كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الرابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الرابع Empty
مُساهمةموضوع: 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الرابع   9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الرابع Emptyالخميس فبراير 01, 2018 12:17 pm

4- دعنا نرحل..
ـــــــــــــــــــــــــــ
شهر كامل مر على زواجنا.. كان زواجا كأي زواج آخر فيما عدا أنني لم أشتر أثاثا ولم أدفع مهرا بالطبع.. وكانت أيامنا موزعة ما بين الانبهار بتشابه طباعنا وما بين السخط على ذلك حين دق الشرطي بابي طالبا مني أن أذهب للمخفر لأمر هام.. كانت سلمى تعد لي طعام الإفطار حين عدت لها مهموما.. لم يكن الأمر يحتاج لتأويل كثير.. لقد وجدوا الحقيبة.. وبالطبع ستكون هناك أسئلة كثيرة عن العملات العجيبة وجهاز التيليترانسبورتر وعندئذ ستبدو قصتي عن الكوكب 149أ- مجرة تازما مالوري واهية جدا وسخيفة جدا.. ثم إنني حين يتعلق الأمر بزوجتي لا أرغب في أي نوع من الضوضاء.. ذهبت معها إلى المخفر.. وكما توقعت لم يتم أي شئ بسلاسة بل ظللنا ننتظر ساعتين في غرفة النوبتجي.. ثم استدعونا لنقابل رئيس المباحث.. لقد شاهدت هذا المشهد مرارا في كوابيسي وأعرف تماما ما سيحدث لكني كنت أستيقظ غارقا في العرق قبل أن أعرف كيف سينتهي.. ها هو ذا رئيس المباحث في غرفة يملؤها دخان التبغ.. يحيط به ثلاثة شبان شديدو الوسامة صارمو الوجوه.. والجميع يرتدون ربطات عنق نصف معقودة على القمصان دون سترات.. وأمامه كانت الحقيبة.. وكان ودودا مجاملا بتلك الطريقة التي يجيد رجال المباحث أداءها.. الود المرعب..
- هذه الحقيبة تخص المدام طبعا؟..
أحنيت رأسي موافقا..
- وماذا فيها؟..
قالت سلمى على الفور ما كنا اتفقنا عليه مسبقا:
- نقود.. نقود مرسومة من التي تستخدم في المسرحيات.. وأوراق .. وآلة ترجمة عربية إنجليزية معطلة..
ساد الصمت لحظات.. وشرع الضباط يتبادلون النظرات.. كان الجو متوترا بشكل ملحوظ.. قال رئيس المباحث بعد دقائق:
- الآلة لا تعمل.. هذا صحيح.. لقد حاولنا إجراء عمليات حسابية بها بلا جدوى.. وقد تأكدنا عن طريق خبير الكترونيات أنها ليست جهازا للتجسس.. لكنه لم يعرف كنهها على الإطلاق.. أما العملات الورقية فهي لا تشبه أية عملات على وجه الأرض.. إنها دعابة.. لكنكما ستفسران لي أين وكيف استطعتما طباعة هذه العملات فإن لها علامة مائية وخيط.. وأين وجدتما نوعية الورق؟!..
ثم ابتسم ابتسامة صفراء وأشعل سيجارة:
- والآن لنر أوراق المدام فهي تستحق بعض علامات الاستفهام..
وأخرج بطاقة مغلفة عليها صورة سلمى ولوح بها في وجوهنا قائلا:
- هذه البطاقة مكتوب عليها.. سلمى محمد شحاتة.. مواطنة رقم 53/62/124.. تصريحات أ.ع.م. وهذا ليس كل شئ..
وأخرج بطاقة أخرى من الحقيبة.. وشرع يقرؤها:
- هذه رخصة قيادة.. لأي شئ؟.. لسيارة خوارزمي طراز 1422هجرية..
ثم فقد صبره واحمرت عيناه حنقا:
- والآن لا تقولي إن هذا كله خاص بالمسرحية يا مدام..
وأطفأ السيجارة في فنجان القهوة أمامه.. وشرع يعيد على الشبان الواقفين حوله ووجوههم الجامدة كالصخر ما قاله.. إن موقفنا صعب.. صعب للغاية.. ولن يصدقونا قبل أن نمضي معهم شهرين أو أكثر.. وبعدها لن يصدقونا أبدا..
- والآن.. أريد تفسيرا..
قالت سلمى في كياسة:
- عن أي شئ؟..
- عن كل هذا.. يبدو لي أنك قادمة من عالم آخر له قوانينه وعملاته ورخص قيادته وبطاقاته الشخصية..
احمر وجه سلمى ونظرت للأرض.. لو عرف كم هو محق..
ثم إنها أخذت نفسا عميقا يتناسب مع الأكذوبة التي تنوي قولها ثم همست:
- سيدي.. إن هذه الآلة آلة ترجمة وأستطيع إثبات ذلك..
- إذن أريني..
مدت يدها إلى الجهاز.. يدها اليمنى.. في حين أطبقت حول يدي اليمنى يدها اليسرى وضغطت ضغطة ذات معنى.. توتر الشبان في انتظار ما سيحدث.. قالت وهي تتحسس الأزرار بأنامل يدها المطبقة على الجهاز:
- مثلا.. دعني أطلب رقما 3 - 2 - 2..
يا إلهي.. فهمت.. إنها تحاول الهرب أمام عيونهم.. ستشغل الجهاز لتقذف جزيئاتها إلى أرض أخرى.. كلا يا سلمى!.. لا تخالفي القانون.. ولكن أي قانون؟.. قانون كوكبي أم كوكبها؟.. ثم لماذا تضعين الجهاز على المكتب وتقرعين الأزرار باليد الأخرى؟.. الطبيعي أن تمسكيه باليد اليسرى وتقرعي الأزرار باليمنى.. آه!.. فهمت.. لا يا سلمى.. أنا لا أريد.. لا..
- هذا يكفي يا مدام.. هاتي الجهاز..
- لحظة يا حضرة الضابط.. (ب-3).. ثم زر الإدخال..
- أنا لا أمزح.. هاتي الجهاز واتركي يده..
في هذه اللحظة كانت قد أمسكت الجهاز بيدها.. وبإصبع واحدة داست زر الإدخال بالفعل.. وتلاشت الغرفة من حولنا..
********************
الكون.. الفضاء.. النجوم..
=هل أنا أحلم؟..
- كلا.. أنت لا تحلم.. جزيئاتي وجزيئاتك تمتزج بالكون ذاته.. لم يعد ثمة كيان مادي لنا.. نحن طاقة.. روحان تعبران عبر الأبعاد الأربعة.. هل تشعر به؟.. هل تفهمه؟.. أنا وأنت فقط في الفضاء.. يدك في يدي جعلتنا في نظر الجهاز كيانا واحدا.. وهذا الكيان تلاشى.. امتزجت جزيئاتنا وغدونا حزمة لا كيان لها..
=إنني خائف.. قولي إنك لن تتركيني أبدا..
- ولماذا أتركك وقد توحد مصيرانا للأبد؟.. لن تعود لأرضك ولن أعود أنا.. سنجوب الأكوان معا.. نرى مجرات أخرى.. ألف أرض وألف زمن.. وألف بلد.. سنهبط في أي مكان.. المحيط.. القطب.. زائير.. مصر.. وفي زمن لا يعلمه إلا الله تعالى.. هل يؤثر هذا فيك؟.. ليس لك جسد مادي لكنك ترتجف!.. أنت خائف..
=هل ستظلين معي؟..
- طالما ظللت أنت معي..
=سلمى.. ماذا لو خلط الجهاز جزيئاتك بجزيئاتي؟.. أي كائن سنصيره؟.. أربعة عيون وأربعة أيدي وفمان..!
- إنه الحلم الأزلي لكل عاشقين.. أن نصير واحدا للأبد..
السدم النجمية تتوالى.. ألوان لا حصر لها.. ثقوب سوداء.. الكون يفصح عن أسراره لنا فقط.. أنا وأنت..
=أنا وأنت روحان يجوبان الكون بلا أجنحة نحو أرض أخرى ربما أكثر جمالا ورحمة..
- هل تشعر بلذة الهرب!.. أن تلقي بأعبائك وأعضائك وتحلق؟.. إنني أقترب من سر الكون.. إن الحقيقة الوحيدة هي الإله الذي أوجد كل هذا الجمال.. ونحن جزء من كل هذا الوجود الذي لا يصدق.. نحن مجرد نمل يحيا فوق برتقالة فاسدة نتصارع ونحقد.. بينما الكون يردد لحنه الأعظم.. فلا نصغي..
=أنت لي وأنا لك..قوليها..
- أنت لي وأنا لك..هل هذا يرضيك؟..
=لن أخشى شيئا بعد اللحظة..فلتزأر العاصفة..
************************
=لقد طال السفر صغيرتي.. طال..
- إننا نبحر عبر المجرات.. فلا تقلق.. انظر لهذا النجم المحترق.. ياله من حلم.. هل ترى؟..
=ماذا؟..
- هناك!.. الكوكب 322-ب-3.. أرضنا الجديدة.. هل تراها؟..
=نعم.. نفس القارات والمحيطات وكل شئ.. كأنها صورة بالقمر الصناعي لكوكب الأرض.. هل هذا حقيقي؟.. هل أنا بالفعل وسط كل هذا الجمال؟.. أنا بالذات؟..
- اصمت..واستعد للتجسد..
كان أول ما شاهدناه عند التجسد هو.. حجرة رئيس المباحث مرة أخرى!.. ياللهول!.. لم يكن الضباط موجودين وكان هو يرتدي سترته الكاملة.. وما إن رآنا حتى اكفهر وجهه.. وصرخ:
- من أنتما؟.. كيف دخلتما ها هنا؟..نصار!..نصار!..
نظرت نحو سلمى هامسا:
=كيف عدنا ها هنا مرة أخرى؟..
همست في شئ من الفتور:
- ألم تفهم بعد؟.. هذا هو رئيس مباحث قسم شرطة الكوكبث322-ب-3..!.. إنه يرانا للمرة الأولى..
اندفع جندي الحراسة الريفي داخل الحجرة مذهولا.. كيف ومتى دخلنا من الباب؟.. على حين شرع رئيس المباحث يوبخه:
- هأنتذا واقف على الباب كالناطور!.. كيف دخل هذان؟..
قالت سلمى في حرج:
- نهارك حليب يا سيدي..
- ماذا؟..
=أعني صباح الخير.. كنا نريد عمل فيش وتشبيه وظننا أن هذا هو المكتب..
- ليس هو!.. والآن اغربا من هنا..
دفعنا نصار الريفي الساذج إلى باب الخروج وهو يضرب كفا بكف من الطريقة السحرية التي مررنا بها بجواره.. ثم عاد ليتلقى توبيخه من رئيسه.. وهكذا وجدنا أنفسنا في الهواء الطلق.. في هذه الأرض الجديدة!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل العاشر
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل السادس
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الأول
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثاني
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: