كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب Empty
مُساهمةموضوع: 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب   10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب Emptyالخميس فبراير 01, 2018 12:34 pm

1- استشارة خاصة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يناير1967.. سن الثالثة والأربعين.. سن النضج وهضم خبرات الحياة وأنت ما زلت تملك القدرة على أن تخوض غمارها.. كنت عائدا لتوي من مغامرتي الكابوسية مع (حارس الكهف).. تلك المغامرة التي دنوت فيها من الموت أكثر من أية مغامرة أخرى.. ولقد قضيت عشرات الليالي أتملص - في فراشي - من قبضة رمال متحركة وهمية وأنهض غارقا في العرق البارد لأتأمل الأرقام الفوسفورية المضيئة على قرص المنبه في ظلام الغرفة.. وأتنهد.. وبعد دقائق كنت أرى العسّاس واقفا على باب الغرفة تتوهج تضاريسه المريعة في الضوء الخافت القادم من الصالة.. عندئذ أقرر أن أصرخ.. ثم أمنع نفسي في اللحظة الأخيرة من هذا العمل الأخرق لأنني أعرف أن كل هذا وهم.. وهم..
- لقد حان الوقت لتتزوج يا أخ رفعت..
هكذا يصارحني الجيران وينصحني الأصدقاء وتأمرني المرحومة أمي.. وكلهم بالطبع يرون ملامح وجهي المرهقة والشيب الزاحف على ما تبقى من شعري ونظرة الذعر التي صارت نظرتي الدائمة.. إن الناس يتزوجون ليجدوا من يرعاهم.. أو يتزوجوا لينجبوا.. أو يتزوجون لأنهم لا يجدون شيئا أفضل يفعلونه.. أما أنا فسأكون أول من يتزوج ليهرب من رؤية الأشباح والمسوخ ومصاصي الدماء.. وهل قال لك أحد إنني كباقي الناس؟!.. وفي المرآة تأملت ذلك الشئ المفزع الذي تحولت إليه.. وسألت:
=ومن هي الفتاة التي تقبل؟..
فيقولون لي في حماس:
- هناك ألف عروس!..
=ألف عروس معتوهة؟...
فيردون وهم يتنهدون في سأم:
- إن الجميع يتزوجون يوما ما.. ولكل أوان أذان.. وستكون حتما هناك بعض التنازلات من الطرفين..!
فأصرخ في هلع:
=ولماذا يتنازل الطرفان؟.. ما الذي يرغمنا على ذلك؟!..
- للأسف أنت ما زلت طفلا لا يقبل أن يتنازل.. طفلا يريد كل شئ دون مقابل..
=هذا صحيح.. وما دمت كذلك فلماذا أتزوج؟..
- لأن الجميع يفعلون ذلك يوما ما..
**************************
وبالطبع كانت العروس البائسة هي هويدا.. هل تذكرها؟.. تلك الفتاة التي قابلتها عند عادل في الاسكندرية حين كنت غارقا في مشاكلي مع آكل لحوم البشر.. ولم أعرها اهتماما في البدء ثم بدأت نوعا مقننا ومتحفظا وباردا من العاطفة تجاهها.. وتبادلنا بعض المراسلات من الولايات المتحدة واليونان وليبيا...إلخ.. وحين عدت كانت بعد تنتظر.. وفي حفل عائلي شبه بهيج في دار عادل وأربع زغاريد - كعواء الذئاب - أطلقتها زوجته سهام طوقت إصبعي بخاتمها وطوقت إصبعها بخاتمي.. وغدونا أسيرين في زنزانة المستقبل المشترك!.. كانت خطبة كأية خطبة أخرى.. ذات الجولات المملة في الدروب.. وذات عبارات الغرام أسكبها في مسامعها أمام البحر.. وذات أكواب عصير البرتقال في ذات الكازينوهات.. وتظاهري بالهيام وتظاهرها بالحياء والقلق.. أعتقد أننا نولد بكمية محدودة من الرومانسية والقدرة على الحب.. وقد استهلكت كميتي كلها مع ماجي.. وغدت كل محاولاتي مجرد عادات.. كالصاروخ الذي يستمر في الارتفاع بالقصور الذاتي بعد أن تتوقف محركاته.. إلا أنني والله عليم كنت صادق النية في إسعادها وفي أن تكون زوجتي.. ولم أشعرها لحظة واحدة بما كان يعتمل في ذهني من تساؤلات لا نهاية لها..
***************************
كنت مقيما في القاهرة لهذا غدوت معتادا على السفر إلى الاسكندرية أيام الخميس لأزور خطيبتي في دار أهلها بالأنفوشي ولربما عرجت على عادل معها أو بدونها حسب صفاء الأحوال لنتبادل المجاملات أو لأشكوها له إذا تصادف وكنت وحدي.. ولعلكم تتساءلون هنا: لماذا لم نتزوج على الفور؟.. في تلك الأيام الباسمة كانت الزيجات تتأخر ليس لضعف الإمكانات المادية أو لعدم وجود شقة.. بل لذلك السبب المترف.. أن يتعرف الخطيبان بعضهما أكثر.. تصوروا هذا.. كانت الأيام تمضي وميعاد الزفاف يقترب.. وكانت دورة الشموس مستمرة.. حين وصلني الاستدعاء الرسمي..
ذهبت لأفتح باب شقتي بالدقي متوقعا -كالعادة- أن من يرن الجرس هو شخص يلومني على شئ ما أو يزف لي مصيبة أو يريد نقودا أو يقترض شيئا لن يرجعه.. كان ذلك في نهار اليوم الثامن من يناير1967.. وكنت أعد وجبة إفطار كريهة حين سمعت رنين الجرس المثير للهلع.. ذهبت للباب وفتحته لأجد وجها أسمر متصلب الملامح لشرطي كث الشارب يرمقني في شك ويمسك ورقة ما.. سألته في توتر:
=ماذا هنالك؟..
- يريدونك..
قالها في فتور كأنه يرى سؤالي سمجا جدا.. تناولت الورقة وفتحتها بيد مرتجفة شاعرا أنني امرأة تتلقى ورقة الطلاق فوجدت بها نوعا من الاستدعاء الرسمي طلبا لرأيي العلمي في هيئة الآثار.. ولكن لماذا؟..
=لكنني طبيب.. فما هي علاقتي بـ..؟..
- إن البوكس ينتظرك يا دكتور..
وهكذا لم أر بدا من أن أطفئ الموقد وأرتدي ثيابي وألحق بالزائر غير الثرثار إلى البوكس كئيب المنظر الواقف أمام بوابة العمارة التي أقطنها ونظرة تشف لا بأس بها التمعت في عيني البواب وبعض الجيران حين رأوني أسير مصفر الوجه كالكركم جوار الشرطي.. كأنهم كانوا واثقين أن هذا سيحدث لا محالة جزاء وفاقا لجرائمي وسيري المعوج.. لقد فضحني هذا المخبول في الحي بأكمله.. ومضت السيارة تنهب شوارع القاهرة متجهة نحو هيئة الآثار.. ودخلت إلى قاعة كبيرة بها مكتب عملاق تعلوه بعض التماثيل الفرعونية الصغيرة.. وكان هناك حشد لا بأس به من السادة الذين تبدو على وجوههم سمة الخطورة.. والعسكريين الذين يرمقونني بشك لا مبرر له أبدا.. والعلماء ذوي الشنابر الغليظة.. وكلهم صامتون..
- د.رفعت إسماعيل؟؟..
قالها رجل متأنق أشيب الشعر يرفع نظارته فوق مقدمة رأسه.. وصافحني في شئ من المودة مضيفا:
- أنا د.رمزي حبيب.. خبير المصريات.. بالطبع ما زلت في حيرة من استدعائنا لك على هذا النحو..
هززت رأسي في تواضع قائلا:
=إنني شخص حساس يا د.رمزي.. حساس جدا.. وليس رجال الشرطة الذين يأتون صباحا من الأشياء المحببة للأشخاص الحساسين..
انفجر يضحك -أكثر مما تحتمله دعابتي في الواقع- ومعه ضحك كل السادة المحيطين بنا في مجاملة واضحة لي.. بدأ الفأر يلعب في عبّي.. إن هناك جوا من التوتر يخيم على المكان.. ذلك التوتر الذي ينفث عن نفسه بأية طريقة.. صرخة.. هزة قدم.. ضحكة في غير موضعها.. أنا لست أحمق..
- الواقع يا د.رفعت أننا.. هيه!.. لم لا تجلس؟.. ماذا تفضل أن تشرب؟..
=سجائر!..
مد أحدهم يده لجيبه وهو يضحك في افتعال.. وأخرج علبة تبغ معدنية ناولني منها سيجارة وقبل أن أفهم ما هنالك امتدت ست شعلات من ست قداحات تحملها ست أيدي متحمسة نحو سيجارتي..
- الواقع أننا..سمعنا الكثير عن.. لنقل جولاتك الموفقة في دنيا ما وراء الطبيعة.. والقضية التي نحن بصددها تحتاج لخبير في هذه الأمور.. إننا نتحرك في الظلام.. هل تفهمني؟..
=لا.....!
قلتها كسدادة فلين موجهة إلى حلقه.. فابتسم في حرج وأضاف:
- سأكون أكثر وضوحا.. أنت أستاذ في أمراض الدم.. هذه نقطة.. وخبير في أسرار الميتافيزيقا.. وهذه نقطة أخرى.. أي أنك الرجل الذي نحتاج إليه تماما..
هززت عقب السيجارة في حيرة فأسرع أحدهم يضع مطفأة تبغ في متناول يدي.. إن هذه المعاملة الحسنة تثير ريبتي أنا الذي أتوقع أسوأ الأمور دائما.. إن هؤلاء السادة يحملون لي كارثة ما.. وإذا أضفنا لذلك ما يقوله هذا الأخ عن الميتافيزيقا فإن استنتاج ما يدور ليس صعبا.. إنني مقبل على مصيبة أخرى من المصائب التي تنتظرني في كل مكان وزمان.. قال د.رمزي في شرود:
- ثمة شئ معين.. نوع من الآثار.. نريد منك أن تراه وتعطي رأيا كاملا.. تقريرا علميا مفصلا يفسر بعض الظواهر الغامضة التي صاحبت هذا الكشف..
=وهذا الشئ.. هذا الأثر.. هل هو مومياء؟..
رفع عينيه نحوي في شئ من التبجيل..وهز رأسه أن نعم..
=وهل فحصها علماء آخرون قبلي؟..
- في الواقع..
=أجب دون تزويق أرجوك..
- خمسة علماء..
=وكلهم ماتوا في ظروف غير مفهومة؟..
- كلهم.. كيف عرفت؟..
=القصة دائما هكذا..
ثم أطفأت السيجارة وسألته:
=ولهذا استدعيتموني؟..
- بالفعل..
=لأكون سادس الضحايا؟..
- بل لتقول لنا حقيقة ما يحدث..
وأشار إلى أحد الواقفين.. رجل نحيل أسمر يرتدي نظارة صغيرة وقال:
- الأستاذ محمد رجب سيعطي لك خلفية أفضل عن الموضوع..
- سعيد بمعرفتك يا د.رفعت.. إن الأمر يتعلق بملك فرعوني من الأسرة السادسة.. ملك لا نعرف عنه إلا أقل القليل أو لا شئ على الإطلاق والمصادفة وحدها هي التي قادتنا إلى مقبرته.. لا أدري ما إذا كانت لديك فكرة عن الموضوع يا د.رفعت لكن هناك قرارا عالي المستوى أن يظل ما أقوله لك سرا..
=ولماذا؟..
- حتى هذا هو سر أيضا.. كل ما أطلبه منك أن تعدني..
=أعدك ما دام الأمر يتعلق بصالح البلاد..
ولهذا - يا عزيزي القارئ - أرجو إعفائي من ذكر التفاصيل حيث إنني لم ألق هؤلاء السادة منذ ذلك العام.. ولم يعفني أحد من قسمي.. سأقص عليكم قصتي محتفظا بالقدر الأكبر من التفاصيل.. وحتى اسم الفرعون نفسه لن أذكره.. بل سنطلق عليه اسما رمزيا هو أخيروم الأول وهو قريب جدا من الاسم الأصلي..
- كانت هذه المقبرة تختلف كثيرا عن أية مقبرة وجدناها من قبل.. ومن المتوقع أن يبدل ما وجدناه فيها كثيرا جدا من قناعاتنا السابقة عن التاريخ الفرعوني حتى أسلوب التحنيط نفسه لم يبد مألوفا لنا..
=وهل دخل اللصوص هذه المقبرة؟..
تبادل نظرة حيرى مع الدكتور رمزي حبيب معناها: هل أصارحه؟.. ثم تنهد وأجاب عن سؤالي:
- قليلون جدا.. وكلهم لم يمسوا شيئا..
=وما السبب؟..
- لقد كان صاحب المقبرة غير طبيعي.. ومن العدل ألا نزعم أية قوى غير عادية له لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها.. الحقيقة التي تستعصي على الفهم هي أن لصوص المقابر فروا من المقبرة بمجرد دخولها.. آثار أقدامهم على الغبار - وهو لم يمس منذ قرون - أكدت لنا ذلك.. ما الذي رآه هؤلاء اللصوص؟.. إن من يتسلل إلى مقبرة لسرقتها ليلا لا يخاف لدى رؤيته فأرا أو ثعبانا بالتأكيد..
قال د.رمزي مقاطعا:
- حدثه كذلك عن الجثة..
- آه.. كنت أقول إن اللصوص..
=أية جثة؟..
حاول تحاشي الإجابة بالعودة للحديث عن المقبرة ذاتها إلا أنني كنت مصرا على الفهم مما دعاه إلى أن يجفف عرقه ويقول وهو يوجه نظرة عتاب للدكتور رمزي:
- إنها جثة واحد من اللصوص.. جثة إنسان تعثر وهو يحاول الهرب مع رفاقه.. والغريب أن على وجهه أعتى علامات الهلع.. والأغرب أنه لم يتحلل برغم مرور عشرات القرون على وفاته.. أما الشئ المذهل.. فهو أننا لم نجد قطرة دماء متخثرة واحدة في عروقه..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الأول: الطبيب
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة
» 10- أسطورة لعنة الفرعون - الجزء الثاني: الفتاة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: