كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل التاسع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

9- أسطورة أرض أخرى - الفصل التاسع Empty
مُساهمةموضوع: 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل التاسع   9- أسطورة أرض أخرى - الفصل التاسع Emptyالخميس فبراير 01, 2018 12:20 pm

9- الجانب المظلم من القمر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت عائدا إلى الفندق منهكا بعد يوم حافل حين استوقفني موظف استقبال الفندق - وهو بالمناسبة أبله تماما- ليقول لي بابتسامة مشرقة:
- المدام ليست موجودة..
=حقا؟..
- لقد غادرت منذ ساعة مع رجلين ضخمي الجثة!.. وقد خيل لي للحظة أن أحدهما يحمل مسدسا مصوبا نحوها ويخفيه تحت معطفه إلا أنني استبعدت هذا الاحتمال.. خاصة وأن المدام أخذت تختلس لي النظرات وتأتي بحركات لا أفهمها بوجهها و..
قبل أن يكمل عبارته كنت قد وثبت فوق الكاونتر ممسكا بياقة بدلته الحريرية.. والزبد يتساقط من فمي:
=ماذا قلت؟!..
أعاد لي سرد القصة في ارتباك والرعب يتملكه.. يالك من معتوه!.. لقد اختطفت زوجتي أمام عينيك.. وأنت لم تفهم حتى محاولتها لإخبارك أن هناك شيئا على غير ما يرام.. ولكن كيف؟.. ومن؟.. ولماذا؟..
=هل تركت لك رسالة ما؟..
- نعم.. قالت لك أن تقبع جوار التليفون..
أطلقت سراحه وشرعت أثب السلالم ثلاثة ثلاثة قاصدا غرفتي.. ذهني مضطرب كبكرة خيط لعبت بها قطة.. ودخلت الحجرة فلم أر ما يثير الريبة.. كل شئ في مكانه.. حتى جهاز ناقل الجزيئات في موضعه تحت حشية الفراش.. إن قرحتي تتحرك وآلامها تعتصرني.. جرس الهاتف يدق.. أجفلت وهرعت نحوه كالملسوع.. سمعت صوتها العزيز عبر الأسلاك مرهقا خائفا:
- سالم..هذا أنا..
=طبعا.. طبعا.. أين أنت؟..
- لا أستطيع أن أقول.. إنهم شرسون يا سالم ولا يعرفون المزاح وهم ينذرونك إذا لم ترضخ لأوامرهم أن..
قلت في نفاد صبر:
=نعم.. نعم.. كالعادة.. سيرسلون لي أذنيك في طرد..
- لا.. لا.. أسوا من ذلك..
=سينتزعون أظفارك بالكماشة؟..
- بل أسوأ.. فهم يتمتعون بحاسة الابتكار للأسف..
وبدأت الدموع تغزو صوتها وأردفت:
- سيضعون رأسي في كيس ملئ بالفئران!..
=الأوغاد!.. طريقة التعذيب الفيتنامية العتيقة!..
وهنا سمعت صوت جلبة.. وفهمت أنهم انتزعوا منها السماعة.. ثم سمعت صوتا فظا يقول بلكنة أجنبية:
- والآن.. كفى مزاحا.. نفذ أوامرنا وإلا..
ثم وضع السماعة.. وساد الصمت!.. لقد نسي الحمقى أن يخبروني بأوامرهم!!.. إن هذا يثير الأعصاب!.. وهنا دق جرس التليفون ثانية.. رفعت السماعة في لهفة لأسمع ذلك الوغد يتكلم:
- معذرة!.. نسينا أن نوضح..
=لا عليك.. فهذا يحدث للجميع.. إن هموم الحياة..
- نريد منك خريطة تفصيلية لأماكن الكنوز الفرعونية التي لم تخبر بها السلطات واستبقيتها لنفسك..
- ومن قال إن عندي واحدة؟..
- لأننا لسنا حمقى!.. انتظر مكالمة أخرى تحدد شروط اللقاء و..كليك!
ساد الصمت مرة أخرى.. بعد ثوان عاد الجرس يدق فرفعت السماعة لأسمعه يقول في حرج واضح:
- نسيت أن أحذرك..
قلت في نفاد صبر:
=طبعا.. طبعا.. ولا كلمة للبوليس وإلا لن أرى زوجتي.. أليس كذلك؟..
- بلى.. معذرة لشرود ذهني..
=لا عليك.. عمت مساء.. لا تؤذوها من أجلي..
ووضعت السماعة شارد الذهن أنا الآخر.. يالها من كارثة.. كانت أوجاع القرحة تمزقني لكني لم أستطع أن أفعل شيئا آخر سوى أن أجلس في غرفتي أرشف فناجين القهوة وأرمق جهاز الهاتف في تشاؤم.. يالهم من حمقى!.. لقد ظنوا أننا نعرف عن كنوز الفراعنة أكثر مما كشفنا عنه.. وظنوا أنهم بالسيطرة علينا يمتلكون مفاتيح خزائن قارون.. لكن جعلهم يفهمون ذلك سيكون عسيرا بعض الشئ.. والآن ليس لدي سوى أن أنتظر أو أبلغ الشرطة.. الحل الأول كفيل بإصابتي بالجنون.. أما الحل الثاني فلن يزيد على محاولة تتبع خطوط الهاتف الأمر الذي لن ينقذني من الجنون أيضا.. ولكن.. ثمة شئ غريب.. أشعر بالخوف لا القلق.. هناك فارق كبير بين الخوف والقلق وفي حالتي هذه المفروض أن يقتلني القلق.. فماذا يخيفني؟!.. أشعر بالجوع برغم أنني تناولت عشائي.. وأشعر بالبرد برغم أن الغرفة دافئة.. إن تفسير هذا ليس عسيرا.. هذه ليست مشاعري بل هي مشاعر ذاتي الثانية -سلمى-في سجنها البعيد!.. لقد ألفت هذا الخلط ولم يعد يدهشني.. لكنه في هذه المرة سيكون مفتاحي للبحث عنها.. إنها كروموسوماتي.. وإنني لابد واجدها بشئ من الجهد لو تركت العنان لغرائزي.. إن كروموسوماتي النائمة في خلايا جسدي لقادرة على إيجاد كروموسوماتي النائمة في خلايا سلمى.. وسأفعل هذا وحدي دونما عون..
********************
الأمر عسير.. شرعت أردد هذا لنفسي وأنا أركب سيارتي الجديدة التي لم أحصل على رخصة قيادتها بعد وأجوب شوارع المدينة مستسلما لشعور غامض لا أعرف إلى أي حد هو صائب وإلى أي حد هو مزيف.. المشكلة - قلت لنفسي - أن ما يربط بيني وسلمى ليس نوعا من التخاطر التيليباثي وإلا لغدا العثور عليها سهلا.. إنه نوع غريب من الانتماء كالذي يجذب الساق المبتورة نحو صاحبها إذا كان هناك حقا شئ كهذا.. مشكلة الحضارة هي أنها أتلفت للأبد غرائزنا البدائية.. وإن أي قط يحترم نفسه كان حتما سيجد زوجته بعد ربع ساعة من اختفائها لو كان في مكاني.. لكني لست قطا للأسف!! كنت أحمل معي جهاز ناقل الجزيئات والحنين والقلق يمزقانني حين وجدت شيئا يدفعني للسير إلى ذلك الشارع الجانبي..
**********************
كلا.. لا يمكن أن تكون هذه المدرسة هي وجهتي.. مدرسة ابتدائية تصدع مبناها لا يمكن أن تكون هي ضالتي.. إن الأطفال يملئون الشارع في انتظار لحظة أن يفتح الباب الحديدي الصدئ ليتراصوا في طابور الصباح.. ليلة كاملة انقضت عليّ في السيارة غارقا في حيرتي.. والآن المفروض أنني وصلت.. كان هو الذي تعرف عليّ أولا.. وجهه الشيطاني الأبله ومريولته الزرقاء والابتسامة الخبيثة بركن فمه الأيسر.. شريف!.. نسختنا الكروموسومية التي نسينا عنها كل شئ.. ياللعنة!.. إذن فكروموسومات هذا المعتوه هي التي قادتني إلى هنا.. وكنت أقتفي أثرا مضللا طيلة الوقت..
- أونكل!.. مرحبا!.. رأيتك في التلفاز البارحة!!
فتحت باب السيارة ونزلت منها.. وانحنيت على ركبتيّ جواره.. وشرعت أفكر.. إنني أمقت هذا الطفل السخيف لكنه قد يكون ذا عون لي.. أولا سيساعدني مجيئه معي على التخلص من جاذبية كروموسوماته المضللة.. ثانيا لو وحدنا غريزتينا أنا وهو فلربما استطاعت روحه البريئة الشفافة لو كان يملك واحدة أن تساعدني على إيجاد كروموسومات سلمى.. نظرت في عينيه وقلت:
=شريف.. أنت تذكرني وسلمى طبعا؟..
- طبعا..
=وتشعر أنك تنتمي لنا..هل تفهم معنى تنتمي؟..
- لا..
=أعني.. تشعر أننا منك وأنك منا؟..
- لا..
=يالك من حمار..!..
وهرشت رأسي مفكرا.. كيف أوصل له فكرتي؟.. قلت:
=حسنا.. أنت شعرت بمقدمي يا شريف قبل أن تراني.. أليس كذلك؟..
هز رأسه أن بلى..
=ثمة شئ ما يربط بيني وبينك وبين طانط سلمى.. هل تذكرها؟..
مرة أخرى هز رأسه أن نعم.. قلت في خطورة باحثا عن الأسلوب الأمثل لإقناع هذا الشيطان الصغير:
- لقد خطفها اللصوص.. وسيقتلونها وأنا بحاجة لمخبر عظيم مثلك ليجدها لي.. فهلا ركبت معي..؟
بدا عليه الحماس.. ففتحت له باب السيارة.. وأركبته جواري ثم أدرت المحرك حين سمعت صيحة من سيدة صارمة الوجه تبدو كإحدى المربيات الفاضلات وهي تشق زحام الأطفال لتلحق بنا:
- أنت يا أستاذ!.. إلى أين تظن أنك تأخذ هذا الصبي؟!..
=معذرة يا سيدتي فلا وقت عندي للشرح..
وانطلقت بالسيارة وفي المرآة الجانبية لمحتها تدون رقم سيارتي في وريقة أخرجتها من حقيبتها.. لا ألومها فقد قامت بواجبها على أكمل وجه على أنني أتحمل الآن -بجانب كل أعبائي- عبء أن أثبت للشرطة أنني لم أختطف الطفل..!
- إنها أبلة اعتماد.. الناظرة!
قالها لي مفسرا وضحك في بلاهة.. فزمجرت من بين أسناني:
=هذا واضح.. وأكون شاكرا لو أغلقت فمك يا أخ شريف!
***************************
هل تشعر بها؟.. هل تشعر بها؟.. من عالمها البعيد جاءت وغدت لي.. تعرف أسراري وأحلامي وتتجاوز عن سخافاتي ونقاط ضعفي.. إنها بريئة رقيقة.. فهل تشعر بها؟.. أمسك المقود بيدي اليسرى وأضغط كف الطفل بيدي اليمنى.. حاول أن تذوب في خلايا كفي.. حاول أن تتوحد معي وتفكر مثلي.. إننا حتما واجداها.. فقط ساعدني..
=هل نتجه يمينا أو يسارا؟.. فكر أيها الطفل السخيف.. فكر..
فيضع إصبعه في فمه بحيرة..ويهمس:
- لا أدري..
أضغط على أسناني وأصيح بوحشية:
=بل أنت تدري!.. فقط فكر..!..اشعر..
فتلتمع الدموع في عينيه.. ويسيل المخاط من أنفه.. ويهمس:
- يـ..يسارا..
فأدير المقود إلى اليسار وأضغط دواسة البنزين.. يجب أن أرفق بهذا البائس الصغير.. إن الخوف يعتصر قلبي ومعنى هذا أنه خائف!.. إنني أمقت نفسي ومعنى هذا أنه يمقتني.. لا ريب أنني أبدو له وكأنني قد اختطفته.. لكني لا أملك السعة النفسية التي تسمح لي بأن أكون حنونا حتى مع نفسي!.. وهكذا شرعنا نتحسس دربنا عبر شوارع القاهرة.. إننا نتجه نحو حلوان.. ويالها من رحلة مضنية.. يمينا..يسارا..يسارا..يمينا.. هنا..لا..لا..هناك.. بل هنا.. لا تقلق.. والآن ها نحن أولاء نرمق ذلك البيت المنعزل عند أطراف المدينة حيث حملتنا غريزتانا.. إن الاحساس الغامض يتملكني.. سلمى هنا!.. لا ريب في ذلك.. نظرت لوجه الطفل فلمحت أنفاسه المبهورة تتلاحق من منخريه.. والحمرة تغزو خديه.. وهو لا يجد ما يفسر به ذلك الشعور العجيب.. قلت له مبللا بلساني شفتي السفلى:
=إنه هو.. هل تشعر به؟..
هز رأسه في انبهار.. وشرع يرمق البيت.. إنه إحساس لا يوصف ولا يمكنني أن أقربه لك وإلا لغدوت شكسبير هذا العصر.. لو أنك تفهم ما تشعر به تفاحة نحو تفاحة أخرى على نفس غصن الشجرة لو أمكنك هذا لأرحتني من عناء الوصف!.. أدرت مقود السيارة متجها إلى أقرب قسم شرطة.. وأنزلت الصبي على مسافة معقولة.. ثم أصدرت له تعليماتي:
=ستدخل هناك وتخبرهم أنك قد ضللت الطريق.. وتطلعهم على اسمك وعنوانك.. لا تذكر حرفا عني أو عن هذا البيت.. إنك قد قدمت لي عونا لن أنساه.. يمكنك أن تثرثر كما تشاء حين تعود لدارك..
قال في حيرة:
- واللصوص؟.. هل ستحاربهم وحدك؟..
ابتلعت ريقي.. وداعبت بأناملي شعر رأسه الخشن:
=سأحاول يا صغيري..أعدك أنني سأحاول!!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
9- أسطورة أرض أخرى - الفصل التاسع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الأول
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثاني
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثالث
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الرابع
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: