كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل العاشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

9- أسطورة أرض أخرى - الفصل العاشر Empty
مُساهمةموضوع: 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل العاشر   9- أسطورة أرض أخرى - الفصل العاشر Emptyالخميس فبراير 01, 2018 12:21 pm

10- الهرب من جديد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فكرة ملائمة.. فكرة ملائمة!.. إنه قدري أن أقضي حياتي عاصرا خلايا ذهني المنهكة باحثا عن فكرة.. إن مشكلتي الحالية ليست عسيرة.. بل هي إلى حد ما مستحيلة.. هاهو ذا البيت المكون من طابقين بجدرانه المتآكلة التي تفوح منها رائحة القدم.. ثمة ماسورة مياه صدئة.. وبوابة حديدية مغلقة بقفل فظ وجنزير كأنه منزوع من دبابة.. وداخل هذا المبنى.. زوجتي!.. والآن.. كيف أدخل؟!.. كلا.. ليس ملائما أن أبلغ البوليس لأن الأمر برمته مجرد حدس.. ولست مولعا برؤية رد فعلهم إذا ما تبين أنني معتوه.. كلا.. ليس ملائما أيضا أن أطرق الباب لأنني لا أملك أية حيلة أبرر بها قدومي.. ولا أملك أية فكرة عن الوضع بالداخل.. أتسلق المواسير؟.. لا تكن سخيفا.. أنا لست لصا محترفا ولست بالطبع قردا.. لن تستفيد سلمى شيئا من تهشم جمجمتي.. فكرة ملائمة.. فكرة ملائمة.. كل ما أحتاج إليه هو جزء من الثانية.. إصبع من أصابعها.. ألمسه وأضغط أي رقم على ناقل الجزيئات من ثم نفر نهائيا بعيدا عن هذا العالم المشئوم.. لا أريد ما جمعت من مال.. لا أريد شيئا.. أريد صغيرتي البائسة التي لم أشعر بمعناها في عالمي إلا بعد أن فقدتها أو كدت.. فقط أعطوني فرصة لأهرب معها.. بعيدا.. بعيدا..
- هل تريد شيئا..؟!
كان هذا هو السؤال الذي حسم الموقف نهائيا.. إذ بينما أنا شارد الذهن في خواطري الجنونية شعرت بتلك الكف الباردة كالثلج الغليظة كالصخر تهبط على قفاي.. التفت في هلع لأرى أسوأ كوابيسي وقد غدا واقعا.. إنه رجل ضخم الجثة شرس المحيا يقف خلفي ويرمقني في شك.. إذن صدق حدسي.. لابد أن هذا هو مقر العصابة.. وهذا الوحش هو من كلفوه بحراسة البيت.. كيف فاتني ذلك؟.. حاولت أن أقول شيئا.. أن أفسر.. لكن كلامي جاء بالطبع مجرد دمدمة بلهاء لا تفسر شيئا.. من الواضح تماما أن هذا الوغد مسلح.. وحتى دون سلاح ستلعب عضلاته دورا حاسما في أي صراع محتمل..
- قلت ماذا تفعل؟..
=مـ..مـ..بـ..فـ..لـ..ص..ش..هـ..مـ..!
-إذن تعال معي..
ودون مناقشة جرني جرا وأولج مفتاحا في قفل الباب الغليظ وهو يسب ويلعن.. ووجدت نفسي أصعد في درجات رطبة شيطانية الرائحة وثمة قط أجرب يرمقني في دهشة.. وعند الطابق الأول مد يده وفتح بابا.. دخلت خلفه إلى صالة أنيقة نسبيا تنم عن ذوق لا بأس به في الأثاث.. وعلى مقاعد أنتريه حديث الطراز كان هناك بعض الرجال جالسين يدخنون وقد بدا عليهم الارتباك حين رأوني.. ورمقوا حارسي في تساؤل.. قال الرجل مفسرا وهو يطلق سراحي:
- كان يتسكع بالجوار.. ولم يعطني تفسيرا مقنعا.. كان الرجال يملكون عدة وجوه لا أجد ما يدعوني لوصفها إلا إذا كنت تحب الثرثرة على غرار:رجل في منتصف العمر نصف أصلع ضخم الجثة وله شارب!.. كانوا رجالا وكفي.. فقط أحدهم بدا لي أجنبيا إلى حد ما وقوي الشخصية مما يوحي بالزعامة.. وهنا..هنا حدث ما أخشاه.. ضاقت عيونهم فجأة شأن من يتذكر شيئا ما.. ثم بدت عليهم علامات الفهم.. وصاح أحدهم في لهجة أرشميديسية بحتة:
- لكنه.. إنه..
فساعده الآخر على التذكر:
- نعم.. هو.. زوجها!.. لقد جاء بنفسه!..
- وكيف استطاع أن..؟
- أليس هو عراف العصر؟!..
وساد المكان جو من التحفز.. تصلبوا وقوفا والتفوا من حولي.. قلت في حنق وأنا أشعر أن الأمر كله قد غدا سخيفا:
=أين زوجتي؟..
أشار الأجنبي إشارة ذات معنى إلى حارسي.. ثم تأملني بعينين زرقاوين لا تطرفان.. وقال نافثا دخان سيجاره في وجهي:
- إنها بخير.. بخير يا سيدي..
إنها تلك العربية ذات اللكنة الأجنبية التي سمعتها في الهاتف..
- أقدم لك نفسي.. (هنريكه شولتزمان).. لص آثار محترف..
=وشارد الذهن كذلك..
ابتسم في شئ من الخجل.. وأشار إلى.. إلى سلمى التي جاءت مع حارسها من مكان لا أعرفه.. كانت في حال طيبة.. وقد بدا عليها الذهول حين رأتني ثم تبدلت نظرتها إلى ابتسامة بزاوية فمها اليسرى.. فخر الأنوثة والاطمئنان و..الحنين.. كانت واثقة من أنني سأجدها.. قال الرجل في مودة:
- هأنتذا ترى أننا لسنا بهذه الشراسة.. وحالتها أفضل بمراحل من حالتك.. لكم تبدو مشوشا..!..
ثم أشار لها كي تجلس.. وعاد يرمقني في ثبات:
- وحدك؟..
لم أدر كيف أجيب.. هل من الحكمة أن أتظاهر بأنني لست وحيدا؟.. أم أن هذا سيدفعهم لتصرف أحمق متعجل؟!.. على أنه وفر عليّ عبء الإجابة.. إذ افترض مسبقا أنني لست وحدي.. في رزانة مد يده إلى جيبي وشرع يعبث هنا وهناك.. ثم أخرجها ممسكة بـ..جهاز ناقل الجزيئات.. هتف أحد الواقفين في جزع:
- هذا جهاز تتبع خاص بالشرطة!.. إنهم خلفه..
يالك من أحمق..!.. كدت أبدأ في الصراخ مقسما لهم إنه ليس كما يظنون.. إلا أن الهر شولتزمان أخذ يتأمل الجهاز في خبرة بضع ثوان ثم هز رأسه:
- لا أعتقد يا حلمي.. لقد رأيت العديد من هذه الأجهزة ولا أحسبه واحدا منها.. إنه أقرب للآلة الحاسبة..
تنهدت الصعداء.. لقد نجونا!.. وهنا سمعته يواصل الكلام مناولا الجهاز لحلمي هذا:
- لكننا لن نترك شيئا للظروف.. خذه.. وتأكد من تحطيمه..
*********************
مرة أخرى يا سلمى تبرهنين لي أنك الأكثر ذكاء وحكمة.. كيف كانت ستخطر لي فكرة مماثلة كالتي بادر عقلك إلى ارتجالها؟.. ما إن أمسك المدعو حلمي بالجهاز قاصدا المكان الذي يحطمون فيه الأجهزة -إن كان عندهم واحد- حتى صرخت في هستيريا واثبة من مقعدها:
- أيها السفاح!.. إنك تقتله!!
نظر لها الرجل في بلاهة -وأنا كذلك- فبادرت مفسرة:
- إنه منظم ضربات القلب الخاص به.. ومن دونه يتوقف قلبه خلال ثوان!!.. انظر له..!..إنه يموت!!..
منظم ضربات قلب؟.. فكرة لا بأس بها.. أعرف شيئا كهذا لأن عما لي كان يحمل جهازا مماثلا ومن دونه تختل الإيقاعية الكهربية لعضلة قلبه..و.. المهم الآن أن أتظاهر بأنني أصبت بنوبة قلبية.. آمل ألا يكون بينهم طبيب أمراض قلب أو لديهم رسام قلب كهربائي..!.. لم أحتج لكثير من الجهد لأن توتر الموقف تكفل بجعل أطرافي باردة كالثلج.. ولعاب كثير سال من شدقي..و.. سقطت على الأرض كصخرة تهوى من قمة جبل.. وسط عويل سلمى:
- أيها الأوغاد!.. زوجي!.. أعيدوا الجهاز!!..
تكفلت سلمى بلعب دورها ببراعة أغرقتهم في بحر من الدموع والصراخ الهستيري واللكمات حتى لم تترك لهم فرصة للتأكد مما إذا كان في الأمر خدعة.. لقد أصابهم الذعر الهستيري هم أيضا.. صاح الأجنبي في هلع:
-حسنا..حسنا.. أعيدوا له الجهاز.. كفي عن الصراخ يا امرأة!..
وهكذا شعرت بيد تدس الجهاز في جيبي.. وعلى الفور بدأت علامات التحسن التدريجي تبدو عليّ!!.. وفتحت عيني في إنهاك..
- غريب هذا..
قالها الأجنبي وهو يهرش رأسه:
- أنا واثق أن منظم ضربات القلب لا يبدو كهذا.. لكني على كل حال متأكد من أنه ليس جهاز اقتفاء أثر..على العموم سنخاطر..إنني أريدك حيا..احتفظ بلعبتك هذه..
انحنت سلمى فوقي وأخذت تجفف العرق البارد من على جبيني.. همست لها وأنا ألهث:
=منظم ضربات؟!.. يالها من فكرة..!
قالت في حنق من بين أسنانها:
- لم أجد فكرة أفضل.. لماذا لم تنقذ أنت الموقف؟..
جلس الهر شولتزمان على الأريكة جواري.. وداعب بأنامله ركني فمه كمن يفكر.. ثم قال بعد هنيهة:
- الآن يا هر سالم أعتقد أن تعاونك أمر مفروغ منه.. إن ذكاءك يسمح لك بتخيل ما سنفعله.. لن يتم أي نوع من الإيذاء لشخصك بل لشخص يهمك أمره ولن أذكر اسمه طبعا..!
قال أحد الجالسين في شك:
- أرجو أن يفسر لنا أولا سر مجيئه فقد نكون في خطر داهم في هذه اللحظات.. ابتسم الهر شولتزمان في ثقة وبدأ يفسر وجهة نظره:
- لا أظن.. إن الشرطة لم تكن لتغامر بشخص شديد الأهمية مثله للبحث عن مقرنا.. على الأقل كانت سترسل على الأقل مخبرا لاستكشاف المكان أو كانوا سيقنعونه كالعادة بالانتظار حتى يعرف مكان الصفقة ويتم تتبع مندوبنا.. إن الأمر كله لا يزيد على مغامرة فردية يائسة قام بها الهر سالم مستعينا بموهبته التي نجهل عنها كل شئ وحاسبا نفسه بطلا من أبطال السينما.. مثل هنري جبسون..
من هو هذا الهنري جبسون؟.. أعتقد أنه معادل جيمس بوند على هذا الكوكب.. على أن الثعلب قد أجاد الاستنتاج حقا.. كل ما أريده لحظة انفراد تتيح لي معالجة أرقام الجهاز.. لحظة واحدة.. ترى متى سيقومون بسجننا؟.. قال الهر شولتزمان في تؤدة:
- على كل حال.. لا أرى ما يمنع تغيير مقرنا بأقصى سرعة..
- رأي صائب..
وفي هذه اللحظة.. دوى صوت ضربات عنيدة صارمة على الباب الحديدي للبيت.. الباب المغلق.. لحظات من التوتر.. ثم هرع أحدهم يختلس نظرة بين خصاص النافذة الخشبية.. وهتف في هلع:
- شرطيان!!..
*********************
- ياللكارثة!..
واستدارت العيون نحوي ترمقني في اتهام.. لابد أنه الطفل شريف.. لم يحفظ وعده لي.. وفي المخفر حدثهم عن اختطافه وعني وأشياء مريبة كثيرة جعلتهم يصممون على زيارة البيت الذي أخذته إليه ليعرفوا ما هنالك.. بالطبع هم يؤمنون أن الطفل يهذي بخياله الواسع.. وبالطبع هم لن يعيروا الأمر أية جدية لكن رد فعل هؤلاء الأوغاد لن يكون سهلا.. التمعت عينا الأجنبي في وحشية وهتف:
- كان حدسي خاطئا يا هر سالم.. لكن دعني أؤكد لك أن أوان المزاح قد انتهى.. أية محاولة لتحذيرهم ستكون وبالا عليكما..
وأشار إلى الرجل قوي البنيان الذي ألقى القبض علي وأمره:
- أخفهما في البدروم.. ثم افتح الباب وتظاهر بالبراءة..
أخرج الرجل مسدسا قبيح الشكل فوهته أطول من اللازم مما جعلني أدرك أنه مزود بكاتم صوت.. وفي احتراف أشار لنا كي نتقدمه إلى باب خلفي.. باب يقود إلى درجات محطمة تقود بدورها إلى قبو عفن.. كانت سلمى ترتجف رعبا.. أما أنا فكنت أتحرق شوقا إلى اللحظة التي يتركنا فيها هذا الثور وحيدين كي تتلامس يدانا ونضغط زر الجهاز الحبيب.. كان قبوا كأي قبو آخر لا يميزه سوى عمودين خشبيين لا يصلحان سوى لشئ واحد.. وبالفعل تناول الرجل حبلا ليفيا ملقى على الأرض.. وأشار لسلمى تجاهي وهتف:
- هيا قيديه سريعا ثم قفي لأقيدك!!..
كلا..!.. إن الهرب يحتاج لأن تكون يداي حرتين.. دون أية كلمات مددت يدي لجيبي مخرجا الجهاز وقذفته إلى سلمى.. ثم استدرت نحو الرجل.. سأراهن على شئ واحد.. أنه لن يطلق علينا الرصاص دون تعليمات عليا من رئيسه.. وهكذا ألقيت بجسدي على المسدس ووجهت فوهته بعيدا.. يالقوة الرجل الكاسحة!.. كأنني أصارع جرارا.. الشرايين توشك أن تنفجر في فوديّ.. لكني سأصمد.. الطرقات تزداد شراسة وعنفا على الباب الحديدي الصدئ..
=سلمى!..مـ..ماذا تنتظرين؟..
صفعة شرسة على خدي.. لكمة مروعة مزقت شفتي.. مذاق الدم الصدئ.. في الواقع كنت عمليا أتدلى من المسدس بينما الثور يطوح بي في هواء البدروم ويوجه لي ضربات غير آدمية.. تلاشى عقلي تماما مستشعرا أنني خفاش متعلق في ساق دابة.. على كل حال هو لم يطلق رصاصة واحدة مما يدلني على أنه في حيرة من أمره.. ولم تكن قوته الكاسحة لتدع له حاجة لأن يطلق..
=سلمى!..أيتها الحمقاء..!!
الطرقات تزداد شراسة.. وعيي يتسرب مني.. أنشب أسناني في كفه فيسب ويوجه لي المزيد من اللكمات..
=سلمى..!..
- اتركه يا سالم!.. اتركه وإلا أخذناه معنا!!..
أتركه؟.. يالها من كارثة!.. إن تركه أعقد من التشبث به!..و.. لكمة عارمة وجهها لي كانت هي فرصتي.. فتركتها تقذفني إلى الحائط لأسقط جوار سلمى.. سلمى التي واصلت ضغط أزرار الجهاز في برود كأن ما يحدث لا يعنيها.. ثم في صرامة أمسكت يدي.. وهتفت من بين أسنانها:
- هيا..
وضغطت زر الإدخال.. فلم يحدث شئ..!!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
9- أسطورة أرض أخرى - الفصل العاشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 20- أسطورة بو - الفصل العاشر
» 13- أسطورة البيت - الفصل العاشر
» 23- أسطورة المينوتور - الفصل العاشر
» 7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل العاشر
» 17- أسطورة النافاراي.. الفصل العاشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: