كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب Empty
مُساهمةموضوع: 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب   10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب Emptyالخميس فبراير 01, 2018 12:35 pm

2- عن لعنة الفراعنة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"اخرج يا من تأتي في الظلام وتدخل خلسة.. هل أتيت لتقبل هذا الطفل؟.. لن أسمح لك بتقبيله.. هل أتيت لتأخذه؟.. لن أسمح لك بأخذه مني.. لقد حصنته منك بعشب أفيث الذي يؤلمك وبالبصل الذي يؤذيك وبالشهد حلو المذاق في فم الأحياء ومر في فم الأموات".. تعويذة فرعونية لحماية الطفل تنسب إلى إيزيس..
*********************************
=إذن وجدتم لحسن الحظ مقبرة مصاص دماء فرعوني!..
قلتها وأنا أرشف فنجان القهوة الذي قدموه لي جالسا على مائدة الاجتماعات الكبيرة متجاهلا حقيقة أن كل العيون ترمقني في فضول.. قال د.رمزي وهو يبتسم تلك الابتسامة المفتعلة:
- لم نزعم هذا لحظة يا د.رفعت.. إن وجود جثة غير متعفنة خالية من الدماء لا يعني بالبديهة وجود مصاص دماء.. فقط يعني وجود شئ غامض..
ثم إنه مد يده إلى ملف كبير.. وشرع يخرج منه بعض الصور ويضعها أمامي.. صور لمقبرة فرعونية ما ولتابوت جميل الشكل ولبعض وجوه الرجال الذين ينظرون للكاميرا باسمين ولجثة لص يبدو عليه الهلع.. ثم أخرج خمس صور صغيرة فعرفت على الفور كنهها..
- هذه هي صور العلماء الذين اجتمعوا منذ أيام معدودة على فتح التابوت.. وكلهم من خيرة علماء المصريات في مصر والعالم كله.. وكلهم هلكوا في ظروف غامضة..
=وعلى وجوههم نفس التعبير الغامض..؟..
- وعروقهم خاوية من الدم بنفس الأسلوب..
=ولهذا أبقيتم الأمر سرا..؟
- إن إحداث ذعر عام لن يفيد احدا..
ثم إنه التفت إلى أحد الضباط الجالسين معنا.. لم يكن يرتدي ثيابا عسكرية لكن نظراته الحادة وكتفيه العريضتين وكل شئ فيه قال إنه رجل أمن عتيد.. إن ملامحهم لا تتغير أبدا..
- الآن يحدثنا اللواء مراد عن الناحية الأمنية لما حدث..
هرش اللواء المذكور عنقه باحثا عن الكلمات المناسبة..ثم ابتسم وقال بصوت رصين:
- إن القصة كلها هي احتشاد فريد لعلامات الاستفهام.. فكل هؤلاء السادة اشتركوا في فحص المومياء حتى أن واحدا منهم هو الذي التقط هذه الصور التي رأيتها الآن.. ثم بعد ذلك يعودون لديارهم.. فماذا يحدث؟.. في حالتين كان العالم راهب علم يعيش وحيدا وفي الصباح تصل مدبرة المنزل أو شقيقة أحدهما لتجد المشهد الذي نتوقعه جميعا وفي الحالات الثلاث الأخرى كان العالم يدخل دورة المياه أو يبقى في الدار وحيدا أو يصحو في الليل ليخرج للشرفة.. ثم تأتي الزوجة لتجد نفس المشهد.. لا داعي طبعا للقول إننا لم نجد آثار أقدام ولا بصمات ولا شهودا على أي شئ.. لا آثار صراع ولا آثار سرقة..
=والطب الشرعي..؟
- لا شئ سوى ما قلناه.. لا آثار دماء في العروق لكن لا ثقوب في العنق إذا كان هذا ما يدور في ذهنك..
=وهل كان العلماء يعانون أمراضا ما؟..
- بالطبع لابد من بعض السكر البولي وارتفاع ضغط الدم.. إلخ.. وكلها أمراض عادية تلاحقنا جميعا.. لكننا كنا نجد دائما سيدة مذهولة دامعة العينين تردد دون هوادة أن الفقيد كان في أحسن حال ولم يشك قط..
=إذن لم يصب واحد بالحمى الشهيرة المصاحبة للعنة الفراعنة؟..
- لست خبيرا في النواحي الطبية لكنني أجزم بأن الإجابة هي النفي..
ارتفع صوت د.رمزي ضاحكا:
- إذن هأنتذا يا د.رفعت تتحدث أخيرا عن لعنة الفراعنة..
تساءلت في حيرة وأنا أشعل سيجارة:
=هل توجد طريقة أخرى للتفكير؟..
- هل تعرف شيئا عن لعنة الفراعنة هذه؟..
نظرت له..وشرد ذهني عبر الزمان والمكان..
*****************************
هل تعرف شيئا عن لعنة الفراعنة؟.. بالطبع أعرف.. ومن فينا لا يعرف؟.. على أنني في الأيام السوداء التي تلت لقائي بأسطورة دراكيولا عام1959 كنت أختبئ في شقتي بالدقي في غرفة نومي التي رصع بابها بحزم الثوم وكنت أتسلى بقراءة كل ما كتب عن لعنة الفراعنة.. ياله من مزاج ويالها من هواية.. ومع أكواب الشاي الأسود والسجائر بدأت أدرك أن لهذه الأسطورة الشنيعة -أسطورة لعنة الفراعنة- أصلا لابد أن يثير الجدل.. كيف بدأت هذه الأسطورة؟.. لقد هلك علماء آثار كثيرون لكن القصة لم تجد طريقها إلى الرأي العام إلا مع اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون على يدي كارتر ولورد كارنافون عام1922.. وبعد كفاح ستة أعوام كاملة.. "سيذبح الموت بجناحيه كل من يجرؤ على إزعاج مرقد الفرعون" "أنا حامي مقبرة الفرعون الذي يصد اللصوص مستعينا بلهيب الصحراء" هكذا أنذرتهما المقبرة بشكل لا يمكن إساءة فهمه.. لكنهما كانا مصرين.. مصرين إلى حد تجاهل كل هذه اللعنات.. مصرين إلى حد إخفاء هذه السطور بعيدا عن عمال الحفر حتى لا يصابوا بالذعر.. كانت المشكلة مع توت عنخ آمون هي أنه مات صغيرا جدا.. أصغر سنا من أن يحسن حماية مقبرته بنفسه ومن ثم تولى الكهنة هذه المهمة مستعملين أفضل ما لديهم من تقنيات سحرية وأرقى ما وصلته تكنولوجيا حماية المقابر في ذلك العصر الغابر.. هل تعرف شيئا عن لعنة الفراعنة؟.. بالطبع أعرف.. أعرف أن ثلاثة عشر شخصا ممن فتحوا المقبرة في احتفال رسمي قد هلكوا.. وكان أولهم اللورد كارنافون نفسه الذي بدأ يشعر بارتفاع مريب في درجة الحرارة مع رجفة قوية وظل الأطباء حائرين.. هل هي الملاريا؟.. أم تسمم دموي؟.. أم هو..؟ وفي منتصف الليل توفي اللورد في القاهرة.. والغريب أن التيار الكهربي قد قطع في جميع أنحاء القاهرة دون تفسير واضح في ذات لحظات الوفاة.. وبعد ذلك بدأ منجل الموت يحصد رؤوس من دنسوا المقبرة دون أن يترك تفسيرا واضحا لوفاتهم.. دائما تكون هناك تلك الحمى التي تحير الأطباء ثم الموت الذي يلي زيارة المقبرة مباشرة مما لا يدع مجالا واسعا لقوانين الصدفة.. وها هو ذا سكرتير كارتر الشاب يموت دون تفسير واضح.. ثم ينتحر أبوه حزنا عليه.. وفي أثناء تشييع جنازته يدوس الحصان الذي يجر عربة التابوت طفلا صغيرا فيقتله..!! هل تعرف لعنة الفراعنة..؟! حتما أعرفها.. حتى ولو لم أكن وقتها أعرف ما سيحدث بعد سنوات أربع للعالم الإنجليزي والتر إيمري الذي سيجد تمثالا لأوزوريس في أثناء بحثه في سقارة عن مقبرة المهندس الفرعوني العبقري إمنحتب.. وفي نفس الليلة يموت دون تفسير واضح أمام عيني مساعده المصري.. لكني بالتأكيد أعرف ما أصاب عالم المصريات شامبليون الذي فك رموز اللغة الهيروغلفية وتوفي في عمر الزهور دون تفسير بمجرد عودته من مصر.. وأعرف أن الطبيب العظيم تيودور بلهارس مكتشف البلهارسيا قد توفي بحمى عجيبة بعد يومين من زيارته للأقصر مع زوجة الدوق إرنست الأول.. وأعرف عشرات القصص المشابهة وكلها لشخصيات تلقى حتفها من جراء حمى غامضة مفاجئة مع هذيان ورجفة..على حين يردد كهنة آمون في خبث: "أفق من إغمائك فإنك ستهزم الجميع..لقد انتصر بتاح على خصومك فلا وجود لهم" ثم هلك الدكتور دوجلاس ديري والكيميائي ألفريد لوكاس بعد قيامهما بتشريح جثة الفرعون الذي توفي منذ 3300سنة.. هل تعرف لعنة الفراعنة؟.. بالطبع أعرفها..
********************************
ابتلعت ريقي ونظرت للدكتور رمزي ثم قلت:
=سمعت الكثير عنها..
- إننا بصدد نمط جديد منها.. فياله من مجد!..
=وماذا تريدون مني؟..
- ياله من سؤال!..
وانفجر ضاحكا حتى دمعت عيناه وأنزل النظارة من على مقدمة رأسه ليتمكن من القراءة بشكل أفضل وقال وهو يتأمل الملف المفتوح أمامه:
- نريد منك أن تنفي أو تثبت وجود مرض معد في هذه المومياء.. مرض يجفف الدماء في العروق ويحدث حالة ذعر وقتية..
نظر لي الأستاذ محمد رجب في فضول وتساءل:
- هل يوجد في تاريخ الطب مرض مماثل؟..
نظرت له ولم أرد..عاودني الشرود من جديد..
*********************************

منذ خمس سنوات كنت هناك.. في المؤتمر الذي عقده الدكتور عزالدين طه الأستاذ بجامعة القاهرة ولم يكن يعرفني لكنني كنت بين الجالسين أرهف السمع لنتائج بحث طويل مرهق قام به ذلك العالم الجليل بحثا عن سر لعنة الفراعنة.. وكان يؤكد أن فطر أسبرجيللاس نجرا الذي يعيش ويتكاثر بحرية تامة في المقابر الفرعونية ويصيب كل من يتعاملون في البرديات.. هذا الفطر كان هو السبب في رأيه وراء عدد لا بأس به من وفيات علماء الآثار.. كنت هناك.. وقد راقت لي دقته العلمية وهنأته بعد المؤتمر ووعدته بزيارات عدة لنناقش الموضوع أكثر ولم أكن أعرف أنها المرة الأخيرة.. لقد توفي إلى رحمة الله في حادث سيارة مروع بعد المؤتمر بوقت قصير.. ويظل السؤال بلا جواب.. تحدث العلماء عن الفطريات وعن السموم التي ربما نثرها الفراعنة في مقابرهم وعن البكتريا التي تنشط فوق جلد المومياوات المتحلل وعن الإشعاعات النووية الناجمة عن طبقة يورانيوم استخدمها الكهنة لدهان المقابر وعن الأشعة الكونية التي نشطوها لحماية مقابرهم.. لكن الباب ظل مغلقا يثير الرعب في القلوب لأنه ما من إنسان جرؤ على تهشيمه وما من إنسان وجد مفتاحه.. ولأنه..
***********************
=ما من مرض مماثل على قدر علمي..
قال لي د.رمزي في شئ من الجفاء..
- لكنك ستبحث عنه طبعا..
=هذا هو العلم.. لا تعليمات مسبقة ولا تحيزات.. التجريب هو المقياس الوحيد.. لقد كان العلماء في الماضي يجدون حلا لكل المشاكل في الكون في ثوان.. وإن آراء جالينوس وأرسطو لكافية للإجابة على كل سؤال تقريبا برغم أنها خطأ كلها أو أكثرها.. أما وقد بدأ عصر نهضة العقل وطرق التفكير العلمي المحكمة فإن ما نعرفه أقل بكثير لكنه دقيق وصائب..
- إن العلم الحديث هو الحقيقة المخيبة للآمال.. في حين كان العلم القديم هو الخيال الممتع.. إنه لشئ محزن أن يعرف المرء أن النحاس لا يتحول لذهب لكنها الحقيقة المحبطة..
=لكن العلم الحديث يعدك بأن تفعل ذلك يوما إذا كان عندك مدفع ذري متقدم..
شرد ذهنه مرة ثانية ثم عاد يفرك يديه:
- فلنعد لموضوعنا..
ونظر للجالسين ليرى رد فعلهم إزاء ما يطلبه مني:
- هل ستفحص المومياء؟..
بماذا أجيبه؟.. إن هؤلاء السادة ينتظرون ردي فلا تبخلوا عليّ برأيكم.. هل أفحصها؟.. حسنا.. كنت سأقترح عليكم شيئا كهذا.. إنني لا أتمتع بأية شجاعة.. كل ما هنالك هو أنني فضولي.. فضولي أكثر من اللازم.. يقول الإنجليز إن الفضول قد قتل القط.. ولم أكن أعرف مدى صدق هذه المقولة حتى هذه اللحظة.. ولم أتصور أبدا أنني قط عجوز.. كنت كما أقول لكم في كل قصة ساذجا.. ساذجا إلى حد لا يصدق..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: