر حقيقي.. ضوء مصابيح الشارع الذابلة وكلب أجرب يرمقني في حيرة وبعض القطط المشعثة تكف عن الشجار فوق كومة من القمامة وعيونها الواسعة تتساءل عما هنالك.. ليتني كنت أستطيع أن أخبرها.. ولحسن الحظ كان البقال عند الناصية يوشك على إغلاق حانوته.. عم جلال العجوز الطيب الذي اشتريت منه أقراص النعناع وأنا بعد طفلة.. وأشتري منه الحناء لشعري وأنا شابة.. البقال الذي ابتاع رفعت علبة السجائر من عنده منذ ربع ساعة.. دخلت الحانوت الآمن ممتقعة الوجه باردة الأطراف.. رائحة الجبن الرومي والزيتون والكحول.. ذلك الخليط المحبب للنفس والوجه الباسم المجعد لذلك الرجل الطيب..
-عم جلال..
- هل ذهب الدكتور يا بنيتي؟..
- نـ..نعم.. هل أجد عندك أ..مياها غازية..؟..
هز رأسه في حيرة:
- في هذا البرد؟.. ما دمت تريدين ذلك.. ولماذا جئت وحدك في ساعة كهذه..؟
ابتلعت ريقي وشرعت أحكي له مغامرتي القصيرة بصوت مرتجف وسياق مختل.. لكنه فهم فحوى القصة.. لذا احمر وجهه غضبا وأمسك بالسكين التي يقطع بها الجبن ملوحا:
- سأوصلك لدارك.. ودعي ابن الـ(..)هذا يحاول أن يعترض طريقك عندئذ لا يلومن إلا نفسه..
- إنه آت بنفسه!!
هكذا قاطعته وأنا أشير إلى الشارع المظلم خارج دائرة الضوء.. صرخت في هستيريا وأنا أرى ذلك الظل المخيف يتقدم في تؤدة من الحانوت ويداه في جيبه.. فلم أتمالك إلا أن أرتجف.. انتابت البقال العجوز حمى الشهامة فاندفع نحو القادم ملوحا بالسكين.. وأمسك به من قفاه وهو يسبه أقذع السباب..و..
-إنني أعرف كيف أتعامل مع أمثالك ممن يتسلون بإفزاع الأبرياء..
شرع الرجل يحاول التملص مرددا أنه لا يفهم وأن هناك خطأ ما.. لكن البقال كان متحمسا وهنا بدأت ابتسامة تغزو وجهي:
- أ..عم جابر.. ليس هذا هو الرجل..
- لكن الإجرام باد على وجهه!..
- لم أر وجهه وهو آت.. أما الآن فأراه..إنه زوج جارتنا.. وهو بالمناسبة مفتش تموين!..
شرع عم جابر يعتذر للرجل البرئ الذي جاء ليشتري علبة سجائر من الحانوت الوحيد المفتوح في هذه الساعة المتأخرة.. وشرع يؤكد للرجل أن من لا يعرفه يجهله وأنه لا مؤاخذة في حماية فتاة بريئة مثلي.. في كبرياء قال الرجل وهو يصلح من شأن ثيابه:
- إذا كنت ستضرب كل من يشتري علبة سجائر بالسكين فإنني لا أتوقع أن تروج تجارتك كثيرا!..
ثم دس ما اشتراه في جيبه وانصرف محنقا..
************************
لبضع دقائق ساد الصمت.. بدأ البقال العجوز يغلق المحل في تؤدة برغم نفاد صبري ثم إنه تأبط ذراعي كأب يصطحب ابنته إلى المدرسة في يومها الأول.. وقال لاهثا من شدة البرد:
- هيا بنا..
كان يرتجف..ويلهث..ويسعل.. حتى شعرت بشفقة حادة تجاهه.. سرنا معا ببطء شديد عدة خطوات متجهين لداري التي يعرفها جيدا.. وفجأة لمحت ذلك الرجل.. بالتأكيد هو هذه المرة.. كان يقف تحت أحد أعمدة الإضاءة ويداه معقودتان على صدره والظلال تغمر وجهه بنفس الأسلوب الذي رأيته على سلم دارنا..
- إنه هو هذه المرة..
قلتها وتصلب ذراعي وازدادت قبضتي إحكاما على الحقيبة..
- انتظري هنا..
قالها في حزم ثم سار في بطء مبالغ فيه نحو ذلك الخيال المتحدي.. سار حتى اقترب منه جدا.. ثم سمعت صوته الغاضب:
- أنت يا أستاذ.. كفاك هذا العبث واللعب بأعصاب الـ..
لماذا كف عن الكلام؟.. لماذا تصلبت نظراته على وجه الغريب؟.. لماذا يترنح؟.. لماذا يمسك صدره بيده؟.. بل والأدهى لماذا يسقط على الأرض؟!.. إن شيئا ما في وجه الغريب قد أصابه بهلع حقيقي.. هلع أودى بقلبه الواهن.. أو ربما هو نوع من التنويم المغناطيسي أو فقدان الوعي.. المهم في جميع الظروف أنني قد فقدت حارسي الوحيد.. يجب أن أهرب.. يجب!.. ولكن لأين؟.. شرعت أركض وأنا لا أسمع سوى صوت كعبي حذائي على الأسفلت المهشم.. كنت أرتدي معطفا لهذا لم يضايقني البرد كثيرا.. ثمة كلاب يستفزها ركضي فتعوي وتفكر في ملاحقتي لكنها لسبب لا أدريه تئن في رعب وتهرب هي الأخرى وذيولها بين أفخاذها.. لم أجرؤ على النظر خلفي.. لكني توقفت مرة واحدة وخلعت فردتي الحذاء.. وبغل شديد هشمت كعبيهما لأتمكن من الركض بسهولة أكثر.. فلم يعد هناك وقت للتأنق.. رفعت.. ليتك هنا لتفسر لي هذا الذي يحدث..
*************************
دخلت إحدى الحواري الجانبية وشرعت أعدو وأعدو.. المنزل الذي كتب على جداره بالطباشير رقم 12 هو منزل صديقتي هند.. المهم ألا يكون المدخل مغلقا.. الحمد لله إنه مفتوح.. المهم كذلك ألا أجد ذلك المجهول واقفا ينتظرني.. لا أدري كيف.. لكنني كنت قد فهمت تلقائيا أن الأمر يتجاوز حدود الماديات وأنه يتعلق بشئ ما.. شئ من وراء الطبيعة.. شئ هو أكثر غموضا من مجرد متسكع يلاحقني.. لكنه لم يكن هنالك.. شرعت أوسع الباب ضربا في هستيريا.. الدموع تتزاحم على خدي وصوت نشيجي يتعالى.. صوت مزلاج يفتح وباب الشقة القديم يئن كاشفا عن وجه أبيها وقد ارتدى جلباب النوم وخلفه امرأته تبسمل وتحوقل.. أخذت أردد عبارات مختلطة لم يفهموا منها سوى أن أمي تموت لكني استجمعت أنفاسي ما بين العبارات وأشرت لأسفل:
- رجل.. من شارعنا.. لم يكف.. البقال..
نظر الأب في حيرة إلى ابنته التي أحاطت كتفي بذراعها وأجلستني على المائدة في حين أحضرت أمها كوبا من الماء لي.. أخيرا استعدت قدرتي على الكلام فشرعت أحكي لهم القصة الكاملة منذ فارقت رفعت حتى وصلت لهنا..
- هل هو واقف؟..
- ربما..لـ..لا..أد..أدري..
اتجه الأب إلى النافذة وفتحها وأطل على الليل البهيم في الخارج..
- هل هو هذا الشخص يا بنيتي؟!..
نهضت في هلع واختلست نظرة إلى الحارة من فوق كتفه.. نعم.. كان هو.. واقفا معقود اليدين على صدره تحت أحد أعمدة الإضاءة كعادته.. إنه يفضل الإضاءة القادمة من أعلى لأنها تخفي وجهه وسط الظلال..
- هو يا عمي.. هو..
أغلق الأب النافذة.. وعالج أزرار الجلباب الذي يرتديه ليخلعه وهو يغمغم بشئ عن النزول لمواجهة ذلك الوغد ومعرفة ما يريد بالضبط.. وطلب من امرأته أن تناوله يد الهون من المطبخ لتكون سلاحا عفويا.. إلا أنني تشبثت به في لوعة:
- كلا.. أرجوك!.. أنت لم تر ما أصاب البقال حين رآه..
- ولكن..
- أرجوك!.. أنا هنا في مأمن.. فقط دعوني معكم حتى الصباح..
بدا عليه شئ من الارتياح.. فهو ولا ألومه لم يكن راغبا في أن يخوض هذا الموقف.. كما أنه لم يكن يملك جهاز هاتف يطلب به البوليس..
- وأمك؟.. كيف نخبرها؟..
- دعها.. فهي لن تعاني خطرا سوى القلق لكنها ستغفر لي كل شئ في الصباح حين تعرف ما حدث..
وهكذا.. قدمت لي أم هند بعض ساندوتشات الجبن وكوب شاي ثم أحضرت لي هند قميص نوم من قمصانها وقادتني إلى حجرة النوم وهي تبدي المرح وتثرثر وتسألني في خبث عن رفعت.. وعلى الفراش تربعت.. وشرعت تريني ألبوم صور خطبتها.. وتنتقد هذه الفتاة وتلك المرأة في حين كنت شاردة الذهن تماما..
ثعابين القلق تنهش قلبي.. وأنت تفهمين ذلك يا أختاه.. كيف تشعر أمي وماذا تقول في هذه اللحظات إذ تأخرت ابنتها الوحيدة الباقية معها في العودة للدار حتى الثالثة بعد منتصف الليل؟.. مسكين أنت يا رفعت!.. ستكون أنت المتهم الأول في قضية تأخري.. ولم أكن أعرف أن أمي لم تضع وقتا.. لقد اتصلت بعادل وسهام في دارهما وشرعت تولول من ثم أطلق عادل عبارات السباب قائلا إنه ما كان يجب أن يثق بمعتوه مثل رفعت هذا.. أما سهام فقد قالت إن عينها اليسرى تختلج منذ أيام ثلاثة.. وأن في هذا دليلا لا يدحض على أنني قد مت او على أفضل الاحتمالات أحتضر في مستشفى ما.. وقد نزل عادل يجوب المدينة بسيارته.. فهو لم يكن يعرف عناوين صديقاتي ولا أين يقضي رفعت ليلته.. بل إنه استعان بعشرة مخبرين أشداء من مديرية الأمن كي يفتشوا عني تحت كل حجر في المدينة وفوق كل منضدة تشريح وكل سرير مستشفى.. كل هذا وأنا جالسة على الفراش أصغي لثرثرة هند!..
****************************
استيقظت في الساعة العاشرة من صباح الجمعة.. أصابني الهلع ووثبت من الفراش كالملسوعة لأرتدي ثيابي وأحمل حقيبتي جارية إلى الخارج.. وفي الصالة وجدت الأسرة الصغيرة جالسة على مائدة الطعام تتناول الإفطار.. وقد أشرقت وجوههم بالمودة والانتعاش..
- هلمي يا بنيتي.. اغسلي وجهك ثم تناولي إفطارك..
- لكني تأخرت..
قال الأب وهو يرشف بقايا كوب الشاي ويطالع عناوين الجريدة:
- لن تخرجي دون إفطار.. أنا سأوصلك لدارك بنفسي..
وهكذا دخلت الحمام وغسلت وجهي أمام المرآة.. يالتقاطيعي المنهكة وجفوني المنتفخة!.. لقد كانت أحداث الليلة الماضية عصيبة حقا..لا أراكن الله ليلة كهذه يا صديقاتي.. عدت للمائدة وجلست.. وكانت هند تهرس لي بعض الفول في طبق.. ثم أضافت بعض الفول وقالت:
- نمت كثيرا..
- كلوح من الخشب.. وإنني لأشكركم بشدة..
وشرعت ألتهم الفول في اشتهاء على حين داعبت أنفي رائحة البخور الزكية قادمة من المطبخ حيث كانت أم هند تعده.. ومن بعيد ترامت لأذني أصوات تلاوة القرآن استعدادا لصلاة الجمعة.. ما أطيب الأسرة المصرية وما أعذبها..! نظر لي والد هند من فوق إطار منظاره متسائلا:
- هيا بنا؟..
- إذا سمحت..
وقبلت هند وأمها التي حرصت على تحميلي ألف سلام للحاجة مع توصية لي بسرعة إتمام الزفاف حتى لا أكون وحيدا أبدا مرة أخرى ثم سرت وراء الأب عائدة لداري.. وفي ضوء النهار بدت لي الحارة مكانا باسما ولطيفا إلى أقصى حد.. شئ صغير أثار انتباهي.. هو أنه أسفل عمود النور.. عمود النور الذي كان الغريب واقفا تحته ليلة أمس.. كانت هناك جثة كلب.. كلب تقلصت ملامحه كأنما كان يعاني أعتى الآلام لحظة احتضاره.. وعلى بعد خطوات تناثرت أربع جثث لأربعة فئران..
- ما الذي قتل هذا الكلب؟..
تساءل الأب وهو يرمق الجثة في حيرة إلا أن هذا السؤال بدا لي سخيفا.. سخيفا إلى حد لا يوصف..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: