كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثامن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثامن Empty
مُساهمةموضوع: 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثامن   9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثامن Emptyالخميس فبراير 01, 2018 12:19 pm

8- شهرة..
ــــــــــــــــــــــــــ
لم نكن نعلم أنه في الوقت الذي غفونا فيه في فندقنا أنا وسلمى كانت هناك جيوش من علماء الآثار تعيد البحث في معابد الصعيد.. وجيوش من المصورين تلتقط صورا دقيقة لآلاف النقوش الجدارية المنسية.. وجيوش من خبراء الكمبيوتر عاكفين على تلقيم أجهزة الحاسب الآلي العملاقة في عدة وزارات للتحقق من تكرارية النقوش وتفنيد الاحتمالات المختلفة ومقارنتها.. وحول رشيد استحال الليل نهارا حيث سلطت الكشافات العملاقة.. وشرعت البلدوزرات تهدر كديناصورات أسطورية تلتهم التراب بحثا عن حجر صغير يحوي سر الحضارة.. كانت اللغة الهيروغليفية تولد من جديد وبسرعة غير عادية.. إن البحث عن طلاسم لغة في عهد الكمبيوتر يختلف قطعا عن ذلك المجهود المحموم الذي بذله شامبليون وحيدا على ضوء شمعة.. كانوا يحتاجون إلى طرف خيط.. وقد قدمنا لهم عدة خيوط كلها تقود إلى نفس الشئ..
*********************
في الأيام التالية تكررت جلسات الاعتصار الذهني إذا صح هذا التعبير.. وكان هؤلاء السادة يخصصون يوما لكل موضوع.. قصة الهرم.. إخناتون.. كليوباترا.. حتشبسوت.. إياح حتب.. حور محب.. الخ.. وعرفنا أنهم بعد كل استجواب كانوا يشرعون في دراسة كل حرف ثم يرسلون فريقا من علماء الآثار للبحث عن أي نقش يؤيد ما قلناه ويحاولون فهم كل كلمة في هذا النقش على ضوء كلامنا.. ثم جاء اليوم السعيد.. اليوم الذي سمحوا لصحفي أن يقابلنا فيه.. كان شابا نحيلا تلتمع عيناه بالحماسة وجبينه مندى بالعرق ويداه ترتعشان وهو يسألنا عن كل شئ.. بالطبع لم أصارحه بقصة ناقل الجزيئات وحاولت إعطاء الانطباع بأننا عرافان أو ساحران أو أي شئ من هذا القبيل.. بعد هذا بدأت الأحاديث الصحفية لي تتوالى.. لم أعد أذكر كم صحفيا أصلع الرأس وكم صحفية تصبغ شعرها وتلوك اللبان قد قابلت لكني كنت في كل مرة أحكي شيئا جديدا.. وكان موضعنا في أية جريدة أو مجلة مضمونا في أية مرة نفتح فيها فمنا.. وغدت صورتي أنا وسلمى مألوفة لرجل الشارع.. لكن أحدا لم يلحظ تشابهنا غير العادي.. صار اسم رمسيس وخوفو يترددان في وسائل الاعلام وعلى المقاهي وعرف الناس إخناتون داعية التوحيد وسنوحي الفلاح الفصيح..
*********************
على أن أكثر القصص التي أثارت شغف الناس كانت هي قصة كليوباترا ومارك أنطوني.. وبرغم أن المؤرخين اليونانيين حكوها وبرغم أن كليوباترا لم تكن فرعونية تماما فإن التفاصيل لم تكن واضحة كما حكيناها نحن.. وسمعنا عن مسرحية بنفس الاسم تقدمها مسارح لندن ألفها شاب انجليزي واعد اسمه ويليام شكسبير.. بالطبع استوحى الفكرة منا لكنه لم يستأذننا.. اقترحت سلمى أن أقاضيه لكني وقد تذكرت ماضي المشين رأيت أنه من العدل أن أترك سارق القصص هذا وشأنه كنوع من التكفير عن سرقاتي السابقة.. ذات يوم جاء للفندق شاب وسيم تبدو في ملامحه سمة أرستقراطية لا تخطئها العين وقدم لنا نفسه باسم أحمد شوقي.. شاعر.. ثم طلب مني الإذن في السماح له بكتابة مسرحية شعرية يكون اسمها مصرع كليوباترا!!..
=إن هذا من حقك.. أنا لم أخترع القصة والتاريخ ملك للجميع..
قلتها في تواضع وأنا أقاوم رغبة جنونية في الصراخ فرحا.. في هذا العالم سيكون لي الفضل في إلهام أحمد شوقي بفكرة مسرحيته الرائعة ويالها من مصادفة!!..
=وماذا ستقول فيها؟..
فرك كفيه في حيرة وهز رأسه:
- لا أدري في الواقع.. لم أجلس لكتابتها بعد..
هرشت رأسي في تؤدة كأنني أفكر..ثم قلت:
=ابدأها بالبيت التالي: قياما نشرب الخمرا.......على نخب كليوباترا
كرر هو البيت ورائي محاولا حفظه.. ثم مط شفتيه السفلى في اشمئزاز وغمغم:
- ليس سيئا لكن يمكنني كتابة ما هو أفضل!!..
قلت مقاوما ضحكة خبيثة توشك أن تفلت مني:
=على كل حال هذا مجرد اقتراح.. يمكنك بعد إنهاء المسرحية أن تجرب كتابة مسرحية عن.. عن.. عن قيس وليلى أو قمبيز ملك الفرس..
بدت نظرة عدم فهم على وجهه فقلت على الفور:
=هذا بالطبع لو كنت تعرف من هؤلاء..!
كيف لو عرف أنني أحفظ كل هذه المسرحيات عن ظهر قلب قبل أن يخط هو حرفا واحدا فيها؟!..وانصرف الشاب شاكرا لي عطفي.. دنت مني سلمى وجلست أمامي حائرة ثم همست:
- سالم.. إن ضميري ليس مستريحا تماما..
=ولم؟..
- هذا الذي نفعله.. أعتقد أنه ليس أخلاقيا تماما.. ثمة نوع ما من الخداع في كل هذا.. خداع لا أستطيع تعريفه بدقة.. قل لي إنه لا غبار على هذا كله..
نظرت لها في ثقة وابتسمت بزاوية فمي اليسرى:
=لا غبار يا ملاكي..لا غبار..فقط ثقي بي..
هكذا ظلت أيامنا تمضي على هذه الوتيرة.. رسالة من المخرج الأميركي جوزف مانكوفتش يطلب مني أن أعمل مستشارا في فيلمه الضخم كليوباترا الذي ستقوم ببطولته ممثلة اسمها جوليا سميث.. وافقت على شرط أن تقوم ببطولته إليزابيث تايلور -لو كانت عندهم واحدة- لأنها ستؤدي الدور بشكل أفضل!!.. شعراء يطلبون الإذن في نشر قصائد عن كليوباترا والكرنك وملحنون شبان يطلبون تلحينها وكتاب سيناريو يطلبون كتابة سيناريو عن إخناتون.. الجديد أنني كنت أقدم قوالب جاهزة لكل هؤلاء كي يستعملوها.. حتى أن الملحن الشاب الذي عرفت أن اسمه محمد عبدالوهاب انبهر بشدة بالنداء المنبهر الملهوف كليوباترا الذي تبدأ به الأغنية التي تحمل هذا الاسم.. قال إنني عبقري فهززت رأسي في تواضع.. واقترحت على مخرج مثقف اسمه شادي عبدالسلام أن يقدم فيلما عن قبيلة تتعيش من سرقة المومياوات.. سألني في شرود عن الاسم الذي يطلقه على الفيلم ففكرت حينا ثم قلت:
=لا يوجد سوى اسم واحد يناسبه.. سمه (المومياء)..
- اسم رائع..!..أنت موهوب حقا..!
هكذا ترون كنت منهكا لأذني وسط كل هذا.. وتحولت قاعة الاستقبال في الفندق إلى سيرك يضم مئات الشعراء والملحنين والرسامين والمخرجين وكتاب القصة.. وكلهم جاءوا من أجلي.. وتدريجيا بدأت علاقتي بسلمى تفتر.. لم أعد أتذكرها إلا وقت النوم حين تجلس على الفراش ترمقني في صمت بضع دقائق قبلما تكرر سؤالها الخالد:
- سالم هل ضميرك مستريح؟..
فأقول وأنا أندس لاهثا تحت الأغطية:
=جدا..!
لقد بدأ حسابي في المصرف يتضخم أخيرا أنا الذي لا أعرف مكان أي مصرف في عالمي.. صحيح أنه حساب بعملة هذا الكوكب الغريبة لكنه مال على كل حال ويمكن إذا أردنا الرحيل أن نشتري به ذهبا أو فضة او يورانيوم 273 او أية مادة يمكن استعمالها في الكواكب الأخرى..
- وماذا لو ذهبنا لأرض أخرى لا تعرف الذهب؟..
هكذا تقول سلمى متشائمة.. فأنظر لها في حنق وأقول:
=إذن نتركها على الفور إلى كوكب آخر.. إن الكوكب الذي لا يعرف الذهب هو كوكب لا يستحقنا!!
فتنظر لي في حنان وتهمس:
- سالم.. متى نرحل؟..
=حين.. حين ننتهي..
- ومتى ننتهي؟..
=حين يعرفون ما نعرف..
*******************
كانوا قد بدأوا ينقبون في وادي الملوك واجدين المومياء تلو المومياء لملوك الفراعنة العظام.. وبفضل توجيهاتي استطاع العلماء المصريون أن يجدوا مومياء توت عنخ آمون منتزعين ذلك النصر من لورد كارنافون وهوارد كارتر صاحبي الكشف في عالمي.. وتدريجيا تراكمت الآثار.. حتى صارت حاجتهم ملحة لبناء ذلك المبنى الشامخ الأنيق في ميدان التحرير: المتحف المصري.. وبدأت السياحة تنتعش.. والأسماء الفرعونية العزيزة تحتل مكان الأسماء اليونانية السخيفة.. وتاريخ مصر القديمة يتشكل..
إنني عراف هذا العالم ولن ينتزع مني أحد ذلك المنصب.. ولكن.. ألا ترى معي شيئا ما يثير الريبة في كل هذا النجاح؟!.. بلى؟.. وأنا كذلك أوافقك.. ثمة نذير شؤم يخيم على المناخ المزدهر.. إن الأمور لا تسير أبدا بهذه البساطة والسلاسة.. ثمة كارثة تنتظرنا.. لا جدال في هذا.. ولكن أين؟.. وكيف؟.. وهل سننجو منها؟.. هذا ما ستعرفه بعد لحظات..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثامن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 20- أسطورة بو - الفصل الثامن
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل العاشر
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السادس
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الأول
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: