كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب Empty
مُساهمةموضوع: 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب   10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب Emptyالخميس فبراير 01, 2018 12:36 pm

3- الباب المغلق..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا قبلت؟.. لأن هناك شيئا اسمه الفضول.. وشيئا اسمه الحرج من الظهور بمظهر الجبناء.. وشيئا اسمه المسئولية العلمية.. وشيئا اسمه عمل الشئ لأنك لن تثق أبدا فيمن يفعله غيرك ولن ترتاح لاستنتاجاته.. أنا أعرف نفسي.. وعلى خلاف الآخرين لن أموت بهذه البساطة وإذا أنا هلكت لكان ذلك دليلا لا يدحض على وجود لعنة الفراعنة.. ذلك الدليل الذي لن أثق فيه كثيرا إذا ما كان المتوفي واحدا آخر.. أنتم تفهمونني.. أليس كذلك؟...
************************
صبيحة اليوم الحادي والعشرين من يناير.. أقف في ذلك المخزن الذي أعدوه جوار الأحمق الوحيد الذي قبل أن يساعدني في هذه المهمة.. الأستاذ محمد رجب.. بالطبع كان هناك عدد لا بأس به من الأشخاص المهمين ينتظرون بالخارج.. وكان هناك مصور شاب اسمه نادر يحمل كاميرا تصوير سينمائي صغيرة ويقف على بعد أمتار من موضعنا ليصور الجراحة كاملة.. أضأت الكشاف القوي الذي أعدوه لنا.. ثم بدأت الإجراءات الاحتياطية التي أعددت لها في صبر.. قمت بالدوران حول التابوت بعداد جايجر للتأكد من عدم وجود إشعاعات نووية وهو احتمال وارد.. ثم قمت بتشغيل جهاز شفط الغبار حتى لا يتسرب شئ ما إلى رئتي في أثناء الفحص.. بعد ذلك ارتديت قفازين ووضعت قناعا لا كأقنعة الجراحين ولكن من الأقنعة المضادة للغازات وبهذا لم يبق سوى شئ واحد لم أضع له حسابا بعد.. السحر الأسود.. سحر الكهنة.. وحتى في هذا الصدد تلوت بعض آيات قرآنية.. وبمجرد أن فرغت شعرت بالثقة تفعم روحي..
****************
في تؤدة أزحنا غطاء التابوت.. كان من سبقونا قد قاموا بانتزاع الزخارف المذهبة الخارجية لهذا كان من السهل أن نرى مومياء الملك لا تسترها سوى لفائف حريرية وقناع ذهبي شبيه بقناع توت عنخ آمون فيما عدا أن ملامحه كانت تفتقر للبراءة والسلام اللذين تعكسهما ملامح توت عنخ آمون.. وببطء شديد تناولت المبضع وقمت بعمل شق صغير في طبقات الكفن ثم شرعنا نزيح طبقاته المتآكلة جانبا.. كانت مهمة بطيئة وقذرة لكننا قمنا بها عاثرين كالعادة على عشرات الحلي والمجوهرات بين طيات القماش مع عشرات التعاويذ لإله الشر عند الفراعنة.. أما ما أثار انتباهي فهو نوع من البللورات العجيبة متناثرة بلا نظام بين طيات النسيج.. بللورات دقيقة جدا كرقائق الثلج.. وأنا لا أفهم شيئا في الأحجار الكريمة لكني أعتقد أن هذه البللورات لا تمت لها بصلة.. رفعت عينا متسائلة نحو شريكي فهز رأسه بما يعني أنه لا يفهم ما هي بالضبط.. ومد إصبعين ليمسك واحدة منها متأملا.. التقطت بعض هذه البللورات بالجفت الجراحي ووضعتها في وريقة صغيرة جدا لأحللها فيما بعد أما الآن فالجزء الأكثر تعقيدا ينتظرنا ألا وهو انتزاع اللفائف عن جذع المومياء.. وجه محمد رجب يزداد اصفرارا.. يالك من أحمق!.. كان الجلد هشا رمادي اللون.. وقد قمت بأخذ عينة منه قمت بترقيمها.. ثم عدة عينات من الأوعية الدموية المتخثرة تحته وقمت بعمل عدة مسحات باكتريولوجية على أنابيب اختبار معقمة بحثا عن تلوث باكتيري..
=لا توجد أحشاء!..
قلتها في حيرة.. فقال وهو يغالب الغثيان والعرق يحتشد على جبينه:
- كان الفراعنة ينتزعون الأحشاء لأنها سريعة الفساد و.. ويضعونها في ما.. يسمى.. الـ.. الأوعية الكانوبية.. والقلب كانوا ينت.. ينتزعونه ويضـ.. يضعون مكانه جعرانا مقـ..مقدسا..هااه!
ثم استدرك في حيرة:
- الغريب هنا أن هذه المومياء من.. من الأسرة السادسة وعادة انتزا.. انتزاع الأحشاء.. اء.. تعود.. هاه.. للأسرة الـ.. ثانية عشرة..
=إذن كان المرحوم سابقا لعصره..
وهنا سمعت صوت السقوط.. فعلها الأحمق!.. لن أفهم أبدا كيف يسمح إنسان ناضج لنفسه بأن يفقد الوعي؟!.. خاصة في لحظات هامة كهذه.. انفتح الباب واندفع د.رمزي ومعه اثنان آخران وقد بدا عليهما الذعر وإن لم يجرؤا على الاقتراب أكثر.. وكذا فعل المصور.. وسألوني بصوت واحد:
- هل مات؟!..
قلت في لا مبالاة وأنا أضع عيناتي في حقيبتي:
=بالطبع لا.. كل ما في الأمر أن عصبه الحائر يعمل بكفاءة غير عادية..
- هل نطلب الإسعاف إذن؟..
=لا داعي لذلك.. سيفيق حالا وإذا لم يفق فإن حقنة أتروبين واحدة ستؤدي الغرض..
ثم إنني بدأت أعيد تغطية المومياء وأعدت التعاويذ والمجوهرات إلى مكانها.. ودعوت المصور الشاب كي يساعدني في تغطية التابوت.. ولما كنت قد أغلقت حقيبتي دسست الوريقة الصغيرة في علبة سجائري المصنوعة من الورق المقوى وانتزعت القفازين فألقيت بهما في دلو من الفورمالين مع أدواتي الجراحية ثم نهضت نحو ذلك الأبله المغشي عليه وبدأت ألطم خديه وأقرصهما مرارا حتى فتح عينيه.. وخرجت إلى مكتب د.رمزي حاملا الحقيبة.. أشعلت سيجارة وطلبت فنجان قهوة بلا سكر وبدأت أحكي له ما وجدناه.. وقد أبدى اهتماما غير عادي بموضوع عدم وجود أحشاء في مومياء من الأسرة السادسة (هؤلاء القوم يهتمون بتفاهات لا تنتهي)..
- إن كل ما يحيط بهذا الفرعون غريب وغير معتاد..
=وماذا عن التعاويذ الكثيرة التي وجدناها..؟
- كالعادة.. كلها تتحدث عن خراب بيت من يجرؤ على إقلاق راحة الفرعون.. الغريب هنا أنها جميعا تحمل صور ست إله الشر عند الفراعنة مع أنه من المعتاد أن تجد الكثير من صور أوزيريس..
وهنا دخل محمد الغرفة مترنحا وقد بدا عليه الإعياء الشديد جلس على مقعد في الركن يشرب المشروب الغازي الذي أحضروه له..
=أنت مرهف الحس يا صديقي..
- وأنت معدومه..
=شكرا..
قال د.رمزي وهو يدير قرص الهاتف:
- متى نتلقى ردك؟..
=ليس قبل أسبوعين.. سأقوم بتحليل دمه وأنسجته.. ثم أضع مزارعي في ظروف هوائية ولا هوائية.. ولابد من انتظار نمو البكتريا ثم إن هناك أبحاثا معقدة لمحاولة إنماء جراثيم الفطريات..
قال وهو يضع السماعة على أذنه منتظرا رد الطرف الآخر:
- كما قلنا لك.. السرية مطلقة.. سنضع معامل وزارة الصحة تحت تصرفك حتى لا يكون هناك مجال للأسئلة الفضولية في الجامعة.. و.. آلو!.. دكتور شاكر؟.. كيف حالك؟.. ستصلك العينات بعد ساعة.. شكرا..
ووضع السماعة ونظر لي:
- لم نعرف بعد رأيك المجرد في الأمر..
=ليس لي رأي.. وحتى هذه اللحظة لا يعرف العلم مرضا يسبب ما حدث لعلمائكم وذلك اللص..
- ربما هو مرض جديد؟..
=ربما.. وبذلك يكون لنا شرف نشر هذا المرض بعد أن ظل خافيا كل هذه القرون..
ابتسم د.رمزي في غموض.. وقال ضاغطا على كل حرف من كلامه:
- منذ اللحظة أنت المرشح رقم واحد لتكون الضحية التالية لهذه المومياء يا د.رفعت ولو سارت الأمور كما أتوقع فلن نجدك في عالمنا هذا بعد أسبوعين.. هل يثير هذا رعبك؟..
=إن هي إلا ميتة واحدة محددة التاريخ والأسلوب.. فإذا لم تحن ساعتي فلن تستطيع مومياوات الأسر كلها أن تؤذيني حتى ولو كانت أحشاؤها موجودة..
- أنت مصيب.. لكنك تنسى ما هو أشد قسوة من الموت.. الرعب!.. الرعب غير المبرر الذي يحيل حياتك جحيما ويجعلك تتمنى الموت ولا تناله.. الرعب يا صديقي..الرعب!..
**********************
مثلما يحدث في الأفلام السينمائية ظل صدى عبارته يتردد في دهاليز عقلي فيما أنا أقود سيارتي متجها إلى الاسكندرية.. الرعب يا صديقي.. الرعب!.. كان اليوم هو الخميس.. موعد زيارتي الأسبوعية لهويدا خطيبتي التعسة وكانت أضواء السيارات تتسابق في مرآتي.. والأزرق الحزين يزحف ببطء منذرا بحلول ليل الشتاء المبكر.. والهواء الرطب المكهرب يبشر بهطول أمطار رعدية.. وأم كلثوم تغني في المذياع.. الرعب يا صديقي..الرعب!..
- أيها الحمار!..
دوت الصيحة من سائق عربة كدت أصدمها وأنا أنحرف لليمين.. كنت شارد الذهن تماما إلا أن صيحته أعادتني لعالم الواقع.. ولم يكن هناك حمار آخر سواي بالطبع لذا تمالكت أعصابي وقبضت بحزم أكبر على عجلة القيادة.. يجب ألا أدع مجالا للمصادفة كي تربط بين مصرعي وبين تدنيس تابوت الفرعون أخيروم.. لن أنتهي كسطر آخر يضاف إلى الكتب التي تتحدث عن لعنة الفراعنة.. ولن أتحول إلى علامة استفهام أخرى تثير حيرة عالم يأتي بعد سنوات.. إذا مت فليكن ذلك لأن لعنة أخيروم تلاحقني وليس لأنني حمار كما يزعم ذلك السائق غير المتحضر.. الرعب يا صديقي..الرعب!.. تأملت الحقول المظلمة على الجانبين وخطر لي أن سفري بالسيارة كان مرهقا أكثر من اللازم.. ما هي مشكلة القطار؟.. كفر الزيات.. إيتاي البارود.. لن أنام.. إنني مرهق وقد كان يومي حافلا بحق.. لكني سأظل متيقظا.. يحتاج السيد أخيروم إلى قدرة هائلة كي يلاحقني في رحلتي السعيدة هذه.. إن هذه الفكرة تمنحني اطمئنانا حقيقيا.. إسكندرية أخيرا.. لقد وصلت.. عروس البحر التي أنهكني عشقها..
****************
- رفعت.. ألا تلاحظ أنك للمرة الألف تتكلم عن مصاصي الدماء؟..
قالتها هويدا في شئ من الاستنكار لي ونحن جالسان في تلك الكافتريا الدافئة نصغي لموسيقا التانجو ونحتسي الكاكاو..
=وماذا في ذلك؟.. إن الحديث عن مصاصي الدماء مسل و..
- لكنها المرة الألف..
قالتها وابتسمت في شئ من الحنان ومضت تفسر موقفها:
- ألا ترى أن كل هذا يفوق المألوف؟.. خطيب يأخذ خطيبته لأماكن شاعرية كي يحدثها عن مومياء دراكيولا وإصبع الرجل الذئب والنرويجي الذي التهمه ذلك الوحش الاسكتلندي بقضمة واحدة..
=لكنها قصص شيقة وأنا أحبها..
- والأسبوع الماضي حدثتني عن الموتى الذين يغادرون مقابرهم في جامايكا وعن حارس الكهوف الذي يهشم أعناق ضحاياه..و..
=إنها أجمل ذكرياتي..
صرخت بصوت أثار انتباه الجالسين جميعا وأرسل الدم حارا إلى أذني..
- لكني أكرهها!..وكلها تؤرق منامي!..
أشعلت سيجارة في عصبية وكدت أوجه لها بعض كلمات قاسية ثم عدلت عن ذلك واكتفيت بان دمدمت وانا أدفن وجهي في قدح الكاكاو:
=الحقيقة هي أنك مللت وجودي..
كنت أوشك أن أحكي لها مغامرة تشريح المومياء التي خضتها صباح اليوم لأثير إعجابها لكنها سكبت الماء البارد فوق نيران حماستي.. من السهل أن يمقت الرجل تلك الفتاة التي لا تهتم بما يهتم هو به.. قالت في شئ من الرقة:
- دخنت كثيرا..
=هكذا أنا..
مدت يدها إلى علبة سجائري وألقتها في حقيبتها أمام نظراتي المحتجة.. ذلك التصرف الذي لابد أن تمارسه أية خطيبة مع خطيبها حتى ولو كانت تحب رائحة التبغ وحتى لو كانت مدمنة تدخين.. لابد أن تقول ذات النصيحة التي صارت مقدسة عند أية خطيبة..
- سأكون حارسة صحتك.. ولن تجرؤ على الاعتراض.. والآن دعنا نذهب إلى السينما..
*****************
شرع الهنود الحمر يطلقون صرخاتهم المفزعة في حين وقف المأمور جيمس ستيوارت ثابت الجنان يفرغ رصاص بندقيته في صدورهم.. وبعد عدة طلقات بدا واضحا أنه قتل كل شخص في الفيلم بما فيه المخرج نفسه.. تثاءبت في سأم وعدت أشاهد الأحداث بنصف عين حين سمعتها تهمس في مسمعي:
- ليتك تكون مثله..!
=وأقتل الهنود؟..
- بل تكون شجاعا وسيما مثله..

كدت أرد عليها ردا يبكيها.. ثم وجدت أن التسامح شيمة الكرماء فقلت:
=سأحاول..أعدك بذلك.. ولكن غدا إن شاء الله..
ومضيت أتابع الأحداث في تعاسة.. أدرت وجهي لأرى الجالسين حولنا.. وكانوا قلة لأننا المخبولان الوحيدان اللذان يدخلان السينما في هذا الطقس المنذر بعاصفة.. وفي الصف الواقع خلفنا كان هناك رجل يجلس وحده ومعالم وجهه غير واضحة في الظلام.. ثمة شئ غريب في هذا الرجل.. برغم الظلام شبه الدامس كنت أرى حدود وجهه واتجاه نظراته.. هذا الرجل لم يكن ينظر للشاشة بتاتا بل كان يرمقنا بتركيز غير عادي.. قلت لنفسي إنه فضولي آخر يهمه اختلاس النظر لرجل وامرأة يتهامسان وعدت أتابع أحداث الفيلم شارد الذهن.. ثم أدرت رأسي نحوه بغتة.. كان يرمقنا بنفس الإصرار والتركيز.. إن هذا غريب.. غريب حقا.. إما أنني واهم - من فعل أعصابي المرهقة - وإما أنه وقح إلى درجة لا توصف أو هو مكلف بمراقبتنا من شخص لا أعرفه.. أو.. انفجر مخزن الديناميت -على الشاشة- وتناثر الهنود في الهواء.. انتهزت هذه الفرصة وأدرت رأسي سريعا تجاه الرجل لأرى وجهه في الوميض المنبعث من الشاشة.. فلم أجده..!.. متى انصرف؟.. كيف لم أشعر به؟.. وكيف غادر مقعده بهذه السرعة وتحسس موطئ قدميه في الظلام؟.. هناك شئ غير مريح في كل هذا..
- ماذا بك؟..
قالتها وهي تناولني بعض الكاراميل فلم أجب..
- أنت تغار من جيمس ستيوارت؟..
يالك من حمقاء!!.. ما زالت تذكر الموضوع وتحسب شرودي دليلا على الجرح العميق الذي أصابني حين تخلت عني من أجل جيمس ستيوارت!.. لهذا قلت لها وأنا أمتص قطعة الحلوى:
=أنا أغار من المأمور وليس من الممثل!..
- وما الفارق؟..
=الثاني يتظاهر بالشجاعة لكني واثق من أنه يموت خوفا لو أن فأرا متحمسا داعب قدمه..
ضحكتْ وضحكتُ وناولتني لوحا من الشيكولاتة وعادت تتابع الفيلم في شغف في حين ذبت أنا في مستنقع تشاؤمي الآسن مفكرا فيما عساه يحدث في الأيام القادمة.. وحين نظرت للوراء وجدت ذلك الرجل جالسا في نفس المقعد..!
=تعالي ننصرف..
- ولكن.. ماذا هنالك؟.. إنه لم ينقذ المغنية بعد..
=بالتأكيد سينقذها.. المهم الآن أن ننصرف لأنني لا أرتاح كثيرا لهذا الرجل الجالس خلفنا..
نظرت في خفة إلى الوراء ثم سألتني بحيرة:
- عن أي رجل تتحدث؟.. لا أحد في القاعة سوانا..!!..
********************
على سلم دارها صافحتها.. فشكرتني على الأمسية ودعتني كي أصعد قليلا لأشرب قدحا من الشاي وأحيي والدتها -حماتي المقبلة- فاعتذرت لها بأن الوقت متأخر وأنني يجب أن أعود إلى القاهرة في ساعة مبكرة من صباح الجمعة.. ووعدتها بأمسية أفضل في الأسبوع القادم.. وما إن سمعت قرعات كعبيها المنتظمة على درجات السلم حتى واربت باب العمارة وعدت لسيارتي متجها إلى ذلك البنسيون الذي اعتدت أن أقضي فيه ليالي الخميس منذ خطبتها.. إن إقامتنا متباعدين لمشكلة لكنني كنت آمل بعد الزواج أن تنتقل لتعيش معي في القاهرة خاصة وأمها العجوز تنعم بصحة لا بأس بها ولن تكون ثمة مشكلة في تركها بالاسكندرية قريبة من ابنتها الأخرى سهام وعادل صديقي الذي أقحمني في كل هذا.. وفي ساعة مبكرة من صباح الجمعة عدت أشق طريقي عائدا إلى القاهرة..
*********************
وكأنما كان بانتظاري.. ما إن فتحت باب الشقة حتى دوى رنين الهاتف.. ذلك الرنين المتقطع المتحمس الذي يدل على أن صاحبه يموت قلقا.. رفعت السماعة بتؤدة وأخبرت الطرف الآخر أنه آلو..
- د.رفعت!..أخيرا!..
كان هذا الصوت مألوفا لكني لم أعرف في البدء من هو..
- أنا رمزي.. رمزي حبيب..
=آه!.. كيف حالك يا دكتور؟..
- أين كنت طيلة الليل؟!..
-في سفر..ولكن ماذا حدث؟..
هل أنا واهم أم أن هذا الصمت متعمد منه؟.. لحظات كالدهر لا أسمع سوى أنفاسه ومن بعيد صوت تلاوة قرآن الجمعة استعدادا للصلاة..
=د.رمزي..ماذا حدث؟..
تنهد في شئ من الحرج وقال:
- الأستاذ محمد رجب..
قلت بصوت كالبكاء وقد أدركت ما هنالك:
=مات؟..
- نفس الوفاة الغامضة.. خرجت زوجته مع أطفاله للنزهة وحين عادت كان جالسا أمام التليفزيون في نفس الوضع الذي تركته فيه ولكن..
أنا لا أفهم شيئا.. لا أفهم حرفا.. بنفس الأسلوب وبهذه السرعة؟.. ذلك الشاب المتحمس الذي كان يثرثر عن أخيروم الأول ويتهمني بانعدام الحس.. اليوم هو جثة شاخصة البصر جافة الدماء.. ود.رمزي ما زال يتكلم:
- ..شرعي..وكالعادة لا شئ..
ثم سأل بشئ من التوتر:
- هل أنت مصغ..؟..
=بالتأكيد..
- إذن أتوسل إليك أن تكون حذرا.. لا تبق وحيدا لحظة.. لم لا تأتي لتمضية الأيام القادمة معي..؟
=شكرا لك.. لكن الحذر لا يمنع القدر..
ثم إنني وضعت السماعة.. واتجهت إلى المطبخ شارد الذهن فأعددت لنفسي بعض القهوة وكأي بيت مصري عريق في يوم الجمعة أشعلت بعض البخور ليعبق بخاره المحبب جو البيت.. ثم بدأت أستعد للصلاة في المسجد القريب حين دق جرس الهاتف اللعين مرة أخرى.. هذه المرة ذلك الرنين المتواصل الطويل العنيد الذي يدل على مصيبة قادمة من محافظة أخرى..
=آلو..
صوت عادل الحازم يصرخ:
- أين أنت عليك اللعنة؟!..
=يالها من تحية لصديق..
- أنا لا أمزح.. أين أخذت الفتاة؟!..
=أية فتاة..؟
- هويدا يا أحمق!.. هويدا!.. لقد قضينا أسود ليالي حياتنا وفي الفجر أرسلت عشرة من رجالي يبحثون عنك وعنها في كل مكان من المدينة دون جدوى.. وطلبتك هاهنا مرارا.. أين هي يا رفعت؟.. رفعت!.. أجب عن سؤالي..
السماعة متدلية على الأرض وصوت عادل المعدني يكرر صراخه:
- أين هي يا رفعت؟..رفعت؟!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: