كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السابع Empty
مُساهمةموضوع: 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السابع   9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السابع Emptyالخميس فبراير 01, 2018 12:18 pm

7- كوكب الحمقى..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طيلة الليل ظللت أذرع غرفة الفندق كالأسد الحبيس.. أدخن سيجارة وهمية هي قلمي.. وأحدث أشخاصا لا وجود لهم.. وأضحك من نكات لم أسمعها.. كانت الأفكار تتصارع في رأسي حتى أنها ليسحق بعضها البعض.. أكثر من فكرة رائعة قضت عليها فكرة أخرى.. إن أمامي مستقبلا رائعا.. رائعا إلى حد أنه يثير الرعب في نفسي.. أما سلمى فكانت جالسة على الفراش وقد أسندت ذقنها على ركبتيها وضمت كفيها أمام ساقيها ترمقني بعينين خرساوين.. ثم تكلمت بعد هنيهة:
- هل فقدت صوابك أخيرا؟.. كنت واثقة أن هذا سيحدث..
=هه؟.. هل تريدين شيئا يا ملاكي؟..
- هل جننت؟..
توقفت عن الدوران في الغرفة ورفعت يدي للسقف:
=لقد قدم لي د.محمود هذا هدية العمر..
- لا تبالغ.. إن مبلغ المائتي جنيه هذا هو قرض للمبيت في الفندق.. و..
=كفي عن الحماقة يا سلمى!!.. إنني أتحدث عن مصير البشرية كلها وأنت تفكرين في المال.. هل سمعت ما قال؟..
ثم إنني جلست على الأرض جوار الفراش وشرعت أرسم على السجادة خطوطا وهمية بإصبعي السبابة لأؤيد كلامي:
=قال إن نابليون بونابرت لم يدخل مصر بتاتا لأن نلسن قد دمر أسطوله في البحر المتوسط.. إن الحملة الفرنسية على مصر كانت حملة فاشلة تماما وقد لاقت مقاومة عاتية لكنها على الأقل نجحت في إدخال الطباعة لمصر وإخراج كتاب وصف مصر.. ثم فك رموز اللغة الهيروغليفية اعتمادا على الجهود الباسلة لعالم الآثار الفرنسي شامبليون.. وهذا هو بيت القصيد.. والآن.. كان بونابرت يلعب لعبة المساكة مع الأسطول البريطاني عبر أمواج البحر المتوسط.. ووصل مصر.. ووجد حجر رشيد الذي كان هو مفتاح رموز تلك اللغة.. لو وجد نلسن أسطول بونابرت لدمره.. ولتغير وجه التاريخ.. وهذا هو ما حدث في هذا الكوكب.. دمر نلسن أسطول بونابرت.. لم يعثر أحد على حجر رشيد.. لم تنكشف أسرار اللغة الهيروغليفية.. لم يفهم أحد أية حضارة هائلة كانت هنالك.. ظلوا يعتمدون على أكاذيب المؤرخين اليونانيين.. وظلوا يؤمنون أنهم قوم بلا حضارة ولا تاريخ..
بدأت علامات الاهتمام تغزو وجه سلمى..وسألتني:
- وما هو دورنا في كل هذا؟..
=ألم تفهمي بعد؟.. إننا نحن المحظوظان الوحيدان اللذان وقعت عليهما مسئولية إخبار هذا الكوكب بتاريخه!!.. نحن من سنهدي لهؤلاء الحمقى معرفة أجدادهم.. سيعرفون تاريخ كل الأسر الفرعونية منذ الأسرة الأولى وحتى عهد البطالمة.. سيفهمون كل ما كتب على الجدران والمسلات وقواعد التماثيل.. إننا أنا وأنت سنقود هذا الكوكب إلى المعرفة!..
- أنا وأنت؟..
=أنت وأنا..!
***********************
قال د.محمود وهو يجد السير عبر أروقة ذلك المبنى:
- أتعشم أن تكون قد نمتما جيدا..
قلت لاهثا وأنا أحاول اللحاق به ومئات الأسئلة تزدحم في رأسي:
=رائع.. أشكرك كثيرا..
- كان الواجب أن تناما عندي لكنكما تعرفان الظروف.. و.. لا تشكرني.. إن هذا هو واجبي نحو صداقتنا العتيدة -أنا والمدام سلمى- على كوكبها!!..
وعند أحد الأبواب الجانبية دلف وأنا خلفه وسلمى خلفنا.. كانت قاعة كبيرة مظلمة إلى حد ما.. انتظرت بضع ثوان حتى اعتادت عيناي الظلام.. كان هناك عدد لا بأس به من الأشخاص الجالسين حول مائدة طويلة تشبه موائد الاجتماعات.. وكانوا جميعا يرمقونني في شك وحدة ودخان التبغ يفعم هواء الغرفة مما جعل الرؤية ضبابية تماما..
قال لي د.محمود وهو يشير بلا مبالاة إلى الجالسين:
- أقدم لك السادة الجالسين.. هذا هو الدكتور(....) من هيئة الآثار.. اللواء (...) من شرطة الآثار.. العميد(...) من كذا..الخ..
وكنت قد نسيت كل شئ تقريبا حين انتهى هو من تعريف آخر الجالسين فيما عدا رجلا واحدا يرتدي بذلة أنيقة مدنية ووجهه في الظلام خارج دائرة الضوء.. قلت لدكتور محمود متسائلا:
=وهذا؟.. هل هو (رقم صفر الذي لا يعرفه أحد)؟!...
لم يضحك.. ولم يضحك واحد من السادة المهمين الملتفين حول المائدة لمحاكمتي على شئ لا أدري ما هو بالضبط.. إن رغبة جنونية في الفرار تطاردني لكن الأوان قد فات للأسف..
- اجلس..
جلست في حذر.. وأنا أشعر أنني نسيت كيفية الجلوس..
- استرخ..
هكذا أمرني سعادة اللواء الذي نسيت اسمه.. فاسترخيت على الفور..
- اهدأ بالا..
أمرني بذلك أحدهم.. فهدأت بالا على الفور.. بدأ الرجل ذو الوجه الغامض يتحدث بنبرات رزينة واثقة.. كان يرحب بي وبزوجتي في بلدنا مصر حتى وإن كان على بعد ملايين الأعوام الضوئية من بلدنا الأصلي.. وقال إنه يأمل أن يؤدي تعاوننا إلى فتح جديد في التاريخ لأنني إن كنت صادقا سأكون شخصية القرن وسيكون وصولي إلى عالمهم أهم حدث منذ اكتشفوا الكهرباء.. أما إذا كنت لا سمح الله كاذبا.. وهنا أحسست بالقشعريرة تزحف عبر عمودي الفقري.. لا داعي لأن يكمل كلماته.. لم يكونوا على علم بجهاز ناقل الجزيئات.. كل ما كانوا يعلمون هو أننا قذفنا إلى عالمهم بشكل ما.. وهكذا يظل عندي باب خلفي لا بأس به للهرب لو أرادوا بي سوءا..
- والآن حدثنا عن حجر رشيد..
ابتلعت ريقي وبدأت أتكلم بصوت متهدج في البداية:
=إنه ذلك الحجر الذي وجدته الحملة الفرنسية قرب رشيد.. وكان عليه نص بثلاث لغات.. الهيروغليفية واليونانية والديموطيقية.. وقد تبين شامبليون العالم الفرنسي أن الفراعنة كانوا يدونون اسم الملك في إطار مستطيل منحني الجوانب هو الخرطوش هكذا أمكنه استخلاص الأبجدية الفرعونية بمجرد المقارنة..
خلع البروفيسور (....) نظارته..وسأل:
- ثم؟..
نظرت حولي في غباء ورفعت يدي:
=ثم لا شئ..!
- هيه!.. لن تقول لنا إنك لا تعرف المكان الذي وجدوا فيه حجر رشيد في عالمك.. أليس كذلك؟!..
=نعم.. وجدوه عند رشيد..
- هذا واضح.. لكن ما هي إحداثيات المكان؟.. إن رشيد ليست شجرة نحفر تحتها حين تعتلي الشمس الأفق..
=لم أكن طبعا مع الحملة الفرنسية حين وجدت الحجر..
- إذن أنت تعرف هذه الحروف الهيروغليفية؟..
=للأسف لا..
- إذن ماذا نفعل؟.. وما المساعدة التي قدمتها لنا؟..
=لا شئ في الواقع..
إن هذا درس طيب لمن يهوى السفر بين العوالم الموازية: لا تنس أن تأخذ معك قاموسا للغة الهيروغليفية!.. قال د.محمود في تؤدة محاولا تهدئة التوتر المخيم:
- أستاذ سالم.. إذا لم تستطع أن تقودنا إلى حجر رشيد يمكنك على الأقل أن تخبرنا بمكان نص تعرف ترجمته.. وبالتالي يمكننا إجراء المقارنة على طريقة شامبليون الشهيرة هذه..
هرشت رأسي مفكرا.. وهنا ارتفع صوت سلمى للمرة الأولى:
- سيدي.. لقد قام رمسيس الثاني بكتابة اسمه على الكثير من المسلات والمعابد حتى تلك التي لم يبنها.. ستجدون اسمه مكتوبا مرارا عند معبد الكرنك والدير البحري أيا ما كان اسمها عندكم..
=وتحتمس الثالث أزال اسم والدته حتشبسوت من فوق آثارها ليكتب اسمه هو..
مضى الرجال يدونون ما قلته في اهتمام.. وسكرتيرات قلقات يهرعن هنا وهناك حاملات رسائل يبدو أنها هامة إلى جهات معينة في مكان ما.. وهكذا مضى الاستجواب الذي استغرق أربع ساعات أو أكثر.. كنت أنا وسلمى نعتصر خلايا ذهنينا لاستخراج كل ما نذكره ربما منذ دراستنا الابتدائية عن الفراعنة.. أبدا لم نفطن لجهلنا المروع بالتاريخ الفرعوني إلا حين وجدنا نفسينا بحاجة لتذكر ذلك التاريخ.. كم كان عدد الأسر؟..أية أسرة بنت الأهرام؟.. متى بدأت عبادة آمون؟.. ما الاسم الأصلي لإخناتون؟.. أين يقع وادي الملوك؟.. كم عاما استمر كفاح طيبة؟.. من من الفراعنة شيد تمثال أبو الهول ولماذا؟.. من هو بعنخي؟.. ومن هو سنوحي؟.. من هو.. متى.. لماذا.. كيف.. كنا قد انتهينا أنا وسلمى.. ولو كنا قد اقترفنا جريمة ما فإننا في أتم حالاتنا النفسية لنعترف!.. إن هؤلاء السادة لا يتعبون ولا يعرفون الرحمة.. وقد استحال عقلي إلى ذبابة قد فرغ من امتصاصها عنكبوت.. بعد أن طال التعذيب قال الرجل غامض الوجه وهو ينظر في ساعته:
- أعتقد أن الوقت قد حان كي ننهي هذه الجلسة.. لدينا هنا كما لا بأس به من المعلومات وسيستغرق أسبوعا أو أكثر في التحقق منه لهذا أشكركما.. وآمل لمصلحتكما أن تكونا على صواب!!..
***********************
قرأ المدير الأوراق الأخيرة التي حملتها له مرة تلو مرة.. ثم قال دون حماس وهو يناولها لي:
- لا أستريح كثيرا للمجرى الجديد للأحداث.. إن القصة تتحول إلى استعراض لثقافتك الفرعونية ولا أحسب القارئ واجدا ما يشوقه وسط هذا الحشد من الأسماء والوقائع..
ابتلعت ريقي وقلت في شئ من نفاد الصبر:
=صبرا سيدي.. إن اللهو لم يبدأ بعد..
- لهو؟!..
=نعم.. إن هذين الغريرين يحسبان أن ما يعرفان ويجهله هذا العالم لكفيل بأن يجلب لهما الرغد والثراء..
- هذا ما قلته أنت مرارا..
استطردت في غموض وأنا أعيد أوراقي إلى الملف:
=لكنهما سيعرفان إلى أي حد كانا مخطئين.. سيعرفان ذلك بوضوح شديد..!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الأول
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثاني
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثالث
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الرابع
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: