كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السادس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السادس Empty
مُساهمةموضوع: 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السادس   9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السادس Emptyالخميس فبراير 01, 2018 12:18 pm

6- صديق..
ـــــــــــــــــ
كما هو متوقع لم نرفع أنا وسلمى عينينا طيلة الجلسة عن ذلك الطفل.. كان مزعجا كثير الحركة والتظرف.. وإنني لأعجب كيف تحتمله أمه.. ربما هي نفس المعجزة التي جعلت أمي تحتملني.. وكنت قد بدأت أتبين في ملامح الزوجين ملامح أبي وأمي في صغرهما.. أما سلمى فهمست في أذني وهي تتأمل ملامح الرجل في اهتمام:
- هذا الرجل.. إنه يشبه أمي جدا..!!
=هكذا!.. والمرأة تشبه أباك طبعا؟..
- بالفعل..
طالت الجلسة.. وبدأ ذلك التوتر والتململ المنذران بوجوب انتهائهما يخيمان.. بالطبع لن نستطيع الاستفادة منهما أكثر من ذلك ولن نجرؤ على طلب المبيت أو طلب نقود.. نهضت مؤذنا بالانصراف فنهضت سلمى معي متثاقلة.. انحنيت على أذن شريف وقربت فمي منها وهمست:
=وداعا أيها العبقري الصغير.. عندما تكبر لا تحاول أن تسرق قصة من هـ.ج.ويلز وتقدمها للناشرين.. إذ سيفتضح أمرك على الفور..!!
لم يفهم كلامي طبعا وشرع يبتسم في بلاهة.. شكرنا لهم حسن ضيافتهم.. وشرعنا ننزل السلم.. عند الطابق الثاني وجدنا باب جارتنا عواطف مفتوحا وابنتها هدى -هدى هذه الأرض طبعا- واقفة تثرثر مع صديقة لها.. همست سلمى في غل حقيقي:
- آه.. إنها تلك السحلية الثرثارة!.. عندهم منها واحدة هنا أيضا!.. إنها تطاردني في كل المجرات..
=صه!!.. هي حادة السمع أيضا..
*********************
هل نعود لعالم سلمى بعد أن أغلقت كل الأبواب دوننا؟.. إن الكوكب يبدو لنا الآن أضيق من سم إبرة الخياط.. لا صديق.. لا عون.. لا نقود.. والمشكلة أننا سنواجه نفس الشئ في كل أرض أخرى.. إن اختلاف العملات يجعل ارتياد العوالم الموازية أمرا شبه مستحيل.. عرضت على سلمى أن تنهي كل هذا.. فقالت:
- ربما أفعل.. ولكن في اللحظة الأخيرة قبل أن نقضي جوعا.. ليس الآن حتما..
وهكذا نمضي مطوحين قامتينا مجرجرين أقدامنا في الطريق.. متشابهين كتوءمين.. متشابكي الأيدي كعاشقين.. حائرين كذبابتين.. تعسين كطفلين حرما من حيوانهما المدلل.. المدينة هي المدينة.. الوجوه نفس الوجوه.. الشوارع ذات الشوارع.. لكننا غريبان!.. نعرف الجميع بينما لا أحد يعرفنا.. ترى أية مغامرة مجنونة أقحمنا نفسينا فيها.. لكن ما كان يعزينا هو أن لدينا بابا خلفيا جاهزا للهروب منه حين تسوء الأمور أكثر من اللازم.. قد تتكاثف السحب لكنك تعرف أن القطار ينتظرك وأن تذكرة الرحيل في جيبك.. أن تهرب.. إلى أين؟.. لا يهم.. المهم أن ترى وجوها أخرى وأماكن أخرى وتشم روائح جديدة.. قالت سلمى وقد شعرت بما أشعر به:
- نعم... أنا أيضا أحلم مثلك.. لكننا لم نهرب إلى هذا الكوكب كي نهرب منه بعد بضع ساعات..
إن هذا النوع من المفاجآت لم يعد يثير دهشتي.. إن تفكيري وتفكيرها متزامنان ومتطابقان إلى حد مفزع.. يكفيني أن أفكر في شئ ما حتى أتأكد من أنها تفكر فيه في ذات الوقت.. قلت في سخرية:
=المشكلة هي أنني جائع..
- إذن فلنأكل.. إن معك ما تبقى من نقود الحافلة..
اشتريت بعض الساندويتشات.. ومضينا نأكلها ونرمق المارة في لا مبالاة.. أدركت أنها وقد انهت ساندويتشاتها لم تزل جائعة لأن الجوع كان يعتصر معدتي أنا فناولتها ساندويتشاتي.. نظرت لي في حنان وابتسمت ابتسامة صفراء حزينة ثم بدأت تأكل.. والآن أشعر أنني امتلأت ولم أعد بحاجة للمزيد..
*******************
فجاة صرخت سلمى في حماس أنها تذكر هذا الشارع تماما.. إنه الشارع الذي يعيش فيه د.محمود في عالمها..
=د.محمود من؟..
- إنه ذلك العالم مخترع جهاز ناقل الجزيئات.. هل نسيته؟..
=طبعا.. كأنك حكيت لي عنه منذ قرون..
- إنه رقيق الحاشية دمث الخلق وليس من ديدنه طرد المعتوهين الذين يزعمون أنهم من كوكب آخر.. فلماذا لا نرى إن كان عندهم واحد منه هنا؟..
قلت لها في تؤدة:
=وهل تظنين أنه سيعرفك؟.. إذا كنت أنت أو أنا مجرد طفل سخيف على هذا الكوكب فلماذا لا تفترضين أننا لن نجد عالمك هذا طفلا رضيعا أو لا وجود له؟!..
- لا أعتقد أنه كان طفلا في يوم من الأيام.. وعلى كل حال لن نخسر شيئا..
وشرعنا نجر أقدامنا المنهوكة شاعرين أن أحذيتنا هي أدوات تعذيب شيطانية من عهود محاكم التفتيش.. مدخل البناية الرطب والسلالم.. الطابق الثاني.. ثم الباب.. عندهم د.محمود بالفعل في هذا الكوكب.. ويمكن لسلمى أن تسترد أنفاسها المبهورة.. لكن المشكلة هي أن اللافتة تقول إنه خبير آثار مما ينفي تماما أن يكون نفس الشخص.. لكن سلمى أعلنت في ثقة أنه هو المقصود.. لأن محمود بكر في عالمها كان يهوى الآثار إلى جانب مهنته كعالم فيزيائي.. إنها تلك الاختلافات البسيطة الضخمة بين الكوكبين ولربما كان هذا المحمود يهوى الالكترونيات أيضا هنا!!.. لم أبد متحمسا لأنني رأيت كل هذا بلا جدوى على الإطلاق.. انفتح الباب عندما قرعنا الجرس عن رأس أصلع ووجه كالح كث الشارب.. إنه هو.. هذا واضح.. لأن سلمى كادت تنسى حذرها وتهلل وتقفز عند مرآه لولا أن طقطقت بلساني محذرا.. كادت تنسى هذه الحمقاء أن زميل العمل العزيز هذا لم يرها في حياته!!.. قالت في صوت يتصنع الرزانة:
- دكـ.. دكتور محمود؟..
قال في دماثة ورقة حاشية لحسن الحظ:
- أنا هو..
- نهارك حليب..
فتح فاه ليقول شيئا إلا أنها بادرت بالكلام:
- أنا سلمى.. وهذا زوجي..
هز رأسه في رقة بمعنى أن ما تقوله جميل لكنه لا يعنيه على الإطلاق..
- هل.. يمكننا الدخول؟..
- لا..
قالها كسدادة مصوبة إلى حلقها.. دمعت عيناي ضحكا على الرغم مني.. لكن سلمى لم تيأس:
- دعني أتحدث لحظة.. أنت د.محمود بكر..
- هذا اكتشاف لا بأس به..
- في طفولتك كنت تهرب من المدرسة وتفتش عن كنوز وهمية مدفونة في حدائق الجيران..
كاد الباب يغلق في وجهها لولا أن بادرت بوضع قدمها في فرجته لتمنع غلقه.. وواصلت الكلام في حماسة وسرعة:
- في الجامعة كنت تخفي ثقبا في حذائك عن طريق السير بشكل مفتعل.. لكن صديقك كان يسخر من هذا ويسمي حذاءك حذاء أبي القاسم..
بدأت مقاومته تلين نوعا حيث وقف خلف الباب..
- وكان والدك يصر على أن تكون محاميا لكنك خذلته.. و..
وهنا كانت مقاومته قد انتهت تماما.. فتح الباب وألف علامة استفهام ترتسم على وجهه وقطرات من العرق البارد تحتشد على جبينه.. وفي بطء همس:
- أرجوكما أن تدخلا..!
*******************
- هذه هي قصتنا..
قالتها سلمى وهي تكوم قشور اليوسفي في قبضتها لتضعها في مطفأة السجائر أمامها.. كنا جالسين في غرفة الصالون التقليدية المتظاهرة بالفخامة والتي تراها في كل بيت مصري حتى على هذا الكوكب.. وكانت زوجته تصب لنا الشاي بيد مرتجفة وهي تختلس لنا النظر.. واضح أنها لم تبتلع بعد فكرة أن تجلس مع كائنات من الفضاء الخارجي.. أما د.محمود فكان منفعلا ومتحمسا إلى حد لا يوصف.. قال لنا وهو يهرش في صلعته:
- لولا أنكما أخبرتماني بأدق أدق أسراري لما صدقت حرفا.. كنت أظنكما نصابين خاصة وأن حالة ثيابكما توحي بذلك!..
قالت سلمى وهي تقشر ثمرة يوسفي أخرى:
- الواقع أنني اتبعت هذا الأسلوب من قبل مع سالم في لقائنا الأول على أنني كنت محظوظة.. لقد أخبرني د.محمود في كوكبي بالكثير عن نفسه لأنه..
واحمر وجهها قليلا.. وأردفت:
- لأنه كان يريد الزواج مني..
يالها من كلمة!.. إن الموقف عجيب حقا لكنني شعرت بعدائية مفاجئة تجاه د.محمود الجالس معنا برغم أنه لا ذنب له في الموضوع.. وفي عيني زوجته التمعت نظرة غيرة حاقدة وهي ترمق سلمى كأنها تقول: كيف يعجب زوجي أو حتى نسخته بهذه المخلوقة؟!.. قالت سلمى لتزيل آثار اعترافها الأحمق:
- ولحسن الحظ أنك لم تختلف عنه كثيرا في هذه الذكريات..
=فيما عدا أنه متزوج طبعا!..
كنت أنا قائل هذه العبارة حين شعرت أنها ستزيد الطين بلة لا محالة.. وبدأت أسأله عن أحوال هذا الكوكب.. وعن الاختلافات غير العادية التي لاحظتها أنا وسلمى طيلة اليوم.. فماذا يعرفون عن الفراعنة؟؟.. ولماذا لا يعترفون بفضلهم؟.. قال لي وهو يبتسم في ثقة العلماء المحنكين:
- الفراعنة؟.. ماذا تريد معرفته عنهم؟.. حفنة من الرعاة احتلوا وادي النيل لفترة ما ثم تركوه..!!
=هكذا.. وهل لا توجد عندكم أهرام أو أبو الهول؟..
- لدينا بالطبع.. وما علاقة ذلك بالفراعنة؟!.. إنها لمسات الحضارة اليونانية البارعة في مصر..
كدت أنفجر غيظا من هذا الخلط..
- والكرنك والدير البحري وفيلة؟!..
بدت على وجهه علامات الحيرة والغباء.. فأدركت أن الأمر فيه اختلاف في المسميات لا أكثر.. لهذا قلت:
=معابد.. في الصعيد جنوبا..
- آه.. تعني معابد ديانا وأبوللو الموجودة بالأقصر؟.. لماذا لا تسميها بأسمائها؟!..
أرجو أن يمسك بي أحدكم قبل أن أهشم وجه هذا المعتوه.. ألا يفهم هؤلاء القوم معنى كلمة طراز؟.. ألم يلحظوا اختلافا ما بين الآثار الفرعونية وبين المعابد والتماثيل اليونانية؟.. إن الطراز الفرعوني الأصيل لا يمكن خلطه مع أي طراز آخر.. لكنه كالعادة كان يملك تفسيرا مقنعا له هو طبعا..
- إن اليونانيين قد نجحوا في إضفاء أكثر من نمط للطراز في كل بلد زاروه.. وكان أسلوبهم في مصر يختلف عن أسلوبهم في اليونان.. وهذا دليل آخر على عبقريتهم..
=و.. وتماثيل الملوك وغيرهم؟..
- كلها يونانية طبعا!.. ألم أقل لك إنهم غيروا طباعهم لتناسب البلد؟..
=والهيروغليفية؟.. هل هي لغة يونانية أيضا؟!..
- إنها لغة سرية خاصة بالكهنة المصريين.. لكن لماذا نحتاج إليها طالما أن هيرودوت أبو التاريخ لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وحكاها؟!..
هنا اعتدلت في جلستي.. لقد بدأت أفهم..
=هل تعني أنكم لا تعرفون اللغة الهيروغليفية؟!..
- نعم..
و.. حجر رشيد؟.. مرة أخرى تبدو عليه علامات الغباء.. سألته عن نابليون بونابرت والحملة الفرنسية على مصر فقال لي إن هناك واحدا بهذا الاسم حاول غزو مصر في أواخر القرن الثامن عشر إلا أن الأدميرال البريطاني نلسن نسف أسطوله عن بكرة أبيه في البحر الأبيض المتوسط.. رفعت رأسي نحو سلمى التي جلست تثرثر مع الزوجة في أمور نسائية بحتة مثل أسعار الخضر وأسماء العطور والأقمشة على هذا الكوكب.. لم تكن على استعداد لسماع ما يدور في خلدي من خواطر.. إن هذا الكوكب هو جنتي.. حتما هو كذلك..!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السادس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثالث
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الرابع
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الخامس
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السابع
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثامن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: