كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة Empty
مُساهمةموضوع: 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة   10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة Emptyالخميس فبراير 01, 2018 12:37 pm

4- بداية جديدة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت هويدا:
- كان رقيقا كالحلم.. غامضا كالليل.. حزينا كالغروب.. وكان يحبني..
********************
في البدء قابلته عند شقيقتي سهام في دارها.. وكانت قد أخبرتني بعض الأشياء عنه منها أنه في الأربعين من عمره وأنه صديق عادل زوجها منذ سنى الصبا الأولى وأنه خارج من قصة حب فاشلة مع فتاة اسكتلندية حمقاء.. وهناك رأيته ودرست ملامحه - بالطبع دون أن يلاحظ ذلك - وكان على شئ من الوسامة ليس قبيحا وليس فاتنا.. ثمة حزن عميق في عينيه الذابلتين خلف منظاره وتجاعيد مريرة على جانبي فمه وعلى جبينه الحكيم وكان شعر رأسه قد زال أو كاد مما أكسبه لمحة أبوية محببة للنفس.. بالطبع لم يكن أبدا فارس أحلام ولن يكونه أبدا.. لكنه زوج.. وزوج مخلص بطبعه.. وبلمحة لطيفة دعاه عادل إلى اصطحابي لمنزلي وهي الدعوة التي قبلها عن طيب خاطر.. طيلة طريق العودة للدار كان صامتا لكني كنت أشعر بألف قصيدة وألف عبارة غزل وألف حلم يصطرع على لسانه وكان يدخن بشراهة حقة.. لم أدعه يوصلني للدار نفسها بل لمدخل الشارع لأنني خجلت من أن يرى بيئتي المتواضعة على الأقل ليس في المرة الأولى.. وبعد هذا قابلته في معرض لمثال قاهري اسمه عزت والحق أقول إنني لم أكن أعرف مطلقا أن هذا ال(عزت) هو جاره ولقد دعاني عادل إلى حضور المعرض معه وأخبرني أننا حتما ملاقيان رفعت هناك.. لست مهتمة يا صديقاتي.. صدقيني يا أختاه.. لا أريد شيئا منك سوى أن تساعديني في التزين وأن تقرضيني أفضل ثيابك وأن تلاحظي بعين منتقدة كل صغيرة وكبيرة في مظهري.. أنا لا أعبأ به يا بنات.. حتى وهو يقطع حديثه مع المثال لتلتمع عيناه انبهارا.. ويصافح عادل في حماس ويبدأ في الثرثرة عن مايكل أنجلو وأوجست رودان ولم أكن أهتم بموضوع حديثه أبدا لكنني أحسنت الإصغاء واستمتعت بكل حرف.. ومنذ هذه اللحظة أدركت أننا سنتزوج.. حذرني عادل - وياله من أخ كريم - من أن رفعت هذا كثير الأسفار غريب الأطوار.. وأن له اهتماما حميما بقصص الرعب التي كانت أمهاتنا تحكيها لنا ونحن بعد أطفال.. لهذا لم أقلق كثيرا حين تركني وسافر للولايات المتحدة.. ولم تفزعني رحلته المفاجئة إلى اليونان.. ولم تثر حفيظتي جولته في ليبيا.. ما دامت خطاباته الرقيقة وبطاقاته تصلني من كل مكان يذهب إليه.. الحق أقول يا صديقاتي إنه تبدل كثيرا.. ازدادت خصلات الشعر الأشيب في رأسه وتضاعفت تجاعيده وانعكست نظرة عجيبة في عينيه بدلا من نظرة الحزن العتيدة.. نظرة رعب.. نظرة قط حبيس يتوسل كي نفتح له الباب.. وقالت لي شقيقتي وهي تغرس بعض الدبابيس في جدائلي:
- لقد حان الوقت..
- وقت ماذا؟..
- لقد طالت القصة أكثر من اللازم..
- أية قصة؟..
- أسطورة العاشق المتردد..
شعرت شيئا من الخشونة في يدها وهي تعتصر خصلات شعري فقلت:
- يبدو خائفا من الارتباط..
قالت وهي تخرج من بين شفتيها دبوسا آخر:
- إن الرجال أطفال كبار وهم لا يتزوجون أبدا ما لم يطلب أحد ذلك منهم ..
- وتريدين أن أطلب؟..
قالت في دهاء:
- ضعيه أمام مفترق الطرق.. إما أن يطلب يدك وإما أن يكف عن إرسال الخطابات والتودد..
وقد كان يا أختاه.. لقد كانت ليلة شبيهة بالحلم في دار أختي يحف بنا أطفال وسيمو الوجوه كالملائكة وخاتمه الذهبي يغفو كالرضيع حول إصبعي.. وبدأت أعرفه أكثر.. وبدأت زياراته تأخذ طابعا منتظما في داري التي لم أعد أرغب في ألا يراها ورفقه بأمي العجوز الطيبة.. ومودته المهذبة.. شئ واحد ضايقني فيه.. هو لم يكن يحسن التعبير عن عواطفه ولم يكن يملك سوى سيل لا ينتهي من القصص الشنيعة عن مومياء مصاص الدماء والنداهة ورأس الشيطانة اليونانية التي تحيل البشر إلى رخام..
كنت أصغي له متظاهرة بالاهتمام.. لكن ما إن يجن الليل حتى تحتشد الأشباح في غرفة نومي وأمضي الليل جالسة في الفراش متكورة على نفسي ألعنه في سري.. لقد صارت هذه القصص جزءا أساسيا من شخصيته.. حتى أنني في أوقات عدة كنت أشعر أنه هو نفسه كائن شيطاني من تلك الكائنات التي يتحدث عنها.. أما الشئ الآخر الذي ضايقني فهو سخريته المريرة.. كان يسخر من كل شئ ويرى في كل موقف مثير تكرارا لا يخلو من الإملال.. لهذا كنت أسأله في حيرة:
- لماذا تتعامل مع الناس كأنهم دعابة سخيفة سمعتها مرارا؟..
=لأنهم كذلك!..
ثم يشعل سيجارة أخرى ويقول:
- كل كلامهم قيل من قبل وكل حوادث حياتهم وقعت من قبل.. لكنهم نسوا..
فيما عدا ذلك.. أعتقد أن رفعت إسماعيل لم يكن بهذا السوء..
*************************
حين صارحته برأيي في كلامه عن مصاصي الدماء لم يبد سعيدا جدا لأنه كان يحسب بداهة أنني أحب هذا الحديث.. كنا جالسين في الكافتريا نحسو الكاكاو.. بينما سيجارته التي لا تفارقه تبعث سمومها ما بين أصابعه لهذا رأيت أن أتخذ خطوة إيجابية ما.. مددت يدي إلى علبة سجائره وأخفيتها في حقيبتي.. وقلت بلهجة مرحة محاولة تهدئة مناخ التوتر:
- سأكون حارسة صحتك.. ولن تجرؤ على الاعتراض..
وإزاء نظرته النارية نحوي اقترحت عليه أن نذهب للسينما.. لقد بدا لي ذلك شاعريا وسط العواصف ونذائر الأمطار أن نجوب الدروب معا وأن نجلس وحيدين في قاعة السينما الدافئة نرمق الأحلام الملونة على الشاشة في حين يسودج الزمهرير الشوارع.. كان الفيلم من بطولة جيمس ستيورات ويتحدث عن مأمور قرية شجاع وسيم يحب مطربة حسناء لكن الهنود الحمر يخطفونها.. من ثم يصمم على استعادتها منهم ويطلق الكثير من الرصاص من أجلها.. لكم تمنيت لو أن رفعت يملك عشر -مجرد عشر- قوة وشجاعة ووسامة ورقة ذلك المأمور لكنه ازداد تعاسة حين صارحته بهذه الأمنية.. كان كثير الالتفات للخلف لسبب لا أدريه وفجأة دعاني للنهوض لننصرف مما أثار دهشتي.. لم أتصور أن تبلغ به الغيرة من بطل الفيلم هذا الحد المروع.. كنت أحسبه أنضج من ذلك..
- ولكن ماذا هنالك؟.. إنه لم ينقذ المغنية بعد..
قال كلاما لا أفهمه عن رجل يضايقه في الصف الخلفي وبالطبع لم أجد أحدا في ذلك الصف ولا في قاعة السينما كلها.. وهكذا واصلنا مشاهدة الفيلم وأنا شاردة الذهن أتساءل عما دهاه..
*********************
كان البرد ينخر عظامنا حين مضينا عائدين إلى داري وكان هو متعكر المزاج إلى حد لا يصدق.. إلا أنه لم ينس -في تحد واضح لي- أن يبتاع علبة سجائر من بقال لم يغلق محله بعد في هذه الساعة المتأخرة من الليل.. وأمام باب العمارة حياني وتمنى لي أمسية طيبة..
- ألن تصعد قليلا لتحسو بعض الشاي..؟
=نعم.. إن الوقت متأخر..
- على الأقل لتودع أمي..
=أبلغيها سلامي.. إن لدي من الأسباب ما يحتم سفري في التاسعة من صباح الغد وهو وقت مبكر جدا بالنسبة ليوم الجمعة..
في حنان سألته:
- نفس البنسيون..؟
=لا يوجد غيره..
- أعدك أنك ستنعم بالاستقرار أيها العزيز.. قريبا جدا..
هز رأسه في رقة ووقف على الباب ينتظرني حتى أصعد درجات السلم في ضوء المدخل الخافت ثم لم أعد أراه فأدركت أنه انصرف..
**********************
تقع شقتي في الطابق الثالث ولما كانت البناية من طراز قديم فإن الطوابق مرتفعة جدا وعدد الدرجات المتآكلة للدرج لا نهائي.. شرعت أعبث في حقيبتي باحثة عن المفتاح ثم إنني رفعت رأسي ببطء لأرى.. كان هناك رجل متشح بالظل يقف على قمة السلم عند الطابق الثالث وقد عقد يديه على صدره في صبر كأنه ينتظرني.. من هو؟.. هل هو أحد الجيران؟.. مستحيل.. فليس الوقوف على سلم في منتصف الليل من ديدنهم.. وماذا يبتغي بالضبط؟.. لم أكن قادرة على رؤية وجهه الغارق في الظلال لكن شيئا حدثني أنني يجب ألا أفعل.. رعب غامض غير مبرر سرى في عروقي وجعلني غير راغبة بأي حال في تمييز ملامح هذا الغريب.. كان قلبي يتواثب كالضفدع.. هل أصعد وليكن ما يكون؟.. مستحيل.. هل أصرخ؟.. ربما يكون الأمر كله غير ذي أهمية وعندئذ سأبدو للجيران جميعا حمقاء إلى حد لا يصدق وعلى كل حال فإن الصراخ سيذهب بالبقية الباقية من تعقلي.. إذن أهبط.. أهبط سريعا لألحق برفعت وأدعوه إلى أن يصعد السلم معي.. شرعت أنزل الدرجات مسرعة محاولة ألا أحطم كاحلي من جراء التواء كعب الحذاء العالي ولم أجرؤ قط على رفع عيني لأرى ما إذا كان ذلك الغريب قد شرع يهبط السلم خلفي أم لا.. هواء الليل البارد والشارع والأضواء الخلفية الحمراء لسيارة رفعت إذ تبتعد إلى مكان لا يمكن ان يسمعني منه.. يالك من غبي يا رفعت!.. يالك من معتوه.. لماذا لم تصعد معي؟.. لم يبق أمامي سوى إيقاظ جارتنا فتحية المقيمة بالطابق الأول كي توقظ بدورها ابنها الشبيه بالغوريللا هشام كي يصعد معي ليتفاهم بطريقته مع ذلك السيد الذي لا يجد شيئا يفعله سوى ترويع بنات الأسر الرقيقات.. إن هشام سيستمتع أيما استمتاع بضرب ذلك الوقح.. دخلت من مدخل البناية.. فوجدت نفس الهيكل المتشح بالظلام واقفا ينتظرني.. في بئر السلم هذه المرة..!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: